4/01/2013

ركائز الدعوة د.فضل إلهي

أ/ من يقوم بالدعوة؟

1ـ دلّت نصوص كثيرة على أن الدعوة إلى الله تعالى مسؤولية كل مسلم. 2ـ ورد الحث على جميع أفراد الأمة بالقيام بها في آيات وأحاديث كثيرة.3ـ بدأ سلف الأمة في القيام بها إثر دخولهم الإسلام.4ـ قام عامة المسلمين بها عبر القرون، وقد شهد بذلك الأعداء.5ـ صرّح العلماء المتقدمون والمتأخرون بأن الدعوة إلى الله تعالى مسؤولية كل مسلم.
تنبيهات:1ـ يقوم عامة الناس بالدعوة الخاصة دون غيرها.2ـ يجب على عامة الناس حصر دعوتهم في نطاق الأمور الواضحة.3ـ دلّت نصوص كثيرة على ضرورة بقاء الداعي وغيره في دائرة علمه، ويخشى في حالة الخروج منها أن يتقوّل على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم.
ب/ إلى أي شيء ندعو؟
ندعو إلى الإسلام الشامل الكامل المحيط بجميع شؤون الحياة من عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملات.                    من أدلة ذلك ما يلي:1ـ أمر الله جل جلاله بالتمسك بجميع شرائع الإسلام.2ـ توبيخه سبحانه وتعالى اليهود على الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه.3ـ بيان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن الإيمان بضع وستون شعبة.4ـ تعليمه صلى الله عليه وسلم الأمة كل ما يحتاجون إليه لصلاح دنياهم وآخرتهم.
تنبيهات:1ـ إنَّ الدعوة إلى التوحيد أساس الدعوة.2ـ ضرورة الدعوة إلى الإقرار بالرسالة الخاتمة مع الدعوة إلى التوحيد.3ـ ضرورة مراعاة أحوال المخاطَبين في اختيار الموضوعات بعد دعوتهم إلى الشهادتين.4ـ ضرورة كون الدعوة إلى الكتاب والسنة لا إلى غيرهما.
ج/ من ندعوه؟
يُدْعَى كل من وُجد في الكون بعد بعثة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى اعتناق الإسلام والتزامه.وذلك لما يلي:1ـ بُعِث النبي الكريم إلى الناس كافة، وخُتِم به النبيون عليهم السلام.2ـ أنزل جل جلاله عليه القرآن الكريم ذكراً للعالمين، وخاطب القرآن الكريم الناس أجمعين.3ـ فرض الله تعالى على كل من وُجد بعد بعثته صلى الله عليه وسلم أن يؤمن به، وقرَّر أنه من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.4ـ دعا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم جميع أصناف الناس من المشركين، واليهود، والنصارى، والمنافقين، والمجوس، والأقارب، والنساء، والشباب، والأطفال، والمرضى، والمنكوبين، والتجار، والفقراء، والأعراب وغيرهم.وقد أكد العلماء كذلك عمومَ دائرة مخاطبي الدعوة الإسلامية.
د/ كيف نقوم بالدعوة؟
ندعو بكل وسيلة مشروعية. وقد استخدم الصالحون من الأنبياء السابقين ونبينا الكريم عليه وعليهم الصلاة والسلام وغيرهم طرقاً كثيراً للدعوة إلى الله تعالى. ومنها ما يلي:1ـ الدعوة القولية بالترغيب والترهيب، وبسوق القصص، وبضرب الأمثال.2ـ الدعوة القولية المقرونة بالعمل، وبالإشارة، وبالرسم والشكل.3ـ الدعوة بالعمل وحدها، وبالإشارة وحدها كذلك.4ـ الدعوة بالمجادلة بالتي هي أحسن.5ـ الدعوة بإرسال الرسل والكتب.6ـ الدعوة بالمال.
تنبيهات:1ـ لا يُرَغَّب ولا يُرهَّب بالأحاديث الضعيفة.2ـ ضرورة اجتناب الأحاديث الموضوعة في الترغيب والترهيب.3ـ ليس المقصود بسوق القصص استقصاء الوقائع والحوادث.4ـ ضرورة اجتناب تصوير ذوات الأرواح عند الدعوة مع الرسم والشكل.5ـ ضرورة كون المجادلة بالتي هي أحسن إلا مع الذين ظلموا.
هـ/ أين ندعو؟
ليست الدعوة محصورة في مكان محدد، بل إنها في كل مكان ملائم. لقد قام الصالحون من الأنبياء السابقين والنبي الكريم عليه وعليهم الصلاة والسلام وغيرهم بالدعوة في أماكن كثيرة. ومنها ما يلي:1ـ في السجن.2ـ في البلاط الملكي.3ـ في كنيسة اليهود.4ـ في منازل الناس.5ـ في السوق، وفي الطريق، وفي السفر.6ـ في المقبرة، وعند المرور بالقبور.
تنبيه:لا تتَّخذ القبور مكاناً مستقلاً للوعظ والتعليم.
و/ متى ندعو؟
ليس للدعوة وقت محدد، لا يُدْعَى في غيره. إنَّها في كل وقت ملائم. لقد قام عباد الرحمن من الرسل والرسول الكريم صلى الله عليه وعليهم وبارك وسلم وغيرهم في كل وقت وجدوا فرصة للقيام بها. ومن الأوقات التي قاموا بها ما يلي:1ـ بعد صلاة العشاء، وبعد ثلث الليل، وعند بلوغ نصف الليل، وبعد ذهاب ثلثي الليل، وعند الاستيقاظ من النوم.2ـ بعد صلاة الفجر، وعند نصف النهار، وبعد الظهر، وبعد العصر.3ـ في خطبة الجمعة، والعيدين، والاستسقاء، والكسوف.4ـ عند موت الأحبة.5ـ قبل القتال.6ـ عند حضور موت الداعي نفسه.
التوصيات:وأغتنم هذه الفرصة فأوصى بما يلي:1ـ أوصي القائمين على الجامعات الإسلامية والمعاهد الدينية في أرجاء المعمورة بإقرار مادة (مفاهيم دعوية) .2ـ أوصي أهل العلم والفضل وطلبة العلم بتصحيح الأخطاء التي انتشرت بين الناس حول مفاهيم الدعوة وتجلية حقائقها.3ـ أناشد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها حكاماً وشعوباً، علماء وعامة، رجالاً ونساءً، أن يقوم كل واحدٍ منهم بالدعوة إلى الله تعالى، كل على قدر علمه وعلى قدر استطاعته، عسى الله تعالى أن يدخلنا فيمن وعدهم بقوله: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج:40ـ41]
وأسأل ربي الحي القيوم الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام أن يوفقني وجميع المسلمين بالقيام بالدعوة إليه، ويخرجنا مما نحن فيه من ذل وهوان وإنه سميع مجيب وصلى الله تعالى على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه وبارك وسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات: