11/05/2014

اللقاء مع الداعية الشيخ صفات عالم في برنامج " من هذا الوطن " على إذاعة الكويت





مقدم: من ضمن فقرات اليوم في برنامجكم " من هذا الوطن" اللقاء مع الشيخ الداعية صفات عالم محمد زبير، فنرحب بالشيخ صفات عالم..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخ صفات
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله ومساكم الله بالخير

بداية شيخ صفات نود التعريف بنفسك أكثر للسادة المستمعين.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، شكرا لكم على هذه الدعوة الكريمة وبارك الله فيكم والمستمعين الأفاضل، أما بالنسبة إلى تعريف نفسي فأنا أخوكم في الله/ صفات عالم محمد زبير الداعية باللغة الهندية بلجنة التعريف بالإسلام بفرع العاصمة، درست في جامعة الإمام ابن تيمية في الهند ومن ثم قبلت لمواصلة الدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فدرست فيها بكلية الشريعة أربعة سنوات ولما تخرجت فيها جئت إلى اللجنة مباشرة والآن أعمل بلجنة التعريف بالإسلام كداعية منذ عشر سنوات تقريبا.

كيف التحقت بالعمل في لجنة التعريف بالإسلام ؟
بعدما تخرجت في الجامعة الإسلامية فكنت أرغب أن أشارك في الدعوة فتعرفت على لجنة التعريف بالإسلام في أواخر 2003 عن طريق بعض الأحبة في السعودية، فأرسلت أوراقي الى اللجنة فاتصل بي أبو أنس وقيمني عن طريق الهاتف، فتمت الموافقة وأرسلوا لي تأشيرة حتى جئت إلى اللجنة في أواخر 2003 وبداية 2004م

ما هي شروط الالتحاق بالعمل كداعية باللجنة ؟
طبعا اللجنة عندما يوظف شخصا كداعية تراعى أمورا كثيرة في الداعية مثل أن يكون حاصلا على الشهادة الجامعية إلا إذا كان من المهتدين الجدد فأقل شيء أن يكون حاصلا على شهادة الثانوية، والأمر الثاني: أن يجتاز الاختبار التحريري والشفوي، كلاهما، وأن يتقن اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية بالإضافة الى إتقان اللغة التي يعمل فيها، و أن توجد لديه مواصفات الداعية والحرص على الدعوة. هذه أهم الشروط الأساسية للقبول في اللجنة .

ما هي الآلية الدعوية المتبعة لديكم  بلجنة التعريف بالإسلام ؟
أما آلية الدعوية المتبعة  بلجنة التعريف بالإسلام فنحن الدعاة عندنا أعمال دعوية مختلفة لخدمة الفئات الثلاثة المتواجدة على أرض الكويت من المسلمين وغير المسلمين والمهتدين الجدد، أما المسلمين فعندنا خطب الجمعة باللغات العديدة منها اللغة الأردية التي أخطب فيها، وكذلك عندنا الدروس التثقيفية للجاليات المسلمة في المساجد و بهذه الطريقة يتم دمج المهتدين في الجاليات، كما ننظم بعض الأحيان دورات تطويرية للدعاة الميدانيين من الجاليات المسلمة حتى يتعرفوا كيف ندعو غير المسلم إلى الإسلام. 
أما فئة غير المسلمين وهو عملنا الأساسي في اللجنة فنقوم بدعوتهم عبر وسائل مختلفة من الدعوة الميدانية حيث نلتقي غير المسلمين في الأماكن العامة، و نزور المرضى في المستشفيات ونسأل عن أحوالهم وما يعانون حتى نكسب قلوبهم كما نقوم بزيارة السجون ونلتقي السجناء ونستمع إليهم ونواسيهم ومن هذا المنطلق أسلم بعضهم في السجن، كما نقوم بتنظيم المحاضرات الدعوية لغير المسلمين في اللجنة وفي مناطق تواجدهم لغرض التعريف بالإسلام، وإذا نظرنا إلى موضوع إشهار إسلام فأولا يتم دعوة غير المسلمين بالمعاملة الطيبة والأخلاق الحسنة وإحصائيات اللجنة تقول بأن من أهم أسباب دخول غير المسلمين إلى الإسلام المعاملة الطيبة للكفلاء الكويتيين، وعندما يرغب شخص أن يتعرف على الإسلام يتم إعطاؤه هدية "حقيبة الهداية" ثم الكفلاء يأتون به إلى اللجنة لمقابلة الدعاة والدعاة يقومون بتعريف الإسلام أمامه من التوحيد والرسالة واليوم الآخر بالأسلوب اللين الراقي.
وأما فئة المهتدين الجدد وهم ثمرة اللجنة ، فإذا يسلم شخص مباشرة يتم تحويله إلى قسم المهتدين الجدد لتعليمه أمور دينه بالفصول الدراسية، علما بأن رعاية المهتدي بعد إسلامه أهم مرحلة يمر بها المهتدي وتحرص عليها اللجنة لأنها مهمة جداً ولذلك أنشأت اللجنة الفصول الدراسية حيث يتم فيها تعليم المهتدي أمور دينه من الطهارة والصلاة وتعليم القرآن الكريم وحتى المهتدين الذين غادروا الكويت نحن نتابعهم ونكون على اتصال دائم معهم، كما نحولهم إلى المراكز الدعوية في بلدانهم.  

ما هو دوركم كدعاة بلجنة التعريف بالإسلام في الإعلام الإلكتروني والمطبوع ؟
 ليس من المبالغة أن نقول بأن  لجنة التعريف بالإسلام أصبحت لجنة شبه عالمية لماذا؟ لما لدعاتها دور بارز في الإعلام الإلكتروني والمطبوع، أما بالنسبة إلى الإعلام المطبوع فتمتاز اللجنة من بين سائر اللجان الدعوية أنها تصدر سبع مجلات دعوية في سبع لغات أجنبية من الأردية والتلغوية والتاميلية والمالالم والبنغالي، والفلبيني والإندونيسي، وهذه المجلات كلها يشرفها دعاة لجنة التعريف بالإسلام كرؤساء التحرير و يتم توزيع هذه المجلات مجانا عن طريق الجاليات المسلمة ولها أثر بالغ في الجاليات المسلمة وغير المسلمة، كما يقوم بعض الدعاة بالمشاركة في كتابة المقالات في الجرائد اليومية الصادرة من بلدانهم، أما الإعلام الإلكتروني فكل داعية سواء كان رجلا أم امرأة  لديه مدونة دعوية بلغته يكتب فيها مقالات تعريفية لغير المسلمين ويتابع غير المسلمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر، كما يشارك بعض الدعاة على مواقع تعريفية لغير المسلمين كموقع إسلام فور هندوس و كذلك مواقع تعليم المهتدين الجدد كموقع new-muslims.info في 12 لغة، ويشرف على هذه المواقع لجنة الدعوة الإلكترونية التي خرجت من رحم لجنة التعريف بالإسلام لتكون أول لجنة متخصصة في الدعوة عبر الإنترنت.
كما نقوم حينا بعد حين بتسجيل صوتيات و مرئيات على موضوعات مختلفة لغير المسلمين والمهتدين الجدد حتى يتم نشرها وتوزيعها في سي دي بين الجاليات المسلمة وغير المسلمة.
كما شارك بعض دعاة اللجنة في رمضان الماضي على قناة تلفزيون الكويت الثانية في برنامج " الطريق إلى الله " والبرنامج كان في لغات أجنبية وكان له الأثر الطيب فوافقت إدارة قناة تلفزيون الكويت الثانية لتسجيل ثلاثين حلقة إضافية  في خمس لغات أجنبية وقد قمنا بحمد لله بتسجيل ثلاثين حلقة تلفزيونية قريبا.

كم عدد الدعاة باللجنة وكم عدد لغاتهم ؟
لجنة التعريف بالإسلام من اللجان الرائدة التي تهتم بدعوة غير المسلمين إلى الإسلام وتربية المهتدين الجدد، توجد أفرع لجنة التعريف بالإسلام في مختلف أنحاء الكويت أكثر من  ۲۳ فرعا، ولديها 85 داعية رجالا ونساء في 14 لغة ۔ وقد وصل عدد الذين أشهروا إسلامهم بفضل الله تعالى، ثم بجهود الدعاة والقائمين على هذه اللجنة المباركة  منذ نشأتها حتى الآن الى أكثر من  مهتدٍ ومهتدية من مختلف الجنسيات.

ما هو مدى التفاعل الذي تجدونه من المواطنين والمقيمين ومدى اهتمام المجتمع بالدعوة ؟
الكويت أرض خصبة للعمل الخيرى حكومة وشعبا ومن الأمثلة الحية في الفترة الأخيرة إطلاق الأمم المتحدة علي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله لقب 'قائدُ العمل الإنساني"  تقديرًا للدور الكبير الذي تؤديه الكويت في مجال العمل الإنساني، وعلى رأس هذه الأعمال الخيرية الإنسانية هو حرصك أن تُخرج الناس من الظلمات إلى النور وتكون سببا في حياة إنسان مصداقا لقوله تعالى " أومن كان ميتا فأحييناه" وهذا ما تقوم به لجنة التعريف بالإسلام.
أما بالنسبة إلى تفاعل المواطنين والمقيمين فأنا بالذات تعلمت الحرص الدعوي من العرب وبالأخص الكويتيين، أنا دائما أرى في اللجنة الإخوة الكويتيين يزورون اللجنة ويأخذون معهم الحقيبة الدعوية للخادم أو الخادمة عندهم و ربما يأتون بهم إلى اللجنة، والدعاة يجلسون معهم ويقومون بتعريف الإسلام لديهم وعندما يسلمون يحولون إلى الفصول الدراسية وفي كل هذه المراحل نرى التعاون المستمر للكويتيين، الله يجزيهم خيرا ويبارك في أموالهم وأولادهم والله ما يقصرون.
هذا أبو أحمد دائما يزورنا في اللجنة وقد تعود أن يحمل معه المواد الدعوية وإذا رأى غير المسلم يمشي بالطريق يبتسم على وجهه ويلين الكلام معه وإذا رغب أحد أن يقرأ عن الإسلام يعطيه الكتب وإذا أراد أن يتعرف على الإسلام يأتي به إلى اللجنة ويجلسه أمام الداعية بلغته وقد أسلم عشرات الناس بهذه الطريقة .
وحتى المقيمين من المسلمين يزورون اللجنة ويأخذون المواد الدعوية ويذهبون إلى أماكن تواجد غير المسلمين ويوزعون عليهم ومن هذا المنطلق أسلم عندنا آلاف الناس فالحمد لله على نعمة الإسلام.
تصور إسلام أكثر من ست وستين الف مهتد ومهتدية بلجنة التعريف بالإسلام منذ تأسيسها حتى الآن  ليس بأمر هين، هذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام المجتمع الكويتي بالدعوة، ولدينا مواقف عديدة ۔
أذكر مرة جاء اتصال إلى اللجنة من منطقة الشامية من أسرة الصباح، أخت من أسرة الصباح اتصلت وقالت بأن عندنا ثمانية أشخاص من غير المسلمين نريد أن تعرفوهم بالإسلام ، فذهبت الى الشامية ودقيت الباب فخرجت امرأة متحجبة فسلمتُ عليها وعرّفتُ عن نفسي بأنني داعية وجئت من اللجنة ، فجاءت بي إلى مكان وأجلستني ودعت ثمانية أشخاص من غير المسلمين ثم جلست عندي وقالت: صفات! أنا دعوتك لماذا؟ لأجل أنني أحبهم وأحب لهم الخير فأحب أن لا يدخلوا النار ويدخلوا الجنة، أنا بينت لهم ما قالت، ثم بدأت أشرح لهم الإسلام ، فمضى ساعة ونصف تقريبا وكنت أناقشهم وأجيب على أسئلتهم ولكن بالأخير لم يرض أحد منهم أن يسلم، والسبب الأساسي هو أن معظمهم كانوا من أسرة واحدة، وبعضهم كان متشددا، لما أخبرت الأخت الفاضلة التي كانت بإنتظار إسلامهم وكانت جالسة أمامي ، لما أخبرتها بأن هؤلاء ليسوا مستعدين للإسلام. أنا ما قصرت ولكن الهداية بيد الله، لما سمعت مني هذا الكلام والله ثم والله : أصبحت الدموع تجرى من عينيها وتقول: إذا هم ما يسلمون خلاص فلا نجبرهم، أدينا ما علينا ، اللهم اشهد اللهم اشهد بأنني بلغت وأديت ، هي تقول وتبكي.
أنا تعجبت من هذا الموقف ليس لأن هؤلاء لم يسلموا ولكن تعجبت على موقف امرأة من أسرة كريمة من أسرة الصباح كيف هي حريصة على إسلام العمالة المنزلية الذين يعملون عندها، وهنا بدأت أتأمل كم نحن مقصرون في الدعوة، وأين نحن من هذه الأمثلة الحية في مجتمعنا ، نعم !هكذا يكون المسلم بحيث يحس إخراج المدعو من الظلمات الي النور، تصور لو رأيت أعمي يمشي بالطريق وإذا بناحية الطريق حفرة تخاف أن يقع فيها فماذا يكون موقفك حينئذ؟ أو إذا كان أمامك شعلة من النار ورأيت طفلا رضيعا يهرول إليك فماذا يكون تصرفك والحالة هذه ؟ أنا علي يقين أنك في كلتا الحالتين تسرع وتدل الاعمي إلى الطريق الصحيح وتحتضن الطفل لئلا يحترق يده- إذن لابد للداعية أن يحترق قلبُه لما يري حوله من براثن الكفر والشرك ويكون همه الأكبر إخراج الناس من النار، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث بين الله تعالي حال قلبه في الدعوة بقوله فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (سورة الكهف 6)
ومن الأمثلة الواضحة لحرص أهل الكويت في الدعوة نرى بعض المدارس تحرِص على زيارة اللجنة في الرحلات الترفيهية للأطفال والأطفال عندما يزورون اللجنة ويتم عرض الأنشطة الدعوية أمامهم فلا تسأل عن مدى فرحتهم وبهجتهم ومن ثم يأخذون الحقيبة الدعوية للعمالة المنزلية عندهم.
أذكر مرة زار غير مسلم بوذي الداعية ولما سأله الداعية عن سبب تأثره بالإسلام ، قال: أنا تأثرت بالإسلام بسبب طفل كويتي عمره لا يتجاوز خمس سنوات، ماذا فعل؟ دائما كان يحثه على الإسلام. ويقول له ليش ما تسلم، أسلم تدخل الجنة. سبحان الله.
 أخي الفاضل أختي الفاضلة ! مثل هذه القصص تحفزنا في الدعوة ... وعندنا قصص كثيرة، أذكر مرة كنت جالسا في المكتب في اللجنة إذ جاء أخ كويتي وكان لابس زي الشرطة، وكان بيده كتاب من الكتب الهندوسية باللغة الإنجليزية، فجلس أمامي على الكرسي فتعجبت ليش هو يحمل كتاب هندوسي؟ لما جلس قال : يا شيخ أنا أريد جميع الكتب الهندوسية باللغات المختلفة وأنا أدفع لك التكلفة الآن، فقلت: أنت مسلم الحمد لله، فماذا تفعل بالكتب الهندوسية ؟ هل تتخيل ماذا كانت إجابته وهو شرطي: قال: يا شيخ! أنا الحمد لله داعية، أدعو غير المسلمين إلى الإسلام وأريد أن أأيد كلامي بكتبهم المذهبية حيث يوجد في كتبهم آيات حول التوحيد والبشارات حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، أنا ألون مثل هذه الآيات وأضع علامة أمامها وإذا أناقش غير المسلمين أفتح أمامه هذه الآيات حتى عندما يقرأ يتيقن بأنني أدعوه إلى دينه هو لا إلى دين المسلمين .
سبحان الله، تخيل، هذا شرطي، كيف هو حريص على الدعوة؟ و كيف يحمل هم الدعوة، هكذا ينبغي أن يكون المسلم  فالدعوة مسئولية الجميع وكلنا دعاة فكن أخى الفاضل ! وكوني أختي الفاضلة سفراء الإسلام في كل مكان، وتحرك لخدمة دين الله تعالى. 

لمن أراد مشاركتكم في الدعوة باللجنة كيف يشارك ؟
أبواب اللجنة مفتوحة على مصراعيها في كل وقت، وعندنا قسم خاص للمتطوعين والمتطوعات ، فأي أخ فاضل أو أخت فاضلة يرغب المشاركة في الدعوة فأهلا به ومرحبا ويمكن له الاتصال على الرقم  22444117

كلمة أخيرة شيخ صفات؟
كلمتي الأخيرة هي : أنت بنعمة .. وصلها لغيرك..! لنشعر جميعا بأن أعظم نعمة وأجلها على الإطلاق هي نعمة الإسلام، فياله من دين! ولكن أين رجاله ، فحاول أن تبذل شيئاً للإسلام، إنها دعوة صادقة لتشاركنا في الدعوة إلى الله تعالى. فهي مسئوليتنا جميعا مصداقا لقوله تعالى: وقفوهم إنهم مسئولون وقول النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية.  ونوفر لك وسائل دعوية مختلفة من دعاة  و كتب و نشرات وأشرطة و مصاحف إن شاء الله تعالى.
وشكرا لكم على هذه الفرصة وشكرا للمستمعين على حسن الاستماع. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين  

ليست هناك تعليقات: