2/27/2009

كيف تدعو علماء الهندوسية إلى الإسلام ؟

إن العلماء والأحبار في سائرالديانات يلعبون دوراً بارزاً في توجيه الناس إلى ما يصبون إليه من الصلاح والفساد لما يتبأؤون من مكانة مرموقة ومنزلة عالية لدى أتباعهم ، فالوظائف الدينية التي يزاولها الناس تكون أغلبها حسب إيحاءات العلماء وتوصياتهم الدينية، ومن هنا نفهم أهمية التركيز تجاه علماء المذاهب في الدعوة إلى الله تعالى.
ولما أنهم سدنة المذاهب ويكون لديهم خلفية عالية عن المذهب مالهم وما عليهم فدعوة هذا الصنف من الناس تتطلب من الداعية أن يكون ملما بالكتب المذهبية لدى الهندوس والعقائد التي يتدينون بها- وكما عرفنا سابقا بأن الهندوسية ليس لها عقائد أساسية فكل فرقة من فرق الهندوس تتدين حسب أهوائها و رغباتها الدينية فلابد للداعية أن يميز عالم المذهب من حيث العقيدة والفرقة والعادات الدينية قبل دعوته إلى الإسلام، فجماعة آريا سماج مثلا تمنع أتباعها من عبادة التماثيل والأوثان وتدعو إلى عبادة الإله غير المجسم وهي الجماعة المتعصبة المنتشرة في أرجاء الهند، كما نري فرقة برانناتها (pran nath) المنتسبة إلى مؤسسها برانناتها جي تدعو إلي توحيد العبادة للإ له الواحد غير المجسم وتقر برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بل بختم نبوته– بزعمها- حتي إشتهرت هذه المقولة عن مؤسسها: كَيْ بـڑے كہے پيغمبر، پر ايك محمد پر ختم "كم سُمُّوا نبياً ورسولاً ولكن الرسالة انتهت على محمد صلى الله عليه وسلم" (معرفت ساغرص 39 شري پران ناتها مشن ، دلهي الهند ) إذن لابد للداعية أن يتحلى بالبصيرة التامة حول عقائد المدعو قبل القيام بالدعوة .
وأماالسوال الذي نحن بصدد الكلام عنه ماالطرق التي يمكن إختيارها عند دعوة علماء الهندوسية إلى الإسلام؟ فهناك طرق كثيرة يمكن إختيارها لدعوة هذا الصنف من الناس
إظهار الرغبة للتعرف على عقائد الهندوسية:
أظهررغبتك الشديدة للتعرف على عقائد الهندوسية وعاداتها وابْحث عن نقاط الضعف من خلال الإستماع إليه واجْعله مدخلا للحوار. وهذا من أسهل الطرق لدعوة هذا الصنف من الناس حتي ولوكان متعصبا في ديانته ، وينبغي في هذه الحالة المداراة معه وإبداء الإعجاب به والإنصات له مع البقاء على الوقار والسمت الحسن.
أذكر حوارا من هذا الصنف كان له الآثر الطيب على المخاطب حيث التقيت يوما عالما هندوسيا معروفا بالتعصب في مذهبه فجلست عنده، وأظهرت الرغبة للتعرف على عادات الديانة الهندوسية وعقائدها بعدما مهدت له قائلا "نحن المسلمون والهندوس نسكن معا في قري الهند ومدنها منذ قرون ولكن الأسف نجهل كثيراً من العادات والتقاليد الدينية التي يزاولها الفريقان والمعلومات الموجودة لدينا معظمها مبنية على الظنون والأوهام والأفكارالمنحرفة، حتى يسب البعض منا رجال الدين ويطعن في الدين بأنه يسبب المشاكل... كنت أتكلم بحماس وهو يهز رأسه كأنه يوافقنا في هذه الفكرة . ثم قلـت : ولا حل لهذه المشاكل إلا أن يتعرف بعضنا البعض بقرب ، وهذه الفكرة هي التي جاءت بي إليكم اليوم حتى أتعرف على بعض العادات والتقاليد الهندوسية مما لها علاقة بالدين....." ففرح بي ورحبني وبدأ يشرح العادات والعقائد وكنت أصغي إليه وأكتب بعض المعلومات مع أنني كنت على علم بها فوقفت على كثير من النقاط الضعيفة خلال هذه المدة كـ (جميع الديانات سواء)، (نحن وأنتم كلنا نعبد الله ولكن الأصنام للتركيزعندنا فقط كما أنكم تعبدون الأضرحة على القبور....)، (الله واحد ولكن "راما وكرشنا..." مثلا أفتار «الله») ( أمرنا بالرحم حتى مع الحيوان ولأجله لا نذبحها ...) وبعدما أنهى كلامه شكرته وأثنيت عليه ثم علقت على كلامه قائلا " كما قلت في البداية بأن المعلومات عندنا أكثرها مبنية على الظنون والقصص الخيالية . فما قتلتم ... فهو في الحقيقة كذا و كذا وفنَّدت جميع الشبهات نقطة نقطة وبالتالي بينت له أساسيات الإسلام من التوحيد والرسالة واليوم الآخروكان مصغيا إلىَّ خلال هذه الفترة وعلى هذا أمكن لى التعريف بالإسلام أمامه فالدعوة مطلوبة أما الهداية فهي بيد الله سبحانه وتعالى .
إشعاره "بأنني جئت لزيارتكم ...."
من الطرق التي يمكن اختيارها عند زيارة العالم الهندوسي والمتدينين منهم إشعارك إياه بأنك تقصد بزيارته التذكر بعظمة الخالق، فقل له مثلاً جئت إليكم حتي أتشرف برؤية وجهكم الكريم، لأن النظر الي المخلوق يذكرنا عظمة الخالق، الذي خلقنا ولم نكن شيئا وصورنا فأحسن صورنا
ويحضرني بهذه المناسبة حواراً لأحد الدعاة المعروفين الشيخ شمس نويد العثماني مع أحد علماء الهندوس فيقول الشيخ " ذهبت إلي عالم هندوسي....فقلت: الناس يقصدونكم ويأتون إليكم من أقصي المناطق لمشاهدة الأصنام والأوثان، وماذا تعتقدون عني ؟ لماذا جئت إليكم ؟ .... جئت إليكم لأجل صنم. قال: "أنتم لا تسلمون الأصنام !" قلت : أنت بنفسك خلقت من التراب، والله سبحانه وتعالي هو الذي خلق تمثالك (صورتك).وجئت الآن حتي أشاهد إلي هذا الخلق العجيب. ومن الأوامر في ديانتكم ركِّزْ نظرك على أعلى الأنف ، ولا تنظرإلى إيّ جهة. والآن أصبح الأمر على العكس يسعون النظر إلى ما مُنعوا النظر إليه ولا يعترفون النظرإلى ما اُمروا النظرإليه . ثم قلت : نحن نركز النظرإلى هذا الأنف في السجود، ونذكر بالنظر إلي الهيكل الجسمي خالقه العظيم الذي أتقن كل شيء خلقه . الكون كله خلق الله ومافيه من الخلق فهو دال على بديع صنعه الذي يذكرنا عظمة الخالق فكل مصنوع يذكِّرُ صانعه، فننظر إلى موضع الأنف ونقول "أيها الخالق! الذي خلق هذا هذا الوجه المنير وهذا الجسم البديع أنت المعبود وحدك، والمربي لهذا الجسم بأنواع من النعم نواصينا بيدك، ماض فيَّ حكمك، أنت الخالق(برهما) أنت الرب (وشنو) وأنت تحكم بين العباد (شيو) ،بيدك الموت والحياة " لما قلت له أخذته الحيرة والإعجاب.....
المعاملة الطيبة:
مصاحبتهم وتوطيد العلاقة معهم وتبادل الهدايا ودعوتهم على الطعام وعيادة مرضاهم ومشاركتهم في الفرح والترح لمصلحة الدعوة فقط. صحيح أن هذه الطريقة تأخذ وقتاً أكثر وجهداً أكبر ولكنها من الأهمية بمكان. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد زار الغلام اليهودي في مرض موته فأسلم بحمد الله وتوفيقه، وكم نسمع من قصص المهتدين بلجنة التعريف بالإسلام بأن المعاملة الطيبة هي التي أثرت فيه لإعتناقه الإسلام، وعندنا أمثلة كثيرة في هذا الصدد فقد أسلم بفرع الجهراء عالم هندوسي وسمي نفسه بـ عبدالله بسبب المعاملة الطيبة من الكفيل جزاه الله خيراً وهو الآن من المهتدين المتميزين عندنا فالحمدلله علي ذلك .
الدعوة من خلال كتبهم المذهبية
فقد لاحظنا أن الهندوس يتأثرون جداً إذا تمت دعوتهم عن طريق كتبهم المذهبية وذلك فإن الكتب الهندوسية فيها من الحقائق ما تفتح الأعين مع إعتقادنا بأن الهندوسية ديانة وثنية مشركة تتأله كل القوى المادية والمعنوية ولا نجاة للبشرية إلا في الإسلام إلا أن الكتب التي يؤمنون عليها هي خير شاهد إلي ما ندعوهم إليه فتوجد فيها عقائد الإسلام الأساسية من توحيد العبادة لله الواحد وفيها بيان الرسالة والتفصيل عن اليوم الآخر وكذلك البشارات عن بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم. ولكن شاع في المجتمع الهندوسي الشرك وعبادة الأوثان والإعتقاد بالأفتاروالتناسخ بسبب بعدهم عن الكتب المذهبية الأساسية حتي قاموا مؤخراً بتأليف الكتب المذهبية وملؤوها بالشركيات وعبادة التماثيل تماشيا مع العادات والتقاليد المنتشرة في المجتمع الهندوسي، فاجتمع التوحيد والشرك معاً في كتبهم وأصبحت المصادر الهندوسية متناقضة بعضها بالبعض.
فإن تساءل أحد ويقول " ألا يكفينا أن ندعوهم من نصوص الكتاب والسنة بدل أن نخوض في غمار الكتب المذهبية للهندوسة التي لا أساس لها للصحة ؟ " فبالإجابة على هذا الإشكال أقول : إن هذه الطريقة لا ينبغي الإعتماد عليها كليا فهي كـ مدخل للتعريف بالإسلام لا الأساس. التي تساعد لكسب قلوب غيرالمسلمين وجذبهم إلى الإسلام عن طريق عرض الحقائق من كتبهم المذهبية التي يتدينون بها. ومن ثم يقدم لديه رسالة عالمية من خصائص الإسلام وشموليته للحياة الإنسانية والتعريف العام بالإسلام فكأن الداعية يستخدم الآيات الموجودة في كتبهم لإقناعهم بأن الرسالة التي أقدمها إليكم ليست نادرة وعجيبة بل هي موجودة عندكم سابقا. وهل لهذه الآيات لها أثر على علماء الهندوس والمتدينين من الهندوسية ؟
أترككم مع الداعية العالمى المعروف الدكتور ذاكر نايك كي يبين لنا أثرهذه الآيات علي غيرالمسلمين، فقد ذكر في أحد الحوارات " لما كنا في مؤتمر بومبائي وتكلمنا مع شخص هندوسي وقلنا له لا تتبعنا نحن بل اتبع كتابك واسْمع مايقوله عن الله تعالي وما يقوله عن محمد صلي الله عليه وسلم واتبعه وكانت المفاجأة لنا أنه في آخر الحديث أسلم ثلاثة بفضل الله تعالي" –
فعلي الدعاة العناية بهذه الطريقة إذا أمكن وإليكم هذه النصوص التي تم اقتباسها من الكتب الهندوسية كالتالى
أولا: آيات عن توحيد الربوبية والأسماء والصفات:
ثانيا: آيات عن توحيد العبادة لله الواحد
ثالثا: البشارات عن خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم
آيات عن توحيد الربوبية والأسماء والصفات:
(1) إِيْـكَمْ اِيْـوَمْ دُوِيْتِيَـمْ (شاندوگيا اُپنيشد باب6، فصل2، شق1) "هوالواحد لا إثنين "
(2) إيْكَـمْ بَرْهَمْ دُوْئتِيَهْ ناسْتِ نِيْـهَ نَا نَاسْتِ كِيْنـچنْ . (الله هو الواحد، لا اثنين، لا، لا، لا البته) هذه الكلمة من فيدا تسمي بـ "برهمْ ستْرا" لدي الهندوسية وهي بمثابة لا إله إلا الله ويمكن أن نترجمها بالإنجليزية فنقول: There is not God but Allah, One Without Second
(3) الإله هو الواحد لا إثنين و لا ثلاثة ولا أربعة ولا خمسة ولا ستة ولا سبعة ولا ثمانية ولا تسعة ولاعشرة هو (الله) وحده ) أثارو فيدا(13/4/16)
(4) ناكاسيا كاسيج جانِتا نا كادي پہ (لم يولد ولا مالك له ) (شويتاشواترا اُپنيشد باب6، شق9)
(5) ناسمدرے تسـتهاتي روپـم آسيا نا چكـسو ساپـياتي كاس كنائى نم (لايمكن رؤية شكله ولاتدركه الأبصار) (شويتاشواترا اُپنيشد باب4، شق20)
(6) يا رب! ذوالعظمة والقدرة المطلقة نضل بجهلنا فارحم علينا (ريج فيدا 7/89/3)
(7) لم يحط أحد علمه لا علواً ولا طرفاً ولا وسطاً ، ليس كمثله شيء وله شأن عظيم (يجرفيدا 32/2/3)
(8) ديومها أوسي (الله أكبر) (اتهار فيدا20/58/3)
(9) هوالله الواحد الذي خلق الدنيا والكون وهو الذي يقيم الساعة (ويدانْت 2/1/1)
(10) يُومامهْ جمْنَادِمْ،چَهْ وِيـْتِّي لُوكا مَهيشورَمْ ، أسَمُّو ديَهْْ مَـرْ تَيِشُو سَرْواپَاپَيْهِ پَرَمُچْيـَاتے (الذي يعرفني بأن لا فناء ولا نهاية لي وأنني رب عظيم للدنيا كلها هو العالم في الناس وهو ينقذ من جميع الذنوب والخطايا [كيتا 10/3]
آيات عن توحيد العبادة لله وحده :
(1) هو الواحد فاعْبده إياه (ريج فيدا 16/ 45/ 16)
(2) فلاتعبد غيره (ريج فيدا 8/ 1/ 1)
(3) الله (برميشور)هو الأول وهو المالك للخلق وحده، ومالك الأرض والسماوات، فأىُّ إله تعبد غيره؟ ) (ريج فيدا 10/ 121/ 1)
(4) الله (برميشور) هو الذي يمنح القوي الروحية والجسدية والذي يعبده الملائكة (ديوتا) أجمعون، فابْتغاء مرضاته تمنح السعادة الأبدية وتنهي الحياة الفانية.فمنْ تعبد غيره؟(ريج فيدا 10/121/ 2)
(5) فالذين يعبدون «سمبهوتي» (الأشياء الطبيعية) كالنار والشراب والماء يتخبطون في متاهات الظلام الحالك ، والذين يعبدون «أسمبهوتي» (الأشياء المصنوعة) كالأصنام والأوثان فهم أشد تخبطا في متاهات الظلام الحالك (يجرفيدا 32/ 3)
(6) هو الله وحده يستحق العبادة والإكرام ( آثارفيدا 2/ 2 /1)
(7) تَمِوَا شَرْنَمْ گََچهَّاسَرْوَ بَهاْوَيْنَا بَهاْرَتَا تَتْ پَراسَادَاتْ پَرانَمْ شَانْتِمِ اسْتهاَ نَمْ پَراپْسِيَسِي شَاشْوَتَمْ ”إستغذ باالله وحده يابْن بهارتا دائما، تجد السعادة (الدنيوية) والسلام الأبدي (الجنة) بكرمه ورحمته “ (كيتا : 18:62 )
(8) ولكن نتيجة من يعبد من أصحاب العقول السخيفة غيرالله تعالي محدودة (في الأغراض الدنيوية ) فإن من يعبد غيرالله يصل إلى غيرالله ومن يعبدني يصل إليَّ (كيتا 7:23 )

فإن قال لك الهندوسي "نحن نعرف هذه الآيات ولكن نعبد كرشنا أو راما لأن لأنهم نرلوا في صورة راما فقل له : يقول ويد وياس في ريج فيدا 7/32/23 " (يامالك!) ليس كمثلك في الدنيا ولم يكن في الأرض ولايكون" وكذلك ورد في شويتاشواترا اُپنيشد باب4، شق19 نا تاسـيا پرتـيـما آسـتي "ليس كمثله شيء " وكذلك ورد التصريح في كيتا7 /24 "أوَيَـكْـتََمْ وِيْكْـتِيْ مَاپَنَّـمْ مَّـنْ يَنْـتِ مَا مَهَ بُدَّهـاَيَهاَ پَرَمْ بـهاَ وَا مَـجاَ نَنْتُ مَـمَا وَّيِياَ مَـنُوتَّـمَمْ " أنا القادر المطلق الحي أدبر الكون بقدرتي فإن أصحاب العقول السخيفة يرونني بأنني أخذت شكل أنسان . ففي هذا النص رد على عقيدة الأفتار بأن «الله» نزل في صورة «راما» أو «كرشنا» مثلا.
فإن قال لك الهندوسي "هكذا وجدنا آباءنا وعلماءنا ونحن سلف لهم" فقل له يقول كيتا 16/24 تَـسْما چَّهاسْتَرَمْ پرامانَم تِے كارياكاريا وَيَاوَسْتِهي تَوگِياتْوَا شاسْتَرا وِدهانُوكْـتَمْ كرما كرْتُومِهاَرْهَسِي "الشريعة هي الميزان للفيصل بين الحلال والحرام، اعمل في الدنيا حسبما تم التوضيح في الفقه"
فإن قال لك الهندوسي " جميع الديانات سواء " فقل جاء في كيتا 18/ 66 سَرْوَ دهرْمَانْ پَرِيْـتْ يَجْياَ مَاميكنْ شرْنمْ ورجا أتركْ جميع المذاهب واستعذ بي، أنقذك من جميع الذنوب والخطايا، ولا تحزن.


ليست هناك تعليقات: