2/28/2009

حقيقة التناسخ لدى الهندوسية

كما أن أساس الدين في الإسلام الشهادتان وكما يعرف النصاري بالصليب واليهود بالسبت كذلك أصبحت معرفة الهندوسية الإيمان بالتناسخ كماهو عقيدة معظم الديانات من البوذية والجينية والسيخية ويقال له” آواكمن“ ولكنه معروف لدي الهندوس بلفظة ”بنرجنم“Punar Janam ويعنون به تكرار المولد أي أن الشخص اذا أخطأ هدف حياته وهو عبودية الله فإن روحه تختارأربعة وسبعين مائة ألف جسم من أجسام المواشي والطيوروالحشرات ثم تنتقل إلي جسم الإنسان لماذا جاء القول بالتناسخ ؟ فالسبب الذي دعاهم إلي القول بالتناسخ هو أن الروح إذا خرجت من جسم الإنسان فأهواءها وشهواتها الدنيوية لاتزال مرتبطة بالعالم الدنيوي لم تتحقق بعد فوجود الحقوق لها في الحياة الدنيوية أو عليها يتطلب أدائها عقليا ومنطقيا وعلي هذا الأساس فهي تتذوق في الأجسام الأخري ثمر أعمالها الدنيوية خيرا كانت أو شرا

أدلة القول بالتناسخ ومناقشتها
الدليل الأول : طبيعة الكون تثيت نظرية التناسخ فالشمس والقمروالكواكب كل منها يطلع ويغرب كذلك الأرواح يجب أن تنتقل الجواب : لم تكن الشمس قمرا ولا القمر شمسا ولا الكواكب بحرا بل كل في فلق يسبحون بأمر الخالق بخلاف أرواحكم فهي مرة في جسم الإنسان ومرة في جسم الكلب ومرة في جسم الخنزير
الدليل الثاني : القول بعدم التناسخ يؤدي الي تعطيل الأرواح مع أنها أزلية الجواب : أولا: هل الروح أزلي ؟ هذا القول يؤدي الي احتياج الخالق الي الروح والمادة وهو غني عن كل شيء ، فما معني ” سرو شكتي مان“ عندكم أي القادر المطلق ثانيا : الإنسان الحقير الذي ولد من مني يمني لا يستطيع معرفة حقيقة الروح يقول تعالي (قل الروح من أمر ربي )
الدليل الثالث : القول بعدم التناسخ يستلزم أن يولد كل طفل علي صفة واحدة ولكننا نري هذا أعمي وهذا أكمه وهذا أعرج وهذا سليم أو نقول أن الخالق غير منصف حيث ابتلي هذا الطفل من غير ذنبالجواب : إذا سلمت قضيتكم فأجيبونا عن رجل كان صحيح الجسم عند الشباب وعند الكهولة ضعيفا وعند الشيخوخة مشلول اليدين وأنتم لاتقولون بتنقل الروح إلا بعد الموت فالصحيح أن الإختلاف في صفات المولود راجع إلي الوراثة -
الدليل الرابع : كيف تنكر التناسخ وتثبت الجنة والنار مقابل عمل محدود قليل ؟ هذا يدل علي أن الله غير منصف الجواب :
أولا: الثواب والعقاب لايقاسان بالزمان والمكان فقط بل العامل الأساسي هو التأثير فكم من أعمال جليلة يقوم بها الإنسان بدون أجر بينما العمل القليل يكون له تأثير علي المجتمع فيجازي العامل بأعظم أجر
ثانيا: قولكم بالتناسخ تنطبق عليه نفس القضية حيث ان الروح التي تتحد بالعليا تنعم الي الأبد ولاترجع مرة أخري الي العالم الأرضي
متي ظهرت عقيدة التناسخ ؟
ظهرت عقيدة ”بونرجنم“ بمعني التناسخ في التاريخ القديم من قبل ناشدي آيات سام ويد سنهيتا يقال لهم ”شنداك“ chandag أو شندوك chandog ومن أشهر كتبهم شندوكيا أبنيشد (chandogia upanishad ) يقول العالم الهندي راهول سانسكرتيا ” فإن أول ما ظهرت عقيدة التناسخ في تاريخ الهند الأدبي القديم بواسطة كتاب ”شندوكيا أبنيشد“ ولعل ناشريها لم يفكروا حينذاك أن العقيدة التي يقومون بنشرها كم تجر الويلات في المستقبل“درشن دكدرشن ص 403
الرد علي عقيدة التناسخ
يمكن الرد علي عقيدة التناسخ بالأمور التالية
من حيث اللغة: أستخدم في الفيدا كلمة ”بونرجنم ” للإستدلال علي عقيدة التناسخ فلفظة ”بونر جنم“ مركبة من شيئين " بونه " و "جنم" ف "بونه" معناه مرة ثانية و" جنم" معناه البعث أي البعث مرة ثانية وهذه هي عقيدة البعث بعدالموت في الإسلام فدل علي أن " بونرجنم" معناه البعث بعدالموت لا تكرار المولد كما تعتقده الهندوسية يأيد هذه أقوال بعض الهندوس يقول الدكتور رادها كرشنا : لايوجد التناسخ في الفيدا (الفلسفة الهندية 1/112-116) تقول الدكتورة فيرراده جوهان " يوجد في الفيدا "بونر جنم" ولكن في مفهوم البعث بعد الموت لا في مفهوم التناسخ " ” بونر جنم و الفيدا“ ص 13 يقول ستي كام ويدها لانكر "لايوجد التناسخ في الفيدا وأنا أتحدي لذلك " التناسخ ص 104 2.
من كتب الهندوس
هناك العديد من الآيات في كتب الفيدا التي ترد علي هذه العقيدة منها علي سبيل المثال · " تم بيان تكرارالمولد كالشيطان من أناس كانوا في الزمن القديم ، أطرد من يتدين بمثل هذه العقيدة كالعاصي ، ملائكة الموتي يحرق أجسامهم " ر يج فيدا 1-12-10 · " حاول حصول الشمس لمعرفة مدي أهمية النار ، فمما لا شك أن رسلنا بهرت ،بهرجو، والرسول العظيم الأم رشوا كلهم يعتقدون المولدين يعني الحياة الدنيوية والحياة الأخروية " ريج فيدا 1/60/10
الرد المنطقي علي عقيدة التناسخ ·
(1) لاتوجد في الأشجار روح فكيف تختار روح الإنسان صورة الأشجار
(2) إذا سلمنا بأن أرواح الإنسان اختارت جسم الحيوانات فأصبحت متغيرة بأصلها فأن العذاب علي الصورة المتغيرة لا لأرواح الإنسان المخطا الطريق
(3) الأشجار والمواشي نعمة للإنسان يستفيد منها في حاجاته الدنيوية فلو كانت كجزاء لذنوب العباد ، فكأننا قلنا بلزوم الذنوب للإنسانية حتي تكثر الأشجار والمواشي
(4) يسلتزم من هذه العقيدة أن يساء الظن بالفقراء والمرضي وأصحاب العاهات بأنها بسبب إرتكابهم الذنوب والمعاصي
(5) سلمت التناسخ ولكن أجيبونا ماالأصل في بداية الولادة ؟الإنسان ام الحيوان اذا كان الأول فما هي الحسنة التي جاء بها في أول الولادة واذا كان الثاني فما هي السيئة التي ارتكبها ، حيث أنكم تقولون أنه جزاء للأعمال السابقة
(6)اذا سلمنا تكرار المولد فيمكن أن يكون في ولادة أخته وفي الأخري أمه وفي الثالثة زوجته وفي الرابعة زوجة بنته
(7) نلاحظ في المجتمع ازدياد المعاصي والفجور يوما فيوما فالمفروض أن تكون ولادة أكثرهم في شكل الحيوانات والأشجار والحشرات ، وعلي أساسه يقل ولادة الإنسان ويزداد الحيوانات والأشجار أكثر ولكن نري العكس النتيجة إخواني وأخواتي في الله !
ظهر من دراسة لفظة " بنرجنم“ (التناسخ) أنه محرف من عقيدة اليوم الآخرفي الإسلام والدليل عليه أن هناك الكثير من الألفاظ محرفة في المجتمع الهندوسي وعلي سبيل المثال
1 بوتر Putra معناه : الإبن ، وهو مشتق من بوت بمعني ” النار“ و ”تر“ بمعني حافظ أي حافظ من النار وسموا الإبن بذلك لأنه سبب لحفظ الأب من النار
2 شمسان shamsan يسمي المكان الذي يحرق فيه الميت وعند تحقيق معناه يظهر أنه ليس مكان حرق الميت بل مكان دفن الميت وإليك بعض أقوال علماء الهندوس
· يقول آجاريه موهن سين ” يتبين بلفظة شمسان أنها كانت مكان دفن الموتي لامكان حرقهم الحضارة الهندية
· يقول بهولا ناتها تيواري ” يبين لفظة شمسان أن الهندوس لم يكونوا يحرقون موتاهم بل كانوا يدفنونها كالمسلمين والنصاري (حياة الألفاظ ص 36·) ” الآن تنظر ولكن لاتنظر نور الشمس مرة ثانية ، أيتها الأرض أحتضنه كما تحتضن الأم ولدها من كل جانبه“ من كلام فيدا
3 كودهن Godhn معناه الضيف وهي مركبة من كلمتين ”غو“ ومعناه البقرة و ”دهن“ معناه إماتة أي إماتة البقرة وسمي به الضيف كناية عن ذبح البقرة إكراما له جاء معناه في القاموس السنسكرتي ” بها جندركوش“ paha chanra kosh ” كوهريا نيا تي ، يسييها“ أي الذي يذ بح له البقرة فدل علي أن الحضارة الهندية القديمة كانت فيها عادة ذبح البقرة اكراما للضيف يقول العالم الهندوسي بهولا ناتها تيواري ” يظهر بمعني اللفظين أن الناس كانوايأكلون البقرة سابقا ولاسيما عند قدوم الضيوف يكرمونهم بلحوم البقرة ومن هذا المنطلق سمي الضيف ب ”كودهن“ حياة الألفاظ ص 35

الدعوة عبرالمساكن

فقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمدا داعياً ومبشراً ونذيراً فلقد كان من مهامه الأساسية الدعوة كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً الأحزاب:46،45 فقام بها رسول الله خير قيام مبلغاً للرسالة ومؤدياً للأمانة وناصحاً للأمة ومجاهداً في الله حق جهاده حتى لقي ربه بعد أن استخدم جميع الوسائل المتداولة في الدعوة من المحاضرة وإرسال الرسائل والزيارة الميدانية وزيارة المساكن أهمية السكن للدعوة:زيارة النبي غلاما يهوديا : عن أنس رضي الله عنه قال أن غلاما من اليهود كان يخدم النبي صلي الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلي الله عليه وسلم يعوده وهو بالموت فدعاه إلي الإسلام فنظر الغلام إلي أبيه وهو عند رأسه فقال له أبوه : أطع أبا القاسم ، فأسلم ثم مات ، فخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم من عنده وهو يقول : الحمدلله الذي أنقذه بي من النار ( رواه أحمد وأبوداؤد)

مميزات زيارة المساكن
(1) أنها عابرة لاتحتاج إلي جهد مسبق والإعداد في أكثر الأحيان
(2) يمكن في جميع الظروف وسائر الأحوال
(3) يمكن توطيد العلاقة مع المدعويين
(4) يزداد الداعية بكثير من التجارب الدعوية وهي لابد منها
(5) يسهل دراسة الظروف والبيئة وأحوال المدعويين
(6) يمكن الحوار تفصيليا في السكن لأن العادة أن الناس يكونون مشغولين في أعمالهم
أقسام الزيارة :
(1) الزيارة الفردية
(2) الزيارة الإجتماعية (زيارة الأشخاص المجتمعين / زيارة الأسرة )

قبل الزيارة

التنظيم الدقيق : if we fail to plan , we plan to fail ·
دراسة المكان والموقع وأحوال المدعويين ( مثقفون/غيرمثقفين/الأسرة الدنية /الأسرة العالية/متشددون / مغفلون /متدينون)
حدد المنطقة التي تريد زيارتها، لابد أن تكون لديك معلومات كافية عن طبائع الناس وثقافتهم وأن تكون ملما عن أحوالهم الدينية والإجتماعية والأخلاقية والإقتصادية
  • تسلح بجميع الوسائل الممكنة علميا ودعويا ودينيا
  • الإستئذان مسبقا إذا أمكن·
  • شراء بعض الهدايا أو الحلويات
  • حمل المواد الدعوية
  • حمل المراجع من الكتب المذهبية للإستدلال عند الضرورة
  • توفر المدة الكافية للزيارة

أثناء الزيارة

أقسام المدعويين
(1) المثقفون : لابد أن يكون أسلوبك حسب مستواهم العلمي وعند الحوار مع هذه الطبقة استخدم الآيات الكونية الواردة في القرآن الكريم التي يأيدها العلم الحديث علي وجود الخالق وألوهيته وكن متفتحا دائما أن لايشعروا في البداية بأنك تريد تغيير منهجهم
(2) علماء المذاهب : عند الجلوس مع علماء المذهب أظهر رغبتك للعثور علي معلومات عن الدين الذي يتدينه ، وليكن معك نسخة من كتب القوم حتي تأيد كلامك بما تراه مناسبا وعادة يطرح إليك قضية "جميع الديانات سواء" أو " الأفتار" أو "التناسخ" فاجعلها مدخلا للحواروليكن حوارك بالأمور المشتركة قال تعالي " قل ياأهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينهم "
(3)عامة الناس : تكلم حسب مستواهم العلمي والديني·
(4) الطبقة السفلي: عند الجلوس مع هذه الطبقة السفلي من غير المسلمين حاول أن تتكلم عن المساوات الإنسانية ، ونزل نفسك علي مستواهم ، وتحدث عما تقوله الكتب الهندوسية عنهم
مباديات الزيارة
1. إستئاذن قبل الدخول
2. عرف نفسك أولا لدي الجمهورحتي تزيل العراقيل
3. أطلب من الجمهور –أو الفرد- تعريف أنفسهم واحفظ أسماء البعض
4. تناول ما يقدمون إليك من المأكولات زيارة التجمعات خارج السكن (إعطاء رسالة وتوزيع المواد الدعوية خلال 5 دقائق) وإذا كان الداعية لديه رسالة في القضايا الساخنة فلابأس من دعوتهم للتجمع لنفرض مثلا قضية الدخان أوالخمر، الإسراف في المياه
كيف تبدأ الدعوة في المساكن؟
(1) جئنا لزيارتكم حتي أتشرف برؤية وجهكم الكريم ، لأن النظر الي المخلوق يذكرنا عظمة الخالق،الذي خلقنا ولم نكن شيئاوصورنا فأحسن صورنا
(2) طرح قضية من القضايا الإجتماعية الراهنة ثم جرهم إلي التعريف بالخالق كقضية الدخان، الزلزلة، الإسراف في المياه
(3) نحن جميعا متدينون ، نحب العبادة ونرغب الجنة فيا حبذا لو فكرنا قليلاعن الخالق فهل تعتقدون أن الأديان كلها سواء ؟
(4) ويحسن إستئناف الحوارمع المثقفين من علماءالمذهب بإظهار الرغبة للتعرف علي أساسيات الدين الذي يتدينه ومن ثم القيام بتعريف الإسلام لديه
(5) اذا رأيت طيرا يطير أو نظرت إلي حبة ساقطة علي الأرض أو رأيت مخلوقا لله تعالي فاجعلها مدخلا للحوار وادعهم إلي التأمل فيها واسألهم عن خالقهم (فأروني ماذا خلق الذين من دونه )
كيف تكون ناجحا في الزيارة؟
(1) لاتكتف علي توزيع المواد الدعوية بل حاورمعهم ولكن حذار عن أسلوب الجرح
(2) فليكن كلامك من القلب والعاطفة حتي يكون له وقع علي المخاطب
(3) تعرف علي الأكثر فأكثر من غير المسلمين واكتب عناوينهم وأرقامهم إن أمكن في سجل خاص واحفظه لديك للمتابعة
(4) اطرح الأمثلة الواقعية القريبة بالفطرة وأن تكون بدايتك بحيث لايشعر المخاطب أنك يريد تغييرمنهجه
(5) عود ذاكرتك لحفظ أسماء الناس ولاسيما ذوي المكانة منهم
(6) إستمع إلي المشاكل التي يعانون بها شاركهم في الأفراح و الأتراح فشعور غير المسلمين بأنك جزء منهم تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم يجعلهم يتقبلون منك ويستمعون إليك ومن ذلك : تهنئتهم في الأعياد والأفراح - مواساتهم في المصائب والأحزان - زيارة مريضهم - إعانتهم على حلول مشاكلهم والسؤال عنأحوالهم
(7) كن مبتسماعلي وجوههم فإن الابتسامة تفتح مغاليق القلوب -
(8) قدم نفسك لدي غير المسلمين في زيك اللأئق البهي حتي تكون مؤثرا بشخصيتك
(9) إذا كانوا مشغولين في أي عمل فلا تزعجهم أو إذا كانوا فيما يرغبون إليه من الحوار: فقد روي البخاري من حديث عكرمة عن ابن عباس أنه قال "ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم فتملهم ولكن أنصت فإذا أمروك فحدث وهم يشتهونه"
(10) كن دائم الإنتباه علي أن الدعوة
فن وحكمة : الداعية مهندس وبناء فالمطلوب الصدر الرحب ، والفكر المستنير، والتسامح مع الآخرين
جهاد وتضحية : الصبر وتحمل الأذي ، قال النبي ص (اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون) ويقول الحسن البناء (كونوا مع الناس كالشجر يرمونه بالحجر ويرميهم بالثمر)
(11) قم بإنشاء اللوحات الحائطية وتعليقهافي مكان تواجد غير المسلمين في السكن ( ومن الضروري تغيـيرهذه النشرات بالجديد بين فترة وأخرى )

بعد الزيارة

(1) المتابعة المستمرة وهي متابعة الشخص بالإتصال ثم متابعة العمل : قم بتقييم أعمالك أسبوعيا أو شهريا حتي تري مدي إستجابتهم للدعوة ومن ثم الوصول الي فتح مغاليق القلوب-
(2) مراعاةالتدريج: فالداعية كالفلاح الذي يحرث الحقل أولا ، ثم يزرع ، ثم يقوم بسقيه،ثم يبعدالأشجار الملتفة حوله ثم يراقبه حتي يكون جاهزا
(3) المقصودالكيفية لا الكمية ، فعلي الدعاة السعي والهداية من الله قال تعالي ( إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) القصص28/ 56 فقد بقي رسول الله صلي الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاما في مكة يعالج النفوس المستعصية دون تعجل للنتائج ،وبقي نوح يدعو ألف سنة إلا خمسين عاما، وبرغم منزلة إبراهيم وجهاده المستمرالطويل آمن له لوط ،ومات بعض الأنبياء دون يحقق شيئا ملحوظافلم ينقص من قدره شيئا
(4) الإستفادة من الخبرات الدعوية من العاملين في حقل الدعوة وتسجيل التجارب الدعوية في المفكرة
(5) الزيارة الفردية لمن يتوسم فيه الخير لمحاولة جذبه وهدايته للحق وتعهّده بتلك الزيارة لأن القصد من الزيارة هو التقاط هذه النخبة من غير المسلمين

بعض الطرق لدعوة غيرالمسلمين إلى الإسلام

(1) تنظيم محاضرات بالمناسبات الإسلامية وبيان الرسالة في المناسبة كمناسبة العيدين مثلا

(2) الدعوة عبر المساكن من خلال الزيارة الشخصية لغيرالمسلمين

(3) الدعوة عبر المستشفيات من المرضي و أصحاب الفراش وبيان أحكام الإسلام عن المرض وتلقينهم الصبر مع تذويد هم بالمواد الدعوية .

(4) تنظيم محاضرات بالمناسبة عن القضايا الراهنة كالإسراف في المياه ، وانهيار الإقتصاد العالمي ، الزلازل ، الرشوة وأثرها في المجتمع وغيرها من الموضوعات

(5) تنظيم حوارمفتوح مع مثقفين من غير المسلمين.كالألوهية في الديانات الشهيرة .مثلا

(6) الدعوةعن طريق الرحلات الترفيهية كالرحلة إلي حديقة الحيوانات والبر مثلا وبيان الآيات الدالة علي وجود الله تعالي في الآثار الطبيعية والحيوانات فيهما .

(7) الدعوة عن طريق زيارة السجون وتسليتهم فيها مع بيان عواقب الجرائم وأثرها علي الفرد والمجتمع .

(8) توزيع مواد دعوية في الأماكن العامة من الأسواق والمنتزهات وهلم جرا

(9) مراسلة غيرالمسلمين عبر الإنترنيت . بزيارة مواقعهم للرد علي الشبهات التي يطرحونها ضد الإسلام والمسلمين وكتابة المواد عن التعريف بالإسلام على المواقع الدعوية والمدونات وبالتالي مراسلتهم عبر البريد الإلكتروني وفيس بوك وتويتر

(11) الدعوة عبرالإتصالات الهاتفية بالمتابعة المستمرة فيمن يتوسم فيه الخير من غير المسلمين .

(12) الدعوة عبر تدريس اللغات (العربية / الإنجليزية ) أو المهارات الأخري ومن ثم دعوتهم إلي الإسلام عن طريق غير مباشر .

(13) الدعوة عبر إرسال الرسائل الهاتفية من بيان سماحة الإسلام حول بعض القضايا الراهنة.

(14) الدعوة عن طريق المساعدة ماديا كانت أم معنويا

(15) الدعوة عن طريق العلاقة الشخصية من توطيد العلاقة مع غيرالمسلمين والتعرف عليهم .

(16) الدعوة عبر اللوحات الدعوية أو الإشتهارات كأن تلصق بعض اللوحات علي الجدران من (هل اكتشفت جمال الإسلام ) (الإسلام للجميع ) (هل تريد السعادة ؟) (هل فكرت يوما عن الخالق ؟ ) وهكذا

(17) الدعوة عبرالبرامج الإذاعية والتلفزيونية

(18) الدعوة عن طريق طرح الأسئلة وذلك إذا كان المخاطبون وقتهم ضيق جدا فيمكن أن تشتري 4 هدايا مثلا وتذهب إليهم وليكن معك بعض الأسئلة التي لها علاقة بالدعوة فقل لهم مثلا " بأنني جئت ببعض الهدايا وأريد أن أوزعها عليكم ولكن عندي بعض الأسئلة أطرحها عليكم والذي يجيب عليها إجابة صحية يستحق الهدية " ثم قم بطرحها أمام غير المسلمين ومن خلاله تستطيع أن تدعوهم إلي الإسلام وهذه الطريقة لها فائدة كبيرة حتي عند التعامل مع غير المسلمين المتشددين. ومن هذه الأسئلة

1. ماهي أكبر الكبائر في الإسلام ؟ ولماذا ؟ ومن خلاله بين بأن الشرك لظلم عظيم وهو صرف بعض العبادة لغير الله.

2. من الخالق ؟ ( هل للكون من خالق ؟ ولماذا؟ )

3. من المعبود ؟ who Is God

4. من هو مؤسس الإسلام ؟

5. ما هو الأذان ؟

6. هل الإسلام يدعو إلى الإرهاب ؟

7. ما معنى الإسلام ؟

8. هل المسلمون يعبدون محمدا ؟

9. ما هو القانون الأصلح للبشرية : القانون البشري أم القانون الإلهى ؟

10. من هو مؤلف القرآن ؟

صفات عالم محمد زبير التيمي الداعية بلجنة التعريف بالإسلام بالكويت

كيف تدعو الهندوسية إلى الإسلام

الدعوة إلي الله تعالي من وظيفة الأنبياء والمرسلين وكيفية عرضها تنبني الوقوف علي طبيعة المدعو وأحواله فالداعية الناجح كالطبيب الحاذق فكما أن الطبيب يحتاج إلي معرفة نوعية المرض الذي يعاني به المريض ، فكذلك الداعية يحتاج إلي معرفة نوعية الفكرة التي عليها المدعو وبالمناسبة أذكر طريفة ذكرلي أحد الإخوة الذي لم يمارس الدعوة سابقا لقي شخصا ظن هندوسيا فبدأ يتكلم معه ويدعوه إلي الإسلام حتي مضي نصف ساعة، وفي النهاية تبين أنه مسلم ... إذن لابد من الوقوف أولا علي عقائد المدعو وطبائعه، والهندوسية تختلف من غيرها من الديانات بأمور أهمها أن الهندوسية ليس لديها عقائد أساسية فهي لم تنشأ من خلال دعوة شخص أو أشخاص وإنما هي عبارة عن معتقدات وعادات قوم تراكمت ودونت وحفظت فاتخذها من من بعدهم من أجيالهم دينا يتبعونه، يقول غاندي في كتابه ”هندو دهرم ” ( من حظ الديانة الهندوسية أنها تخلت عن كل عقيدة ولكنها محيطة بجميع العقائد الرئيسية والجواهر الأساسية للأديان الأخري ) الا أن الجميع متفقون علي عقيدتين رئيسيتين وهي عقيدة الأفتار والتناسخ وهاتان العقيدتان عليها بناء أكثرالديانات المحرفةومعني الأفتار : نزول الرب إلي الأرض لإصلاح الناس في صورة البشرومعني التناسخ : هو رجوع الروح بعد خروجها من جسم إلي جسم آخر حسب الأعمال ومن العقائد المتفرعة عن هذه العقيدة عقيدة الكارما : هو قانون الجزاء ، وعقيدة النرفانا : هي النجاة من دورات تناسخية متعاقبة لصلاحها في الدورات فيحصل لها النرفانا وتتحد الروح بالخالق-
أما ما يتعلق عن الآلهة فلو سألت عامة الهندوس : كم تؤمن من الآلهة ؟ فيقول لك البعض: ثلاثة ، والبعض 33 إلها، والبعض الآخر 1000 إله حتي منهم من يقول 330000000 إلها ولكنك لو سألت نفس السوال عالما هندوسيا ماهرا بالكتب الهندوسية يقول لك يجب علي كل هندوسي أن يؤمن علي الإله الواحد ومع ذلك فإنهم يؤمنون علي فلسفة يقال لها وحدة الوجود ومعني ذلك " كل شيء إله " كما نجد فيهم من من ينكر الإله ألبته -
فإذا كانت العقيدة تختلف من شخص إلي شخص فكيفية عرض الدعوة أيضا تختلف من شخص إلي شخص. أصناف المدعويين وكيفية التعامل معهمالمدعووون من الهندوسيين كما يختلفون في العقيدة يختلفون عن بعضهم حسب المستوي العلمي والثقافي ويمكن لي أن أقسمهم إلي أقسام (1) المثقفون(2) علماء المذهب (3) عامة الناس (4) الطبقة السفلة (من طبقة الشودرا)
والدعوة تكون لجميع هذه الطبقات حسب تخصصاتهم ومستوياتهم
أما المثقفون :
فلابد أن يكون أسلوبك حسب مستواهم العلمي وعند الحوار مع هذه الفئة يفضل إستخدام الآيات الكونية الواردة في القرآن الكريم التي يأيدها العلم الحديث ومن ثم دعوتهم إلي التوحيد
أما علماء الهندوسية :
فعند الجلوس مع هذه الفئة أظهر رغبتك للعثور علي معلومات عن الهندوسية ، وليكن معك بعض الكتب من الكتب المعتمدة لدي الهندوسية حتي تأيد كلامك بما تراه مناسبا وعادة يطرح إليك قضية "جميع الديانات سواء" أو عقيدة " الأفتار" (وحدة الوجود) أو "التناسخ" فاجعلها مدخلا للحوار، وليكن تركيزك علي الأمور المشتركة بين الإسلام والهندوسية ، علما بأن بعض الكتب الهندوسية ولاسيما كتب الفيدا تتكلم عن التوحيد والرسالة واليوم الآخر كما توجد فيها البشارات عن محمد صلي الله عليه وسلم وسنعرج إليها في الحلقات القادمة
أما عامة الناس :
فنزل نفسك علي مستواهم وتواضع لهم مع البقاء علي الوقار والسمت الحسن و تكلم معهم حسب مستواهم العلمي والدينيأما الطبقة السفلي: فعند الجلوس مع هذه الطبقة السفلي من الهندوسية حاول أن تتكلم عن المساوات الإنسانية ، ونزل نفسك علي مستواهم ، وتحدث عما تقوله الكتب الهندوسية عنهم. وسنتكلم في الحلقات القادمة عن كيفية دعوة كل صنف من هذه الأصناف الأربعة
نوعان من غيرالمسلمين
(1) غيرالمستعد مسبقا للتعرف علي الإسلام : كالذي إلتقيته في الأماكن العامة أو رافقك في بعض الحالات .
(2) المستعد مسبقا للتعرف علي الإسلام : كالذي يطلب منك أن تعرفه بالإسلام أو جاءك يطلب عن الحقيقة . أو جاءك حتي يناقشك عن بعض الأسئلة حول الإسلام أما النوع الأول وهو غير المستعد مسبقا للتعرف علي الإسلام فيفضل أن تكون الدعوة معه بالتدريج ، ومن أهم العراقيل التي تطرأ أمام الراغبين للدعوة مع هذا الصنف من الناس كيف نبدأ الدعوة؟ وبم نبدأ ؟ ففيما يلي بعض التجارب الدعوية التي كانت لها أكبر الأثر علي المخاطب.
1. جئنا لزيارتكم حتي أتشرف برؤية وجهكم الكريم، لأن النظر الي المخلوق يذكرنا عظمة الخالق، الذي خلقنا ولم نكن شيئا وصورنا فأحسن صورنا
2. طرح قضية من القضايا السياسية أو الإجتماعية الراهنة ثم جرهم إلي التعريف بالخالق كقضية الدخان، الزلزلة، الإسراف في المياه
3. نحن جميعا متدينون ، نحب العبادة ونرغب الجنة فيا حبذا لو فكرنا قليلاعن الخالق فهل تعتقدون أن الأديان كلها سواء ؟
4. ويحسن إستئناف الحوارمع المثقفين من علماء المذهب بإظهار الرغبة للتعرف علي أساسيات الدين الذي يتدينه ومن ثم القيام بتعريف الإسلام لديه
5. اذا رأيت طيرا يطير أو نظرت إلي حبة ساقطة علي الأرض أو رأيت مخلوقا لله تعالي فاجعلها مدخلا للحوار وادعهم إلي التأمل فيها واسألهم عن خالقهم يقول تعالي {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } لقمان11 أما النوع الثاني منهم كالذي جاءك مستعدا للتعرف علي الإسلام أو جاءك حتي يناقشك فتعامل معه بالطريقة التالية
(1) عند أول قدومه إليك تواضع له، وقم إليه، وأجلسه أمامك، وابتسم علي وجهه، واسأل إسمه بقولك " لوسمحتم أتعرف عليكم " ثم عرف نفسك أمامه ويستحسن أن تذكر مكانتك وخبرتك العلمية مع البقاء علي الوقار والسمت الحسن ولين الجانب .
(2) قدم إليه الشائ وخلاله اسأل عن أحواله وأسرته وبيئته والعقيدة التي هو عليها . حتي تستطيع أن تصف له الدواء بنوعية المرض الذي يعاني به هو-
(3) إذا كان الشخص يريد يناقشك علي بعض الأمور افتح له المجال وليكن لديك معلومات كافية عن الموضوع وإلا لاتخجل من دعوة المؤهل من الدعاة للحوار، وفي النهاية لاتتركه حتي تعرفه عن بعض أساسيات الدين الإسلامي إذا رغب إليه و إلا ذوده بالمواد الدعوية، وخذ رقمه للمتابعة
(4) الشخص الذي جاءك حتي يتعرف علي الإسلام فبين أمامه أساسيات الدين الإسلامي ( ومن الخطأ محاولة الداعية بيان كل مايعرفه أمام غيرالمسلمين في مجلس واحد )

ويليه  كيف تدعو الملحدين من الهندوس إلى الإسلام ؟ كيف تدعوعامة الناس من الهندوس إلي الإسلام ؟ كيف تدعو علماء الهندوسية إلي الإسلام ؟ كيف تدعو المثقفين من الهندوس إلي الإسلام ؟ كيف تدعو الطبقة السفلي من الهندوسية إلي الإسلام ؟ أهم الشبهات التي يثيرها الهندوسية علي الإسلام
                                                                     إضغط للتفصيل 

كيف تدعو الملحدين من الهندوس إلى الإسلام ؟

ذكرنا في الحلقة السابقة بأن المدعويين من الهندوسيين كما يختلفون في العقيدة يختلفون عن بعضهم حسب المستوي العلمي والثقافي والإجتماعي فمنهم الملحدون ومنهم المثقفون ومنهم علماء المذهب ومنهم من الطبقة السفلة وهي الطبقة الرزيلة لدي الهندوسية والدعوة تكون لجميع هذه الأصناف حسب مراتبهم ومستوياتهم، ونحن اليوم مع الصنف الأول من أصناف الهندوس وهم الملحدون فكيف تدعو الملحدين من الهندوس إلي الإسلام ؟ فأقول وبالله التوفيق
الداعية الناجح هو الذي يستمع إلي غيرالمسلم في بداية مشواره في الدعوة ويتعرف علي العقيدة التي هو عليها ومن هذا المنطلق يبدأ حواره فالهندوسي إذا كان ملحدا فدعوته تتطلب دلائل علي إثبات وجود الخالق وإليك بعض النقاط الحوارية التي ينبغي التطرق إليها عند دعوة الملحدين من الهندوس .
النقطة الأولي : هل للكون من خالق ومالك ؟:
حاول أن تبين أمامه دلائل إثبات وجود الخالق سبحانه وتعالي في الآفاق والأنفس واقنعه عن هذه القضية بضرب الأمثلة الواقعية كأن تقول مثلا : لو قلت لك بأن هذا الكرسي الذي أنت جالس عليه قد صنع بنفسه عفويا ليس له صانع ولا نجار لما تسلم، وذلك لأن الكرسي لا بد له من وجود الأخشاب، ثم لابد من وجود النجار الذي يركب الكرسي .أو إذا قلت بأن هذا النقال الذي عندي لا مهندس له ولا شركة تقوم بهندسته ، حدثت آلاتها عفويا ثم تركبت بعضها بالبعض حتي أصبحت آلة إتصال، قل لي بالله :لو قلت لك هذا الكلام ألست ترد علي وتقول : هذا مستحيل؟ نعم، لأنه يستبعد وجود كرسي بدون نجار أو وجود نقال بدون مهندس ، فالكرسي يشيرإلي وجود نجار والنقال يشير إلي وجود مهندس ، وإذا كان الأمر كذلك فكيف تعتقد بوجود هذا الكون بدون خالق ؟ فالكون وبما فيه من الآيات والبراهين من وجود السماوات السبع والأرضين السبع لخيردليل علي وجود خالق، لأنها مخلوق والمخلوق لابد له من خالق -،
وهذا هو الدليل الذي لما قام في نفس الأعرابي قال بالبداهة ( واثر الأقدام يدل علي المسير، فسماء ذات أبراج،وأرض ذات فجاج، أفلا تدلان علي الواحد القدير؟ )
كما ينبغي أن تدعوه إلي التأمل في نفسه فقل له تعالوا لنتفكرفي أنفسنا فقد جاء علي الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ، خلق من مني يمني، خرج من بطن أمه بعد أن قضي تسعة أشهر من منفذ ضيق جدا لا يتصور خروج الإنسان منه، وبعد مجيئه إلي الدنيا مباشرة إمتلأ ثدي أمه لبنا ، لم يكن يميز بين الماء والنار فما مضي سنوات إلا وقد وهبه الله بالعقل السليم فصار يميز بينهما، ثم هذا الجسم وما فيه من الترتيب والتنسيق في الحواس والجهاز العصبي والمخ والجهاز الهضمي أليس يدل علي خالق حكيم ؟
(عند الوصول إلي هذه النقطة لابد أن تسأل) والآن أجب ! هل دبر هذا كله أمك التي كانت تحملك في بطنها؟ كلا فهي مسكينة تحمل الجنين فحسب ولاتملك تغيير الجنين علي حسب ما تشتهيه أليست ترغب مولودا وسيما وجيها ولكنها ولدت سودا ، أليست ترغب إبنا ولكنها ولدت بنتا – فدل هذا علي أنه ليس لها نصيب من التخليق ، ثم انظر إلي إختلاف في الألوان والألسن هذا يتكلم لغة كذا وهذا يتكلم لغة كذا ، هذا أسود وهذا أبيض ، فلا يوجد إثنان صوتهما واحد أو لونهما واحد ، فالشركات لديها كمية محدودة من ألوان المنتجات وتقوم بإعادة إنتاجها مرات عديدة علي نفس الألوان السابقة -
فالنقال الذي عندك لوقمت بإحصائية نوعيته تري آلا ف الناس يستخدمون النقال نفسه ولاتستطيع التمييز بين نقالين إلا بالترقيم مثلا ولكن انظر إلي شركة الباري جل وعلا فمنتجه يختلف تماما عن المنتج الآخر، فلا يساوي إنسان بأي إنسان آخر لا في المظهر ولا في التخليق حتي أصبحت البصمة من العلامات العالمية التي يتميز بها الشخص من الآخر، أليس هذا من تدبير الحكيم الخبير الذي خلقك وخلق أبواك وجميع من قبلك يقول تعالي وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (المؤمنون12-14) ويقول تعالي أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (سورة الطور35)
فياعجبا كيف يعصي الإله أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيئ له آية تدل علي أنه واحد
النقطة الثانية : هل يتصورتعدد الآلهة ؟
إذا سلمنا أن الإنسان والكون لابد لهما من خالق فهل يمكن أن يكون الخالق أكثر من واحد ؟ أقول لا، لأننا نري بأن الأعمال الدنيوية صغيرة كانت أم كبيرة لا تكون منضبطة إلا إذا كان المسئول عنها واحد؟ فلانري مديرين للمدرسة ولا أميرين للبلد ، ولا قائدين للجيش ، فلوحدث ذلك لايتصور صلاح العباد والبلاد حتي ليوم واحد ؟ ، فمابالك بهذا الإتقان العجيب من هندسة هذا الكون في مخطط كواكبه ونجومه وقمره وشمسه بحيث إن أي تغيير فيه يؤدي به إلي الخلل والنقص، أو الخراب والفساد ، ثم ما بالك من الإتقان المدهش هندسة هذا الإنسان في خلقه وتكوينه، ألا يدل هذا علي توحيد ذات الله تعالي؟ والأفضل أن تضرب له مثلا واقعيا كأن تسأل مثلا " لعلك جئت عندي بالسيارة ، كم كان السائق؟ يقول لك : طبعا، واحد، فقل له: لو ساق السيارة الواحدة سائقان ماذا يكون الحال عندئذ ؟ يقول لك: طبعا: الإصطدام ، فقل له : إذا لا يتصور أن يسوق السيارة الواحدة سائقان فكيف يتصور أن يشارك الخالق أكثرمن واحد في الحكم والربوبيةوالآن تعالوا لنتفكر من الناحية الأخري إفرض بأن هناك إلهين ، يريد الواحد منهما تمكين "زيد" علي منصب والآخر يريد تعطيله من هذا المنصب فلا يمكن الإثنين منهما في وقت واحد فلابد أن تكمل إرادة الواحد منهما دون الآخر والذي لم تكمل إرادته أصبح مقهورا وعاجزا ومغلوبا ولايمكن أن يكون المغلوب والمقهور والعاجز إلها فبقي الواحد وهو الله الواحد وإثباته بدليل التمانع، وهو: أنه لو كَانَ للعالم صانعان فعند اختلافهما مثل أن يريد أحدهما تحريك جسم والآخر تسكينه، أو يريد أحدهما إحياءه والآخر إماتته- فإما أن يحصل مرادهما أو مراد أحدهما أو لا يحصل مراد واحد منهما، والأول ممتنع، لأنه يستلزم الجمع بين الضدين، والثالث ممتنع، لأنه يلزم خلو الجسم عن الحركة والسكون، وهو ممتنع، ويستلزم أيضاً عجز كل منهما، والعاجز لا يكون إلها، وإذا حصل مراد أحدهما دون الآخر، كَانَ هذا هو الإله القادر، والآخر عاجزاً لا يصلح للإلهية، وإليه أشار الله تعالي في سورة الأنبياء "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ" (الأنبياء: 22) وقال تعالي في سورة المؤمنون " مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ " (المؤمنون 91)
النقطة الثالثة :من شبهات الملحدين
عند الوصول إلي هذه النقطة كثير من الهندوس يسألونك أسئلة كثيرة لعدم إيمانهم بالله تعالي وعلي الداعية أن يكون علي بصيرة منها حتي يستطيع إقناعه عن وجود الله تعالي فمن هذه الشبهات
(1) إذا كان الله موجود فلم لا نراه ؟ إذا كان الله موجود فلمَ لا نراه ؟
فقل له ذات الله تعالي أعظم من أن تتحمل رؤيته أنظارالبشرفي الدنيا ولذلك لما طلب أحد الأنبياء وهو موسي عليه السلام " رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَۚ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (الأعراف 143) هذا، وليس من الضروري أن تري الله حتي يحصل لك اليقين فإن كثيرا من الأشياء في الدنيا لا نراها ولكن نتيقن بوجودها، مثلا
(1) متي ما رأيت الإنسان يتكلم أمامك تتيقن بوجود الروح فيه كليا ولكن لما يسقط علي الأرض وتنتهي حركات جسمه تتيقن خروج الروح منه مع أنك لم تر خروج الروح بعينيك .(2) عندما تشغل الكهرباء بالضغط علي الزريشع النور في جميع أنحاء البيت وتتيقن وجود النور وعندما تطفأ الكهرباء يذهب النور بالكلية وتتيقن بذهاب النور مع أنك لم تره.
(3) عندما تهب الرياح تتقين بوجود الهواء مع أنك لم ترها بعينيك المهم كما أنك تتيقين بوجود الروح والكهرباء والهواء بالتأثير فكيف لا تتيقن علي وجود الله تعالي وله آيات باهرة في الآفاق والأنفس ، أليس هو المؤثر في خلقك كما سبق؟ ثم أليس هو المؤثر في رزقك ؟ هل أنت خلقت رزقك؟ أنظر إلي الفلاحين ماذا يفعلون؟ يزرعون البذرة وينامون ، من الذي أنزل المطر علي الأرض الميتة فأنبت النبات والأشجار المختلفة في أشكالها وألوانها ومنافعها وطعمها؟ أليس الله الواحد القهار ؟ فلِمَ لا تتيقن بوجوده ؟ فهل يتصور وجود شيئ بدون موجد؟
وليستحضر الداعية الآيات القرآنية الدالة علي وجود الله تعالي كالآيات من 60 إلي 64 من سورة النمل والأيات 57 - 72 من سورة الواقعة حتي يقرأها علي غيرالمسلمين لأن سماع الآيات لهاأثر بالغ علي غير المسلمين ولو لم يفهموا معناها وسنعرج إلي الآيات الدعوية في الحلقات القادمة إن شاء الله تعالي
(2) إذا كان الله موجود فلمَ هذا الغني وهذا الفقير؟
يسألك بعض الملحدين لو كان الله موجودا لجعل الناس كلهم أغنياء فلِمَ هذا الفقير؟ فقل له هذه آية من آيات وجود الله تعالي وهي اختلاف الحظوظ : فهذا غني ، وهذا فقير، وهذا رئيس ، وهذا مرؤوس، في حين أن كلا منهم صاحب عقل ، وفكر وعلم، وحريص علي ذلك ولكن لا يقدر أحد أن ينال سوي الذي قدره الله له وذلك لحكمة عظيمة أرادها الله تعالي وهي إختبار الناس بعضهم ببعض ، وخدمة بعضهم البعض الآخر ، حتي لا تضيع مصالحهم جميعا.يقول تعالي في القرآن الكريم وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ (الأنعام 165) فلو كان جميع الناس أغنياء لصعب حياة الناس ولما حصلت مصالح بعضهم بالبعض، وكلهم يتعالي علي الآخر فتفسد مصالح العباد والبلاد ، أما عند إختلاف الحظوظ فالذي لم يقدر الله له حظا في الدنيا ، أخبر الله تعالي أنه يدخر له حظه زيادة في نعيمه بعد الممات في الجنة إذا مات علي الإيمان بالله ، مع أن الله منح الفقير مزايا يتمتع بها نفسيا وصحيا في الغالب لاتوجد عند كثير من الأغنياء ، وليس هذا فحسب بل أمر الإغنياء بالإنفاق علي الفقراء أمر إيجاب حتي يسود المجتمع الأمن والسكون يقول تعالي وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ (النور 33) وهذا كله من حكمة الله تعالي وعدله –
(3) إذا كان الله موجود فلِمَ لا يمسك يد المفسدين؟
الحقيقة إذا أراد الله سبحانه وتعالي عاقب المفسد والمحارب في الأرض عقابا شديدا من عنده، وأذاقهم عذابا أليما ولكن الله برحمته جعل الحياة الدنيوية للإبتلاء والإختبار يقول تعالي الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (سورة الملك 2) فالله سبحانه وتعالي رحيم بالعباد فلو شاء لعذبهم بسبب كفرهم ومعاصيهم ولكنه يمهل إلي أجل فإذا حل لم يؤخرعذاب الله أحد وإليه أشار الله تعالي " وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (سورة الكهف 58)
النقطة الرابعة : صفات الله تعالي
إذا سلم وجود الله تعالي وعرف بأن الرب والمالك هوالواحد فقم ببيان صفات الله تعالي أمامه ويستحسن ذلك في ضوء سورة الإخلاص حيث بين الله تعالي فيها لنفسه خمسة صفات أساسية وهي الوحدانية ، والصمدية ، ونفي الأبوة والأمومة ، ونفي الإنجاب ، ونفي الكفوء ، بالمقارنة مع صفات الإنسان فالإنسان ليس بوحيد ولا واحد ، ولا يسنغني عن الآخر ، ولديه آباء وأمهات ويرزق بأولاد ، ويشاركه الآخرون في حياته اليومية فالفرق واضح بين الخالق والمخلوق ويستحسن قراءة بعض أشلوكات الكتب الهندوسية الدالة علي توحيد الخالق وسيأتي الكلام عليه في كيفية دعوة علماء الهندوسية إلي الإسلام .
وهنا ينبغي للداعية أن ينبهه إلي السبب الرئيسي الذي جعله ينكر الإله وهو كثرة الآلهة في الديانة الهندوسية فالشخص عندما يري بين يديه صور آلهة عديدة علي أشكال مختلفة وهي تماثيل نحتها الإنسان لإنسان مثله، ويسجد لها ويستغاث منها فلايري بدا إلا أن يعبدها كما يعبد آباءه دون الفكر والتأمل بعقله السليم أو يفكر بعقله فيري إنسانا مثله يعبد ويستغاث منه ويصرف علي تمثاله آلاف الدنانير فيرفض الإله بتاتا وهذا ما حدث معك أخي الكريم ! ولذلك لا تري مسلما ينكر الإله ، والسبب أنه يعتقد بأن الخالق هو الله الواحد الذي خلق الإنسان ولا معبود سواه وهذه هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها –

دعوة عامة الهندوس إلى الله تعالي

عند القيام بدعوة عامة الهندوس إلى الله تعالي ينبغي للداعية التركيزعلي الأسئلة التالية وهي من الخالق ؟
وماالهدف من خلقنا؟
وكيف هدانا الله ؟
ولماذا كان الشرك بالله أكبر الكبائر ؟
وكيف ضل الناس عن الطريق السوي؟
وقبل أن تبدأ فى الدعوة فليكن تركيزك علي أمرين أساسيين :
تكلم من قلبك
لابد أن يكون كلامك نابعا من قلبك، تحس إخراج المدعو من الظلمات الي النور، تصور لو رأيت أعمي يمشي بالطريق وإذا بناحية الطريق حفرة تخاف أن يقع فيها فماذا يكون موقفك حينئذ؟ أو إذا كان أمامك شعلة من النار ورأيت طفلا رضيعا يهرول إليك فماذا يكون تصرفك والحالة هذه ؟ أنا علي يقين أنك في كلتا الحالتين تسرع وتدل الأعمي علي الطريق الصحيح وتحتضن الطفل لئلا تحترق رجلاه في النار- إذن لابد للداعية أن يحترق قلبه لما يري حوله من براثن الكفر والشرك ولينطبع هذا الأثر عند دعوة المدعو إلي الإسلام حيث يكون همه الأكبر إخراج الناس من النار، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث بين الله تعالي حال قلبه في الدعوة بقوله فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (سورة الكهف 6) وهذا الغلام اليهودي الذي يزوره النبي صلي الله عليه وسلم في مرض موته، وكل همه أن ينجيه الله من النارلأنه أشرف علي الموت ولايرجي منه أي فائدة في الدنيا فيجلس إلي جنبه ويخاطبه قائلا: ياغلام: أسلم! فنظرالغلام إلي وجه أبيه، فقال له أباه : أطع أباالقاسم، فأسلم الغلام ، فخرج النبي صلي الله عليه وسلم من عنده ويقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار.
أدع المدعو إلي ربه
حاول أن يدورجميع كلامك حول موضوع واحد وهو" أماتنك إليك " يعني أنك لاتريد إلا تعريف مفقوداته الغالية التي فقدها قبل زمان وأصبح الآن ينكرعلي من يعرفها له، فمن الأخطاء التي تصدر من بعض الدعاة لا إراديا استخدام كلمات توحي بأنه يدعوالمدعو إلي إله المسلمين ودينهم، والله سبحانه وتعالي يخاطب الناس فيقول " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (سورة البقرة 21) فحذار أن تستخدم كلمة "إلهي" أو "إسلامي" أو "ربي" أو مثل هذه الكلمات أمام غير المسلمين وانتبه دائما أن لايشعرغيرالمسلم أثناء الحوار بأنك تريد إدخاله في دينك وتدعوه إلي دين ليس دينه ورب ليس ربه فإعتقاد المدعو بأنك تدعوه إلي دينك يؤمي إلي أنك لم تختار الحكمة في أسلوب الدعوة وهذا يتأتي إذا كان حوارك مع غيرالمسلمين بالأمور المشتركة يقول تعالي {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } آل عمران64 " وأعني بالأمور المشتركة النقاط المتفقة بين الإسلام والهندوسية _
فلتكن بدايتك بتعريف الله تعالي
من أهم النقاط المشتركة بين الإسلام والهندوسية "الإله" وأنت لا تريد إلا تعريف الإله أمامه فلتكن البداية عن الإله الذي يعتقده المدعو وبالمناسبة فإن الهندوس جميعا يعتقدون بالإله الواحد ويسمونه " "بهكوان" ، و"ايشور" ، و"برميشور" إلا أن عقيدة "الأفتار" -نزول الرب في صورة البشر- هي التي قامت بتقسيم ذات الله تعالي في صور البشر حتي أصبحوا ينادون إلي عبادة الآلهة المنحوتة ظانين أن عبادتهم عبادة الله ، وهناك بعض الفئات في الهندوسية لاتعبد الأصنام البته ، إذن لابد من إختيار أسلوب الفطرة في تعريف الله تعالي وبيان الآيات الدالة علي وجود الله تعالي في الآفاق والأنفس وأنا بالذات أقوم بتذكير نعم الله تعالي علي الإنسان عند دعوة هذه الفئة من الهندوسية حسبما دعا إليه القرآن الكريم كمافي قوله تعالي قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ ( يونس 101) وقوله تعالي فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (الطارق 5) وقوله تعالي فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ (عبس 24) فالآيات الموجودة في السماوات والأرض وما بينهما وفي جسم الإنسان وما يتغذي به الإنسان من أنواع الأطعمة والأشربة لخيربرهان علي توحيد الله تعالي ومن ثم أجره إلي التعريف بالخالق في ضوء سورة الإخلاص التي بين الله فيها أربعة صفات أساسية وهي الوحدانية والصمدية ونفي الإنجاب والولادة ونفي الكفوء وأشرح هذه الصفات نقطة نقطة بالمقارنة مع صفات الإنسان فأقول الإله الحقيقي لابد أن يتصف بأربع صفات أساسية
1. الوحدانية : فالخالق والإله لابد أن يكون الواحد وإلايفسد نظام الكون -
2. الصمدية: فالخالق لابد أن يكون مستغنيا عن الآخرين فالإحتياج نقص في الذات والخالق كامل في ذاته وصفاته
3. نفي الإنجاب والولادة : فالإنجاب والولادة نقص في الذات .
4. نفي الكفوء :

دعوة عامة الهندوس إلى الإسلام

ماالهدف من الحياة ؟
لما اتضح أن الخالق هو الله الواحد الأحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فالسوال الذي يطرح نفسه ما علاقتنا مع الخالق ؟ وما الهدف وراء خلقنا في الدنيا ؟ فكما أن الشركة عندما تصنع جهازا تقوم بإعداد دليل للمستخدم يمكن من خلاله تشغيل الجهاز بالسهولة وإلا لوحاول الشخص تشغيل آلة لا يعرف عنهاشيئا سيفسدها أويعطلها بالكلية كما إذا أعطيت سيارة للشخص الذي لا يعرف القيادة فالنتيجة الإصطدام .
فكذلك الله سبحانه وتعالي لماخلق الإنسان لم يتركه علي خياره ينتحل ويتمذهب كل حسب رغباته بل رسم له أسس وركائز للنجاح في الدنيا والآخرة و بين الهدف من خلقه وهو عبادة الله تعالي يقول تعالي وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات 56) والعبادة من الأمور التي جبل الناس عليها فالفطرة الإنسانية مضطرة إلي البحث عن الإله والعبادة له، ولإجله نري الناس يعبدون علي إختلاف ديانتهم ومستوياتهم ولكن الأسف البعض منهم يعبد ولكن لايعرف معبوده الحقيقي.كيف هدانا الله ؟
والآن بقي لنا أن نعرف كيف هدانا الله ؟ فلما كان الله تعالي متصفا بالصفات الكاملة لايوازي بها أي مخلوق آخرفالقول بنزوله في صورة البشركان قادحا في ذات الله تعالي فلم يكن الطريق الا أن يرسل رسلا من أنفسهم ينيروا لهم الطريق، فقد جرت سنة الله في أرضه أن يرسل الرسل والأنبياء عبر القرون والأزمان لهداية الناس إلي مرضاة ربه يقول تعالي وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (الفاطر 24)
ويبلغ عدد هؤلاء الأنبياء والمرسلين حوالي 124000 ومن أبرز صفاتهم
1. كانوا إنسانا مثلنا يأكلون ويشربون وينامون و يطرأ عليهم جميع الحاجات البشرية-
2. اختارهم الله من الأسرة الشريفة فكانوا مثالا في الطهارة والنزاهة .
3. أيدهم الله تعالي بالمعجزات الباهرة علي صدق رسالتهم كإنفجار ااثتتي عشرة عينا من الحجر، وشق الطريق في البحر لموسي عليه السلام وإحياء الموتي، وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله لعيسي عليه السلام وانشقاق القمر لنبينا محمد صلي الله عليه وسلم التوحيد هو دعوة جميع الرسل :لاشك أن الأنبياء والرسل ظهرت علي أيديهم المعجزات الباهرة تائيدا للرسالة التي حملوها إلي أقوامهم ولكنهم مع ذلك دعوا إلي توحيد العبادة لله تعالي ولم يكن فيهم أي نصيب من الألوهية يقول تعالي وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ( النحل 36)
فكانت مهمة جميع الرسل الدعوة الي التوحيد الخالص ونبذ الشرك ، وذلك لأن الله هو الخالق والمالك والمدبر وليس لغيره نصيب من الخلق والملك والتدبير، فالعبادة تخصص به لا بغيره، ولذك فقد إعتبر الإسلام الشرك بالله أكبر الكبائر.
أخي الداعية ! يمكن أن يسألك الهندوسي لماذا الشرك بالله أكبر الكبائر؟
فيفضل ضرب بعض الأمثلة للتوضيح كأن تقول مثلا
1. لوكانت زوجتك وفية مطيعة تجهز لك أشهي المأكولات، تنتظرقدومك إلي ساعات طويلة تتعامل معك بالحب واللين، لوقالت لك يوما: أنا لا أشبع منك فهذا الذي يجاورنا قد جعلته كزوج لي، أفلا ترتعد فرائصك إذا كانت فيك شيئ من الغيرة ؟ لم هذا؟ لأنك لا تحب أن تري شريكا في زوجتك- فالآن تصور أنك لا تحب أن تري شريكا في زوجتك وقد خلقت من مني يمني فكيف بالخالق الذي خلقك وأنعم عليك ؟.
2. اذاخالف شخص قانونا من قوانين البلد فالملك يعاقبه بالعقوبة المناسبة لمثل هذه المخالفة أما إذا رفع الصوت ضد الملك وأعلن براء ته من حكمه وملكه فيعتبر باغيا عليه وطاغيا له لأنه أنكر ملكه فكذلك الله له محارم وحدود لو وقع الناس فيها فالأمر يرجع إليه إما أن يغفرله وإما أن يعذبه، أما إذا أنكروجوده أو جعله شريكا له فهذا بالطبع يعتبر من اكبر الكبائر 3
. لوكان عندك خادم تدفع له راتبا شهريا فما الذي يجب علي الخادم ؟ ألا يجب عليه أن يطيع أوامرك ؟ ولا يتجاوز حدوده الذي رسمت له؟ فهل ترضي منه إذا استلم الراتب منك وعمل لدي غيرك، أو عمل عندك وعند غيرك؟ فيكون جوابك طبعا لا! فكيف يرضي الله إذا عبدت غيره أو أشركته معه وهو المنعم ولا منعم سواه البته؟

شبهات عامة الهندوس حول الإله

تعرفنا في الحلقة السابقة علي بعض النقاط المهمة لدعوة عامة الهندوس إلي الإسلام وتوقفنا علي الحديث بأن الشرك بالله أعظم الذنوب التي عصي الله به علي وجه الأرض وأن الأنبياء جميعا قاموا بدعوة الناس إلي هذا الأساس، ونتطرق في هذه الحلقة إلي بعض الشبهات حول الإله طالما يناقش بها الهندوسي مع الدعاة.
الشبهة الأولي : يقول لك الهندوسي : نحن نؤمن بأن الله هو المقدس ذاتا وصفاتا، ولكنه يتشكل في صورة البشر حتي يعرف بشكل عملي مدي الفقر والمشاكل التي يعاني بها عباده ، فنحن إذ نعبد "راما" أو "كرشنا" مثلا نعني عبادة الله تعالي، لأن الله نزل في صورة "راما" أو "كرشنا"، فعبادة "راما" مثلا هي عبادة الله لأنه في صورته وهذه العقيدة تسمي ب"الأفتار"–
والرد علي هذه الشبهة كالتالي
(1) بين عظمة ذات الله تعالي الذي خلق الإنسان من مني يمني، وخلق السماوات السبع وما بينهما والأرضين السبع ومابينهما، وهو رقيب علي الإنسان في كل حين من فوق سبع سماوات، كما يفضّل أن تسأله "أليست تأبي فطرتك أن تعمل الفاحشة مثلا حتي في غرفة مظلمة " ؟ وليس هذا إلا لرقابة الله تعالي عليك،
فهل تظن بمن هذا شأنه إذا أراد هداية إنسان يصبح نطفة رجل من خلقه، ويدخل في رحم إمرأة من خلقه، ويمكث فيها لمدة تسعة أشهر بين لحم ودم يتحول من مرحلة إلي مرحلة نطفة وعلقة ومضغة، ثم يولد طفلا ، ومن الطبيعي يتعامل الناس معه كإنسان آخر أليس هذا كله قدح في ذات الله تعالي؟
(2) ثم لنفترض مثلا لو صنعتُ مسجلا فهل أنا بحاجة أن أتشكل في صورة مسجل لمعرفة الآلات الصحيحة والآلات غير الصحيحة ؟ كلا ، إلا أنني أضع بعض الإرشادات لتشغيلها حتي يسهل لكل شخص استخدام هذا الجهاز ، فكذلك الله سبحانه وتعالي يرسل رسالة بإسم عباده تحتوي علي
(1) الهدف من الحياة (2) ومن الخالق ؟ (3) وماذا يجب علي الإنسان للحصول علي الحياة السرمدية ؟ وآخر هذه الرسالة التي أنزلها الله لهداية البشرية القرآن الكريم ، والله سبحانه وتعالي لا يحتاج أن ينزل إلي الأرض لتسليمها لعباده ولكنه أرسلها عن طريق الأنبياء والمرسلين بواسطة ملك من ملائكته يسمي ب "جبريل" عليه السلام . ( النقاط المتفقة بين الإسلام والديانة الهندوسية تأليف : د.ذاكر نائك ص 35-37)
(3) لوقال لك: إذا كان الله قادرا علي كل شيء فما المانع من نزوله في صورة البشر؟ فالجواب: لو نزل الله في صورة البشر فإنه يتخلي من صفة الألوهية لأننا عرفنا الفرق بين صفات الخالق وصفات المخلوق، فلوقيل لك بأن الهواء أصبحت طائرة في لندن فهل تصدق ؟ لا ، لماذا ؟ لأنه لا علاقة بين الهواء والطائرة فصفة الهواء تختلف تماما عن صفة الطائرة فلا يمكن أن يختار هذا صورة ذاك . فكذلك الله سبحانه وتعالي فرق كبير بين صفاته- ولله المثل الأعلي- وصفات المخلوقين ولاعلاقة بينهما بتاتا، فالإنسان فان، وهو بحاجة إلي الأكل والشرب، وأخذ نصيبه من النوم أما الله سبحانه وتعالي فغير فان لا بداية له ولا نهاية، ولا يحتاج إلي الأكل والشرب (الأنعام 14) ولا تأخذه سنة ولا نوم (البقرة 255)
(4) فلورجعت إلي الكتب الهندوسية تري بأنها ترد علي هذه العقيدة فتأمل علي سبيل المثال علي هذه الآية من بهكوت كيتا (Bhagwat Gita) « أنا الواحد الأحد ، القادر المطلق، أحكم علي الدنيا بقدرتي ، فالذي يظن أنني آخذ صورة الإنسان فهو أحمق» [ بهكوت كيتا باب (أدهياي) 7 ، آية (أشلوك) 24 ]
(5) المعني الصحيح للأفتار يوافق الرسالة تماما في الإسلام، يقول العالم الهندوسي الدكتور ايم اي شري واستو (M.A. Shri Wastao ) في كتابه " محمد صلي الله عليه وسلم والكتب الدينية الهندوسية ص 4 "ليس معني الأفتار أن الله بنفسه يهبط إلي الأرض بل يرسل الرسل والأنبياء " والعالم الهندوسي بندت رام شرما يعرف كلمة ”الأفتار“ ( أوتار) بقوله ”الرجل العظيم الذي يذهب بالمجتمع من الحالة السيئة إلي النهوض“ [كلكي أفتار " ص 228 ] فدل هذا علي أن الأفتار يكون رجلا عظيما يقوم بإخراج الناس من الظلمات الي النور، وهذه هي حقيقة الرسالة في الإسلام، بل إذا تأملنا في الكتب الهندوسية نجد التنبؤات والبشارات عن الرسالة في الفيدا [أنظر ريج فيدا 1-12-1 ] ” أكني دوتم ورني ماهي" يعني نحن ننتخب أكني (إسم الرسول ) رسولا " فقد فسرها بعض علماء الهندوس هذا الأشلوك بأن كلمة ”دوتن“ معناها الإله و ” أكني“ هو إله النار، ولكن هناك نص آخرفي نفس الفيدا يدل علي بشرية أكني وهو ” منوشياسواكنمن“ يعني إنما أكني بشر [أنظر للتفصيل مقالات عالم هندوسي ”ستيا بركاش“ في جريدة " كاتني " الإسلامية ]

من شيهات عامة الهندوس حول الإله

الشبهة الثانية : كثيرا ما يقول لك الهندوس نحن نعبد «راما» أو «كرشنا» ومن شاكلهما من الآلهة لأجل أنهم أرشدونا إلي الخالق ؟
فأجب بإحدي هذه الأجوبة التالية.
(1) لو جاءتك رسالة من بيتك وجاء إليك حامل الرسالة حتي يسلمك رسالتك فماذا يكون تصرفك حينئذ ؟ أليس يكون همك الأكبر قراءة الرسالة وفهم محتواها؟ إلا أنك تشكر حامل الرسالة وتضيفه عندك لأنه بذل وقته وجهده لأجل إيصال الرسالة ولكنك بيد أن تفتح الرسالة تجعل حامل الرسالة معبودا لك وتصبح تعبده وتستغيث منه لأجل أنه جاء برسالتك، فهل يكون تصرفك معقولا؟ كلا ، فكذلك الله – ولله المثل الأعلي- إذا أرسل الرسالة عن طريقهم فاشكرهم واعبد الله وحده.
(2) لوجاءك شخص وبحث لك بنتا جميلة وتزوجت بها و بدأت تعيش معهاحياة سعيدة، فإذا عرضت عليك يوماما أن تذهب إلي هذا الشخص الذي كان سببا للجمع بينكما فهل تسمح لها الذهاب إليه ؟ وهل ترضي بمقالة زوجتك ؟ كلا، فكذلك الرسل قاموا بتبليغ الرسالة وانتهت مهمتهم بذلك ولكن حبهم وإحترامهم وإطاعتهم بإذن الله تعالي باق إلي قيام الساعة أما العبادة فلله الواحد فقط. ( سمعت هذه النقطة من الأخ الداعية الشيخ عبد القادر شاندا العمري)
(3) إذا سألت الحمّال عن القطار، وأخبرك عنه، فلك أن تشكر الحمّال وتركب القطار لا أن تحاول أن تركب علي الحمّال لأنه دلّك علي القطار. فقد لاحظت من خلال الدعوة الميدانية بأن الهندوسية تتطرأ في أذهانهم كثيراً من الشبهات المتعلقة بالألوهية لخفاء صفات الله سبحانه وتعالي من أذهانهم، وقد بينا في الحلقة السابقة بعض الشبهات ونستكمل في هذه الحلقة الشبهات الرئيسية الأخري ومن ثم نتطرق إلي النقاط الأخري لدعوة عامة الهندوس إلي الإسلام .
الشبهة الثالثة : نحن إذ نعبد التماثيل نهدف وراءه التركيز الذهني أثناء عبادة الله تعالي وعدم شرود الأذهان إلي الأشياء الدنيوية، وذلك فإن الله تعالي ليست له صورة فلا يحصل التركيز إليه كاملا إلا عن طريق مداومة النظر علي الصورالخيالية.
الجواب: هذا أمرعجيب ! فهل يتصور أن تنظر إلي الشجرة وتقول أنظر إليها للحصول علي التركيز إلي والدي، فلاعلاقة بين الشجرة والوالد؟ فمابألك بالله تعالي فأين هذه التماثيل الضعيفة وأين الله القوي العزيز المالك الملك ذوالجبروت والإكرام ؟ فهذا يركّز الأذهان أم يشرِّدها؟ ولوكانت عبادة الأصنام لأجل التركيز فقط لم يكن في نفوسنا الإكرام الشديد لهذه التماثيل من تغسيلهاوتزيينها بالصندل،وإلباسها من الألبسبة الغالية وصرف آلاف النقود عليها والتوجه لعبادتهامن الأماكن البعيدة، فهذه الأمور تدل علي أننا نري في التماثيل المنحوتة قوة الله تعالي.
ولنفترض مثلا لو أن إمرأة أخذت في بيتها صورة رجل وأصبحت تقبلها ظنا منها أنها صورة زوجها وفي الوقت نفسه دخل عليها زوجها ورأها تقبل هذه الصورة فهل هذه الفلسفة بأنها تعني زوجها تقنع الزوج من تقبيل صورة رجل آخر وتهدأ من غضبه ؟ كلا، فمابالك عن الله سبحانه وتعالي. أما قضية التركيز فهذا يتعلق بطبيعة الإنسان فربما يفكر الشخص عن قضية من القضايا حتي ينسي مايحدث حوله وعيناه مفتوحتان مع أنه ليس لديه صورة معنوية. هذا، والله سبحانه وتعالي لما أودع في الفطرة الإنسانية العبادة والإفتقار إليه فإنه أرشدهم عن كيفية العبادة عن طريق إرسال الأنبياء والرسل ولم يتركهم علي عقولهم وأهوائهم يتصرفون بها كيفما يشاؤون . وما حقيقة الإنسان إلا أنه ولد من قطرة ماء مهين، فما الهدف من خلقه، وما علاقته مع الخالق ؟ ومامصيره بعد موته ؟ فهذه الأسئلة لايستطيع الإجابة عليها من عقله وفهمه من غير هداية الله تعالي.والإسلام عالج هذه المشكلة بقوله صلي الله عليه وسلم " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وهذا ما يسمي الإحسان في العبادة في مصطلح المسملمين.
الشبهة الرابعة : التماثيل المنحوته تعود إليها الروح بعد قراءة التراتيل والأوراد عليها الجواب : هذا ليس إلا نتيجة للوهم لا علاقة له بالحقيقة، ولوسلمناجدلا بأن الحياة تعود إليها بعد قراءة التراتيل عليها فأصبحت تمشي وتتكلم وتتصرف كيفما شاءت ، وهل يقدر الإنسان إيجاد حياة ؟ فلم يدعي عالم من العلماء حتي الآن إعادة الحياة فيما لا حياة فيه، والحقيقة أن النفع والضر بمشيئة الله تعالي والإنسان يتوهم بأن ماحدث له من النفع سببه التعلق بتمثال من التماثيل . ولا تنخدع ما تشاهد وتراه علي شاشة التلفزيون من جريان الدموع علي خد التماثيل وتناثرالأزهار من أياديها فليس هذا إلا طريق للخداع وكسب النقود . وتأمل في هذه الآية الكريمة كيف أن الله يرد علي هؤلاء الأصناف من الناس: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ » [الحج: 73 ]

من نقاط دعوة عامة الهندوس إلى الإسلام (لماذا ضل الناس؟)

لما كان الله تعالي واحدا وأنه تكفل بهداية البشرية عن طريق إرسال الأنبياء والرسل وأن دعوتهم كانت إلي التوحيد الخالص فالسؤال الذي يطرح نفسه
كيف ضل الناس بعد أن كانوا مجتمعين ؟
فينبغي علي الداعية التطرق إلي هذه النقطة وبيان عوامل ظهورالديانات الأرضية. فيقول مثلا إن الله سبحانه وتعالي خلق الكون وأوجد في ناحيته الأرضية إنسانا خلقه بيده وأخرج من ضلعه امرأة كزوجة له وأسكنهما في الجنة عنده وهما آدم وحوا (وقد ذكرت قصتهما في القرآن الكريم لدي المسلمين وكتب الأناجيل لدي النصاري وكتاب بهوشي بوران 1/4 لدي الهندوسية وذكر فيها إسمهما ب "منو" و"ستروبا" )
وانتشرت ذرية آدم في الأرض، وكانوا يوحدون الله تعالي في العبادة، حتي مضت عشرة قرون علي هذه الطريقة، ثم جاء الشيطان و وسوس إلي ذرية آدم بأن يجعلوا تماثيل للمصلحين والأولياء الذين ماتوا وحرموا من صحبتهم تذكارا لهم وشحذا لهممهم في العبادة ففعلوا، ولم يكونوا يعبدونها حتي إذا طال عليهم الأمد جاء الشيطان إلي ذريتهم وأوحي إليهم بأن هذه التماثيل تملك لهم النفع والضر، فأصبحوا يستغيثون منها إذا نابتهم نائبة فأرسل الله تعالي نوحا عليه السلام لهدايتهم وتسلسل إرسال الرسل في كل فترة.
وقد أشار الشيخ أبو الأعلي المودودي في باب أسباب ضلال الناس فقال بأن الله سبحانه وتعالي لما أرسل الرسل والأنبياء أيدهم بالمعجزات الباهرة ولكن الإنسان لما نظروا إلي حياتهم بنظرتهم القاصرة السطحية ظنوا أنهم ليسوا مثلهم فاعتقد الغالبية منهم الألوهية فيهم كإعتقاد البعض البنوة كما هي عقيدة النصاري في عيسي عليه السلام والبعض منهم ظنواعن مصلحيهم بعدما شاهدوا فيهم بعض خرق العادات- حسب ظنهم - بأن الله نزل في صورتهم كما هي عقيدة الهندوسية الوثنية....

من نقاط دعوة عامة الهندوس إلى الإسلام (الحياة بعد الموت)

علي الداعية أن يبين أمام الهندوسي بأن الموت مصير كل إنسان وأن الدنيا دار ابتلاء وسيحاسب أمام الله تعالي عن كل ما عمل في الدنيا، كما ينبغي التوضيح بأن الدنيا مع ما تملك من وسائل التسخير لن تستطيع أن تجازي الإنسان وتوفي حقه من الجزاء والعقاب، فهذا الشخص الذي ينفق مئاف الآلاف علي الفقراء والمساكين ويتعب ليلا ونهارا لخدمة الخلق، فمن يستطيع أن يكافئه علي ما قدم من الخير الوفيرللإنسانية ؟ وفي المقابل ذاك الشخص الذي قتل مئات الإنسان وتجبر وظلم وسلب حقوق الأطفال واليتامي فأين للدنيا أن يقتص منه كـ جزاء للجميع فـ هتلر مثلاً قتل ستين مائة ألف يهودي، فلو قبض عليه الشرطي فبماذا يعاقبه القانون الإنساني؟
فأقصي ما يمكن أن تطلق عليه كتلة غازية وهو في غرفة مظلمة حتي يموت ولكن تأمل أن هذا العقاب جزاء ليهودي من بين ستين مائة ألف نسمة، فما رأيك عن الباقين الذين أحرقت أجسادهم بالمادة الغازية. ولكن الله سبحانه وتعالي بحكمته البالغة جعل يوما للجزاء الكامل وهو يوم القيامة الذي يوفي فيه الإنسان حقه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .
كما أن الله سبحانه وتعالي بقدرته الكاملة يمكن أن يحرق هتلر في النار أكثر من ستين مائة ألف مرة . يقول الله سبحانه وتعالي « إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا » [:النساء 56] فالله سبحانه وتعالي أعد للمحسنين في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر وأعد للمسيئين في النار من أنواع العقوبات والبلايا ما تتصدع من سماعها القلوب والضمائر.
فالإيمان بالبعث يجعل الإنسان يردع عن كثير من الفواحش والجرائم ويصبح يراقب خالقه ومالكه في كل شأن من شئون حياته.
وهنا ينبغي لنا أن نتعرف علي عقيدة التناسخ التي يتدين بها الهندوسية بدلا من اليوم الآخرعقيدة التناسخ كما أن أساس الدين في الإسلام الشهادتان وكما يعرف النصاري بالصليب واليهود بالسبت كذلك أصبحت معرفة الهندوسية بعقيدة "التناسخ" ويعنون به تكرار المولد أي أن الشخص اذا أخطأ هدف حياته وهو عبودية الله فإن روحه تختارأربعة وسبعين مائة ألف جسم من أجسام المواشي والطيوروالحشرات ثم تنتقل إلي جسم الإنسان .... وهذه العقيدة تسمي لدي الهندوس بـ " بُنَرْجَنَمْ" (Punar -janam) ويعنون بها التناسخ مع أن الكلمة نفسها ترد علي هذه العقيدة ، فكلمة "بنرجنم" من الكلمات المذهبية في فيدا والتي تثبت عقيدة البعث بعد الموت لا التناسخ. وكيف ذلك؟ تعالوا لنحقق كلمة " بُنَرْجَنَمْ" ، فهذه الكلمة مركبة من كلمتين" بُنْهْ" ( punah ) وجَنَمْ(janam )، فكلمة " بُنْهْ" معناها باللغة السنسكرتيه مرة ثانية و"جَنَمْ" معناها الولادة أي الولادة الثانية والفيدا تعني بذلك البعث بعد الموت أي الولادة الثانية يوم القيامة حينما يبعث الإنسان من قبورهم يوم القيامة ، أما التناسخ فهو يعني تسلسل الولادة أي مرة بعد أخري ، وفرق بين الولادة الثانية وتسلسل الولادة، وبهذا تبين أن هذه الكلمة لا علاقة لها بالتناسخ .
ويأيد هذا المعني أقوال بعض علماء الهندوس، يقول الدكتور رادها كرشنا: "لايوجد التناسخ في الفيدا" ]الفلسفة الهندي[1/112-116:
وتقول الدكتورة فيرراده شوهان (Pairada Chaohan) " يوجد في الفيدا "بونر جنم" ولكن في مفهوم البعث بعد الموت لا في مفهوم التناسخ] " بونر جنم و الفيدا ص[ 13 ويقول ستي كام ويدها لانكر "لايوجد التناسخ في الفيدا وأنا أتحدي لذلك " ]التناسخ ص104 [
ويقول العالم الهندي راهول سانسكرتيا" فإن أول ما ظهرت عقيدة التناسخ في تاريخ الهند الأدبي القديم بواسطة كتاب ”شندوكيا أبنيشد“ ولعل ناشريها لم يفكروا حينذاك أن العقيدة التي يقومون بنشرها كم تجر الويلات في المستقبل “ درشن دردرشن ص 403
كما يرد علي هذه العقيدة الكتب المذهبية في الهندوسية، فهناك العديد من الآيات في كتب الفيدا التي ترد علي هذه العقيدة منها علي سبيل المثال
"لقد تم بيان تكرارالمولد كالشيطان من أناس كانوا في الزمن القديم ، يطرد من يتدين بمثل هذه العقيدة كالعاصي، فإن ملائكة الموتي يحرق أجسامهم] " ر يج فيدا 1-12-10
وجاء في موضع آخر: " حاول حصول الشمس لمعرفة مدي أهمية النار ، فمما لا شك أن رسلنا بهرت ، بهرجو، والرسول العظيم الأم رشوا كلهم يعتقدون المولدين يعني الحياة الدنيوية والحياة الأخروية " ريج فيدا 1/60/10
أماالرد المنطقي علي عقيدة التناسخ :
(1) أرواح الأشجارتختلف من أرواح الإنسان فكيف تختار روح الإنسان صورة الأشجار، وإذا سلمنا بأن أرواح الإنسان اختارت جسم الحيوانات فأصبحت متغيرة بأصلها فيكون العذاب للصورة المتغيرة لا لأرواح الإنسان المخطأ.
(2) الأشجار والمواشي نعمة للإنسان يستفيد منها في حاجاته الدنيوية فلو كانت جزاء لذنوب العباد ، فكأننا قلنا بلزوم الذنوب للإنسانية لأجل إستثمار الأشجار والمواشي.
(3) يسلتزم من هذه العقيدة أن يساء الظن بالفقراء والمرضي وأصحاب العاهات بأنهم بلغوا إلي هذه الحالة البائسة بسبب إرتكابهم الذنوب والمعاصي في الحياة السابقة.
(4) سلمت التناسخ ولكن أجيبونا ماالأصل في بداية الولادة ؟الإنسان أم الحيوان؟ اذا كان الأول، فما هي الحسنة التي جاء بها في أول الولادة ؟ واذا كان الثاني فما هي السيئة التي ارتكبها؟ لأنكم تقولون أنه جزاء للأعمال السابقة

من نقاط دعوة عامة الهندوس إلى الإسلام

محمد صلي الله ليس مؤسس الإسلام:
كما ينبغي للداعية أن يبين أمام غير المسلمين معني الإسلام، ويخبر بأن الإسلام ليس مؤسسه محمد كما يزعمون ، وهذا من أهم الشبهات التي تطرأ في أذهان غير المسلمين وهو في الحقيقة إيجاد لأذهان اليهود والنصاري فكما أن اليهود سموا "يهوديا" نسبة إلي قبيلة يهودا وأن النصاري سموا " عيسائيا " نسبة إلي عيسي عليه السلام أصبحوا يسمون المسلمين بـ "Mohammadan " تماشيا مع هذا الأساس، مع أن الإسلام ليس مؤسسه محمد صلي الله عليه وسلم ، بل هوأول دين علي وجه الأرض الذي جاء به أول الإنسان آدم عليه السلام ثم تتابع إرسال الرسل لخدمة هذا الدين عبر القرون والأزمان حتي أكمل الله سبحانه وتعالي دينه علي خاتم النبيين محمد صلي الله عليه وسلم ، وأنزل عليه القرآن آخر الكتب السماوية الذي نسخ جميع الشرائع والكتب التي قبله ، ولا نجاة للإنسانية إلا في هذا الدين الذي أكمله الله تعالي بنبينا محمد صلي الله عليه وسلم يقول تعالي « إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ » [:96] ويقول سبحانه « وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ » [:96]. وهو دين الفطرة التي فطرالله الناس عليها، يقول النبي صلي الله عليه وسلم " كل مولود يولد علي الفطرة فأبواه يهودانه أوينصرانه أو يمجسانه " فإختيارك الإسلام ليس هو ترك دين وإختيار دين آخر، بل العثور علي الدين الحقيقي الذي لم تكن تعرفه منذ زمان .
أركان الإسلام والإيمان بالمقارنة :
ويبين كذلك عظمة أركان الإسلام من الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم وحج بيت الله من استطاع اليه سبيلا بالمقارنة مع العبادات التي لدي الهندوسية كما يناسب بيان أركان الإيمان بالمقارنة مع عقائد الهندوسية، وبالمناسبة فإن عقائد الهندوس في الحقيقة محرفة من العقائد الإسلامية، فلو تأملت علي الأركان الستة للإيمان وقارنتها بعقائد الهندوسية تري بأنهامحرفة في الأصل من العقيدة الإسلامية فالإيمان بالله تعالي والرسل محرفان بعقيدة الأفتار، والإيمان باليوم الآخرمحرف بعقيدة التناسخ.كما يوجد عندهم الإيمان بالملائكة بشكل " ديوي" "ديوتا" و"يمراج" والسبب أنهم لم يتمكنوا من التمييز بين الخالق والرسل والملائكة، فجرهم هذا إلي توزيع الألوهية بين الثلاث واستحقاقهم للعبادة. فياحبذا لو قام الداعية ببيان الفرق بين الخالق والرسل والملائكة وما يمتاز كل واحد منهم مع إجراء المقارنة بين أركان الإيمان وعقائد الهندوسية فيسهل عليه كسب قلوب غير المسلمين وإقناعهم للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة .
ميزات القرآن الكريم :
وينبغي كذلك بيان بعض ميزات القرآن الكريم من تكفل الله تعالي بحفظه، وكونه آخر الكتب السماوية ، لم يتغير ألفاظه ولا حروفه عبر القرون والأزمان، وفيه نظام كامل للحياة الإنسانية، ولغته سائدة في العالم ، وهومن أكثر الكتب قراءة ، ومهيمن علي الكتب السماوية ، وهو ليس كالكتب المذهبية الأخري التي وضعها الإنسان فالفيدا مثلاعبارة عن أناشيد وثناء علي الله تعالي وضعها علماء الهندوس ورهبانهم وإنجيل للنصاري والتوراة لليهود أكثرها من كتابات الإنسان أما القرآن الكريم فهو ليس كتاب مكتوب بل هو منزل من الله تعالي بواسطة جبريل الأمين علي قلب نبينا محمد صلي الله عليه وسلم مفرقا حسب الحاجة والظروف في مدة 23 سنة. ولا يمكن أن يكون هذا الكتاب من كلام محمد صلي الله عليه وسلم.لأن أسلوبه يختلف تماما عن أسلوب البشر والنبي الذي نزل عليه القرآن كان أميا لا يقرأ ولا يكتب . وقد تحدي الناس قاطبة أن يأتوا بمثله فعجزوا عن الإتيان بمثله مع كونهم علي قمة من الأدب والبيان، وهذا الإعجازلازال قائما إلي أن تقوم الساعة. ( سورة البقرة 24، وسورة هود 13، سورة الإسراء 88) لو قام الشخص العادي بالمقارنة بين كلام النبي صلي الله عليه وسلم (الآحايث النبوية ) وأسلوب القرآن الكريم يري الفرق الكبير بين القرآن الكريم وكلام النبي صلي الله عليه وسلم.
مكانة المرأة في الإسلام :
إذا كان المتحدث إليه امرأة فعلي الداعية بيان مكانة المرأة وكرامتها في الإسلام كـ بنت و زوجة وأم وما أعطاها الله تعالي من الحقوق الإنسانية، والإجتماعية والتعليمية والإقتصادية بالمقارنة مع أحوال النساء في الغرب.صفات عالم محمد زبيرالتيمي / الداعية بلجنة التعريف بالإسلام الكويت

كيف تدعو عامة الهندوس إلي الإسلام ؟

عند القيام بدعوة عامة الهندوس إلى الله تعالي ينبغي للداعية التركيزعلي الأسئلة التالية وهي من الخالق ؟ وماالهدف من خلقنا؟ وكيف هدانا الله ؟ ولماذا كان الشرك بالله أكبر الكبائر ؟ وكيف ضل الناس عن الطريق السوي؟ وقبل أن تبدأ فى الدعوة فليكن تركيزك علي أمرين أساسيين :
تكلم من قلبك
لابد أن يكون كلامك نابعا من قلبك، تحس إخراج المدعو من الظلمات الي النور، تصور لو رأيت أعمي يمشي بالطريق وإذا بناحية الطريق حفرة تخاف أن يقع فيها فماذا يكون موقفك حينئذ؟ أو إذا كان أمامك شعلة من النار ورأيت طفلا رضيعا يهرول إليك فماذا يكون تصرفك والحالة هذه ؟ أنا علي يقين أنك في كلتا الحالتين تسرع وتدل الأعمي علي الطريق الصحيح وتحتضن الطفل لئلا تحترق رجلاه في النار- إذن لابد للداعية أن يحترق قلبه لما يري حوله من براثن الكفر والشرك ولينطبع هذا الأثر عند دعوة المدعو إلي الإسلام حيث يكون همه الأكبر إخراج الناس من النار، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث بين الله تعالي حال قلبه في الدعوة بقوله فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (سورة الكهف 6) وهذا الغلام اليهودي الذي يزوره النبي صلي الله عليه وسلم في مرض موته، وكل همه أن ينجيه الله من النارلأنه أشرف علي الموت ولايرجي منه أي فائدة في الدنيا فيجلس إلي جنبه ويخاطبه قائلا: ياغلام: أسلم! فنظرالغلام إلي وجه أبيه، فقال له أباه : أطع أباالقاسم، فأسلم الغلام ، فخرج النبي صلي الله عليه وسلم من عنده ويقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار.
ادع المدعو إلي ربه
حاول أن يدورجميع كلامك حول موضوع واحد وهو" أماتنك إليك " يعني أنك لاتريد إلا تعريف مفقوداته الغالية التي فقدها قبل زمان وأصبح الآن ينكرعلي من يعرفها له، فمن الأخطاء التي تصدر من بعض الدعاة لا إراديا استخدام كلمات توحي بأنه يدعوالمدعو إلي إله المسلمين ودينهم، والله سبحانه وتعالي يخاطب الناس فيقول " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (سورة البقرة 21) فحذار أن تستخدم كلمة "إلهي" أو "إسلامي" أو "ربي" أو مثل هذه الكلمات أمام غير المسلمين وانتبه دائما أن لايشعرغيرالمسلم أثناء الحوار بأنك تريد إدخاله في دينك وتدعوه إلي دين ليس دينه ورب ليس ربه فإعتقاد المدعو بأنك تدعوه إلي دينك يؤمي إلي أنك لم تختار الحكمة في أسلوب الدعوة وهذا يتأتي إذا كان حوارك مع غيرالمسلمين بالأمور المشتركة يقول تعالي {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } آل عمران64 " وأعني بالأمور المشتركة النقاط المتفقة بين الإسلام والهندوسية _

فلتكن بدايتك بتعريف الله تعالي
من أهم النقاط المشتركة بين الإسلام والهندوسية "الإله" وأنت لا تريد إلا تعريف الإله أمامه فلتكن البداية عن الإله الذي يعتقده المدعو وبالمناسبة فإن الهندوس جميعا يعتقدون بالإله الواحد ويسمونه " "بهكوان" ، و"ايشور" ، و"برميشور" إلا أن عقيدة "الأفتار" -نزول الرب في صورة البشر- هي التي قامت بتقسيم ذات الله تعالي في صور البشر حتي أصبحوا ينادون إلي عبادة الآلهة المنحوتة ظانين أن عبادتهم عبادة الله ، وهناك بعض الفئات في الهندوسية لاتعبد الأصنام البته ، إذن لابد من إختيار أسلوب الفطرة في تعريف الله تعالي وبيان الآيات الدالة علي وجود الله تعالي في الآفاق والأنفس وأنا بالذات أقوم بتذكير نعم الله تعالي علي الإنسان عند دعوة هذه الفئة من الهندوسية حسبما دعا إليه القرآن الكريم كمافي قوله تعالي قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ ( يونس 101) وقوله تعالي فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (الطارق 5) وقوله تعالي فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ (عبس 24) فالآيات الموجودة في السماوات والأرض وما بينهما وفي جسم الإنسان وما يتغذي به الإنسان من أنواع الأطعمة والأشربة لخيربرهان علي توحيد الله تعالي ومن ثم أجره إلي التعريف بالخالق في ضوء سورة الإخلاص التي بين الله فيها أربعة صفات أساسية وهي الوحدانية والصمدية ونفي الإنجاب والولادة ونفي الكفوء وأشرح هذه الصفات نقطة نقطة بالمقارنة مع صفات الإنسان فأقول الإله الحقيقي لابد أن يتصف بأربع صفات أساسية
1. الوحدانية : فالخالق والإله لابد أن يكون الواحد وإلايفسد نظام الكون -
2. الصمدية: فالخالق لابد أن يكون مستغنيا عن الآخرين فالإحتياج نقص في الذات والخالق كامل في ذاته وصفاته
3. نفي الإنجاب والولادة : فالإنجاب والولادة نقص في الذات .
4. نفي الكفوء :
ماالهدف من الحياة ؟
لما اتضح أن الخالق هو الله الواحد الأحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فالسوال الذي يطرح نفسه ما علاقتنا مع الخالق ؟ وما الهدف وراء خلقنا في الدنيا ؟ فكما أن الشركة عندما تصنع جهازا تقوم بإعداد دليل للمستخدم يمكن من خلاله تشغيل الجهاز بالسهولة وإلا لوحاول الشخص تشغيل آلة لا يعرف عنهاشيئا سيفسدها أويعطلها بالكلية كما إذا أعطيت سيارة للشخص الذي لا يعرف القيادة فالنتيجة الإصطدام . فكذلك الله سبحانه وتعالي لماخلق الإنسان لم يتركه علي خياره ينتحل ويتمذهب كل حسب رغباته بل رسم له أسس وركائز للنجاح في الدنيا والآخرة و بين الهدف من خلقه وهو عبادة الله تعالي يقول تعالي وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات 56) والعبادة من الأمور التي جبل الناس عليها فالفطرة الإنسانية مضطرة إلي البحث عن الإله والعبادة له، ولإجله نري الناس يعبدون علي إختلاف ديانتهم ومستوياتهم ولكن الأسف البعض منهم يعبد ولكن لايعرف معبوده الحقيقي.
كيف هدانا الله ؟
والآن بقي لنا أن نعرف كيف هدانا الله ؟ فلما كان الله تعالي متصفا بالصفات الكاملة لايوازي بها أي مخلوق آخرفالقول بنزوله في صورة البشركان قادحا في ذات الله تعالي فلم يكن الطريق الا أن يرسل رسلا من أنفسهم ينيروا لهم الطريق، فقد جرت سنة الله في أرضه أن يرسل الرسل والأنبياء عبر القرون والأزمان لهداية الناس إلي مرضاة ربه يقول تعالي وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (الفاطر 24) ويبلغ عدد هؤلاء الأنبياء والمرسلين حوالي 124000 ومن أبرز صفاتهم
1. كانوا إنسانا مثلنا يأكلون ويشربون وينامون و يطرأ عليهم جميع الحاجات البشرية-
2. اختارهم الله من الأسرة الشريفة فكانوا مثالا في الطهارة والنزاهة .
3. أيدهم الله تعالي بالمعجزات الباهرة علي صدق رسالتهم كإنفجار ااثتتي عشرة عينا من الحجر، وشق الطريق في البحر لموسي عليه السلام وإحياء الموتي، وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله لعيسي عليه السلام وانشقاق القمر لنبينا محمد صلي الله عليه وسلم ،
التوحيد هو دعوة جميع الرسل :
لاشك أن الأنبياء والرسل ظهرت علي أيديهم المعجزات الباهرة تائيدا للرسالة التي حملوها إلي أقوامهم ولكنهم مع ذلك دعوا إلي توحيد العبادة لله تعالي ولم يكن فيهم أي نصيب من الألوهية يقول تعالي وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ( النحل 36) فكانت مهمة جميع الرسل الدعوة الي التوحيد الخالص ونبذ الشرك ، وذلك لأن الله هو الخالق والمالك والمدبر وليس لغيره نصيب من الخلق والملك والتدبير، فالعبادة تخصص به لا بغيره، ولذك فقد إعتبر الإسلام الشرك بالله أكبر الكبائر.
أخي الداعية ! يمكن أن يسألك الهندوسي لماذا الشرك بالله أكبر الكبائر؟ فيفضل ضرب بعض الأمثلة للتوضيح كأن تقول مثلا
1. لوكانت زوجتك وفية مطيعة تجهز لك أشهي المأكولات، تنتظرقدومك إلي ساعات طويلة تتعامل معك بالحب واللين، لوقالت لك يوما: أنا لا أشبع منك فهذا الذي يجاورنا قد جعلته كزوج لي، أفلا ترتعد فرائصك إذا كانت فيك شيئ من الغيرة ؟ لم هذا؟ لأنك لا تحب أن تري شريكا في زوجتك- فالآن تصور أنك لا تحب أن تري شريكا في زوجتك وقد خلقت من مني يمني فكيف بالخالق الذي خلقك وأنعم عليك ؟.
2. اذاخالف شخص قانونا من قوانين البلد فالملك يعاقبه بالعقوبة المناسبة لمثل هذه المخالفة أما إذا رفع الصوت ضد الملك وأعلن براء ته من حكمه وملكه فيعتبر باغيا عليه وطاغيا له لأنه أنكر ملكه فكذلك الله له محارم وحدود لو وقع الناس فيها فالأمر يرجع إليه إما أن يغفرله وإما أن يعذبه، أما إذا أنكروجوده أو جعله شريكا له فهذا بالطبع يعتبر من اكبر الكبائر
3. لوكان عندك خادم تدفع له راتبا شهريا فما الذي يجب علي الخادم ؟ ألا يجب عليه أن يطيع أوامرك ؟ ولا يتجاوز حدوده الذي رسمت له؟ فهل ترضي منه إذا استلم الراتب منك وعمل لدي غيرك، أو عمل عندك وعند غيرك؟ فيكون جوابك طبعا لا! فكيف يرضي الله إذا عبدت غيره أو أشركته معه وهو المنعم ولا منعم سواه البته؟
شبهات وردود حول الإله
من خلال الدعوة الميدانية وقفت علي بعض الشبهات حول الإله طالما يناقش بها الهندوسي مع الدعاة
الشبهة الأولي : نحن علي يقين بأن الله هو المقدس ذاتا وصفاتا ولكنه يتشكل في صورة البشر حتي يعرف بشكل عملي مدي الفقر والمشاكل التي يعاني بها عباده ، فنحن إذ نعبد "راما" أو "كرشنا" مثلا فنقصد بذلك عبادة الله لأن الله نزل في صورة "راما" أو "كرشنا" فعبادة "راما" مثلا هي عبادة الله لأنه في صورته وهذه العقيدة تسمي ب"الأفتار"– والرد علي هذه الشبهة كالتالي
1. بين عظمة ذات الله تعالي الذي خلق الإنسان من مني يمني وخلق السماوات السبع ومابينهماوالأرضين السبع ومابينهما، وهو رقيب علي الإنسان في كل حين من فوق سبع سماوات، واسأله "أليست تأبي فطرتك أن تعمل الفاحشة مثلا حتي في غرفة مظلمة " ؟ وليس هذا إلا لرقابة الله تعالي عليك ، فهل تظن بمن هذا شأنه إذا أراد هداية إنسان يصبح نطفة رجل من خلقه ويدخل في رحم إمرأة من خلقه ويمكث فيها لمدة تسعة أشهر بين لحم ودم يتحول من مرحلة إلي مرحلة نطفة وعلقة ومضغة ، ثم يولد طفلا ، ومن الطبيعي يتعامل الناس معه كإنسان آخر أليس هذا كله عيب في ذات الله تعالي؟
2. ثم لنفترض مثلا لو صنعتُ مسجلا فهل أنا بحاجة أن أتشكل في صورة مسجل لمعرفة الآلات الصحيحة والآلات غير الصحيحة ؟ كلا ، إلا أنني أضع بعض الإرشادات لتشغيلها حتي يسهل لكل شخص استخدام هذا الجهاز ، فكذلك الله سبحانه وتعالي يرسل رسالة بإسم عباده تحتوي علي (1) الهدف من الحياة (2) ومن الخالق ؟ (3) وماذا يجب علي الإنسان للحصول علي الحياة السرمدية ؟ وآخر هذه الرسالة التي أنزلها الله لهداية البشرية القرآن الكريم ، والله سبحانه وتعالي لا يحتاج أن ينزل إلي الأرض لتسليمها لعباده ولكنه أرسلها عن طريق الأنبياء والمرسلين بواسطة ملك من ملائكته يسمي ب "جبريل"
3. لوتساءل إذا كان الله قادرا علي كل شيء فما المانع من نزوله في صورة البشر؟ والجواب لو نزل الله في صورة البشر فإنه يتخلي من صفة الألوهية لأننا عرفنا الفرق بين صفات الخالق وصفات المخلوق، فلوقيل لك بأن الهواء أصبحت طائرة في لندن فهل تصدق ؟ لا ، لماذا ؟ لأنه لا علاقة بين الهواء والطائرة فصفة الهواء تختلف تماما عن صفة الطائرة فلا يمكن أن يختار هذا صورة ذاك . فكذلك فرق كبير بين صفات الخالق وصفات المخلوقين ولاعلاقة بينهمابتاتا، فالإنسان فان، وهو بحاجة إلي الأكل والشرب، وأخذ الراحة من النوم أما الله سبحانه وتعالي فغير فان لا بداية له ولا نهاية، ولا يحتاج إلي الأكل والشرب (الأنعام 14) ولا تأخذه سنة ولا نوم (البقرة 255)
4. فلورجعت إلي الكتب الهندوسية تري بأنها ترد علي هذه العقيدة فانظرمثلا بهكوت كيتا باب (أدهياي) 7 آيت (أشلوك) 24 ” أنا الواحد الأحد ، القادر المطلق، أحكم علي الدنيا بقدرتي ، فالذي يظن أنني آخذ صورة الإنسان فهو أحمق“
5. المعني الصحيح للأفتار يوافق الرسالة تماما في الإسلام يقول العالم الهندوسي الدكتور M.A. Shri Wastao في كتابه " محمد صلي الله عليه وسلم والكتب الدينية الهندوسية ص 4 "ليس معني الأفتار أن الله بنفسه يهبط إلي الأرض جسما بل يرسل الرسل والأنبياء " والعالم الهندوسي بندت رام شرما يعرف كلمة ”الأفتار“ ( أوتار) بقوله ”الرجل العظيم الذي يذهب بالمجتمع من الحالة السيئة إلي النهوض“ " كلكي أفتار " ص 228 فدل علي أن الأفتار يكون رجلا عظيما يقوم بإخراج الناس من الظلمات الي النور وهذه هي مهمة الرسالة في الإسلام بل إننا إذا تأملنا في الكتب الهندوسية فإننا نجد التنبؤات والبشارات عن الرسالة في الفيدا أنظر ريج فيدا 1-12-1 ” أكني دوتم ورني ماهي" يعني نحن ننتخب أكني (إسم الرسول ) رسولا " فقد فسرها بعض علماء الهندوس هذا الأشلوك بأن كلمة ”دوتن“ معناها الإله و ” أكني“ هو إله النار ولكن هناك نص آخرفي نفس الفيدا يدل علي بشرية أكني وهو ” منوشياسواكنمن“ يعني إنما أكني بشر (أنظر للتفصيل مقالات عالم هندوسي ”ستيا بركاش“ في جريدة " كاتني " الإسلامية )
الشبهة الثانية : كثيرا ما يقول لك الهندوس نحن نعبدهم لأنهم أرشدونا إلي الخالق ؟ فأجب بإحدي هذه الأجوبة التالية حسبما يوافق الزمان والمكان .
1. لو جاءتك رسالة من بيتك وجاء إليك حامل الرسالة حتي يسلمك رسالتك فماذا يكون تصرفك حينئذ ؟ أ ليس يكون همك الأكبر قراءة الرسالة وفهم محتواها؟ إلا أنك تشكر حامل الرسالة وتضيفه عندك لأنه بذل وقته وجهده لأجل إيصال الرسالة ولكننك لو لم تفتح الرسالة وتصبح تعبده لأجل أنه جاء برسالة فهل يكون تصرفك معقولا؟ كلا ، فكذلك الله إذا أرسل الرسالة عن طريقهم فتشكرهم وتعبد الله فقط.
2. لوجاء ك شخص وبحث لك بنتا جميلة وتزوجت بها و بدأت تعيش معهاحياة سعيدة فإذا عرضت عليك يوما ما أن تذهب إلي هذا الشخص الذي كان سببا للجمع بينكما فهل تسمح لها الذهاب إليه ؟ وهل ترضي بمقالة زوجتك ؟ كلا ، فكذلك الرسل قاموا بتبليغ الرسالة وانتهت مهمتهم بذلك ولكن حبهم وإحترامهم وإطاعتهم بإذن الله تعالي باق إلي قيام الساعة أما العبادة فلله الواحد فقط. ( سمعت هذه النقطة من الأخ الداعية الشيخ عبد القادر شاندا العمري)
3. إذا سألت الحمال عن القطاروأخبرك عنه فلك أن تشكر الحمال وتركب القطار لا أن تحاول أن تركب علي الحمال لأنه دلك علي القطار (والباقي في الحلقات القادمة إن شاء الله )

2/27/2009

كيف تدعو علماء الهندوسية إلى الإسلام ؟

إن العلماء والأحبار في سائرالديانات يلعبون دوراً بارزاً في توجيه الناس إلى ما يصبون إليه من الصلاح والفساد لما يتبأؤون من مكانة مرموقة ومنزلة عالية لدى أتباعهم ، فالوظائف الدينية التي يزاولها الناس تكون أغلبها حسب إيحاءات العلماء وتوصياتهم الدينية، ومن هنا نفهم أهمية التركيز تجاه علماء المذاهب في الدعوة إلى الله تعالى.
ولما أنهم سدنة المذاهب ويكون لديهم خلفية عالية عن المذهب مالهم وما عليهم فدعوة هذا الصنف من الناس تتطلب من الداعية أن يكون ملما بالكتب المذهبية لدى الهندوس والعقائد التي يتدينون بها- وكما عرفنا سابقا بأن الهندوسية ليس لها عقائد أساسية فكل فرقة من فرق الهندوس تتدين حسب أهوائها و رغباتها الدينية فلابد للداعية أن يميز عالم المذهب من حيث العقيدة والفرقة والعادات الدينية قبل دعوته إلى الإسلام، فجماعة آريا سماج مثلا تمنع أتباعها من عبادة التماثيل والأوثان وتدعو إلى عبادة الإله غير المجسم وهي الجماعة المتعصبة المنتشرة في أرجاء الهند، كما نري فرقة برانناتها (pran nath) المنتسبة إلى مؤسسها برانناتها جي تدعو إلي توحيد العبادة للإ له الواحد غير المجسم وتقر برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بل بختم نبوته– بزعمها- حتي إشتهرت هذه المقولة عن مؤسسها: كَيْ بـڑے كہے پيغمبر، پر ايك محمد پر ختم "كم سُمُّوا نبياً ورسولاً ولكن الرسالة انتهت على محمد صلى الله عليه وسلم" (معرفت ساغرص 39 شري پران ناتها مشن ، دلهي الهند ) إذن لابد للداعية أن يتحلى بالبصيرة التامة حول عقائد المدعو قبل القيام بالدعوة .
وأماالسوال الذي نحن بصدد الكلام عنه ماالطرق التي يمكن إختيارها عند دعوة علماء الهندوسية إلى الإسلام؟ فهناك طرق كثيرة يمكن إختيارها لدعوة هذا الصنف من الناس
إظهار الرغبة للتعرف على عقائد الهندوسية:
أظهررغبتك الشديدة للتعرف على عقائد الهندوسية وعاداتها وابْحث عن نقاط الضعف من خلال الإستماع إليه واجْعله مدخلا للحوار. وهذا من أسهل الطرق لدعوة هذا الصنف من الناس حتي ولوكان متعصبا في ديانته ، وينبغي في هذه الحالة المداراة معه وإبداء الإعجاب به والإنصات له مع البقاء على الوقار والسمت الحسن.
أذكر حوارا من هذا الصنف كان له الآثر الطيب على المخاطب حيث التقيت يوما عالما هندوسيا معروفا بالتعصب في مذهبه فجلست عنده، وأظهرت الرغبة للتعرف على عادات الديانة الهندوسية وعقائدها بعدما مهدت له قائلا "نحن المسلمون والهندوس نسكن معا في قري الهند ومدنها منذ قرون ولكن الأسف نجهل كثيراً من العادات والتقاليد الدينية التي يزاولها الفريقان والمعلومات الموجودة لدينا معظمها مبنية على الظنون والأوهام والأفكارالمنحرفة، حتى يسب البعض منا رجال الدين ويطعن في الدين بأنه يسبب المشاكل... كنت أتكلم بحماس وهو يهز رأسه كأنه يوافقنا في هذه الفكرة . ثم قلـت : ولا حل لهذه المشاكل إلا أن يتعرف بعضنا البعض بقرب ، وهذه الفكرة هي التي جاءت بي إليكم اليوم حتى أتعرف على بعض العادات والتقاليد الهندوسية مما لها علاقة بالدين....." ففرح بي ورحبني وبدأ يشرح العادات والعقائد وكنت أصغي إليه وأكتب بعض المعلومات مع أنني كنت على علم بها فوقفت على كثير من النقاط الضعيفة خلال هذه المدة كـ (جميع الديانات سواء)، (نحن وأنتم كلنا نعبد الله ولكن الأصنام للتركيزعندنا فقط كما أنكم تعبدون الأضرحة على القبور....)، (الله واحد ولكن "راما وكرشنا..." مثلا أفتار «الله») ( أمرنا بالرحم حتى مع الحيوان ولأجله لا نذبحها ...) وبعدما أنهى كلامه شكرته وأثنيت عليه ثم علقت على كلامه قائلا " كما قلت في البداية بأن المعلومات عندنا أكثرها مبنية على الظنون والقصص الخيالية . فما قتلتم ... فهو في الحقيقة كذا و كذا وفنَّدت جميع الشبهات نقطة نقطة وبالتالي بينت له أساسيات الإسلام من التوحيد والرسالة واليوم الآخروكان مصغيا إلىَّ خلال هذه الفترة وعلى هذا أمكن لى التعريف بالإسلام أمامه فالدعوة مطلوبة أما الهداية فهي بيد الله سبحانه وتعالى .
إشعاره "بأنني جئت لزيارتكم ...."
من الطرق التي يمكن اختيارها عند زيارة العالم الهندوسي والمتدينين منهم إشعارك إياه بأنك تقصد بزيارته التذكر بعظمة الخالق، فقل له مثلاً جئت إليكم حتي أتشرف برؤية وجهكم الكريم، لأن النظر الي المخلوق يذكرنا عظمة الخالق، الذي خلقنا ولم نكن شيئا وصورنا فأحسن صورنا
ويحضرني بهذه المناسبة حواراً لأحد الدعاة المعروفين الشيخ شمس نويد العثماني مع أحد علماء الهندوس فيقول الشيخ " ذهبت إلي عالم هندوسي....فقلت: الناس يقصدونكم ويأتون إليكم من أقصي المناطق لمشاهدة الأصنام والأوثان، وماذا تعتقدون عني ؟ لماذا جئت إليكم ؟ .... جئت إليكم لأجل صنم. قال: "أنتم لا تسلمون الأصنام !" قلت : أنت بنفسك خلقت من التراب، والله سبحانه وتعالي هو الذي خلق تمثالك (صورتك).وجئت الآن حتي أشاهد إلي هذا الخلق العجيب. ومن الأوامر في ديانتكم ركِّزْ نظرك على أعلى الأنف ، ولا تنظرإلى إيّ جهة. والآن أصبح الأمر على العكس يسعون النظر إلى ما مُنعوا النظر إليه ولا يعترفون النظرإلى ما اُمروا النظرإليه . ثم قلت : نحن نركز النظرإلى هذا الأنف في السجود، ونذكر بالنظر إلي الهيكل الجسمي خالقه العظيم الذي أتقن كل شيء خلقه . الكون كله خلق الله ومافيه من الخلق فهو دال على بديع صنعه الذي يذكرنا عظمة الخالق فكل مصنوع يذكِّرُ صانعه، فننظر إلى موضع الأنف ونقول "أيها الخالق! الذي خلق هذا هذا الوجه المنير وهذا الجسم البديع أنت المعبود وحدك، والمربي لهذا الجسم بأنواع من النعم نواصينا بيدك، ماض فيَّ حكمك، أنت الخالق(برهما) أنت الرب (وشنو) وأنت تحكم بين العباد (شيو) ،بيدك الموت والحياة " لما قلت له أخذته الحيرة والإعجاب.....
المعاملة الطيبة:
مصاحبتهم وتوطيد العلاقة معهم وتبادل الهدايا ودعوتهم على الطعام وعيادة مرضاهم ومشاركتهم في الفرح والترح لمصلحة الدعوة فقط. صحيح أن هذه الطريقة تأخذ وقتاً أكثر وجهداً أكبر ولكنها من الأهمية بمكان. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد زار الغلام اليهودي في مرض موته فأسلم بحمد الله وتوفيقه، وكم نسمع من قصص المهتدين بلجنة التعريف بالإسلام بأن المعاملة الطيبة هي التي أثرت فيه لإعتناقه الإسلام، وعندنا أمثلة كثيرة في هذا الصدد فقد أسلم بفرع الجهراء عالم هندوسي وسمي نفسه بـ عبدالله بسبب المعاملة الطيبة من الكفيل جزاه الله خيراً وهو الآن من المهتدين المتميزين عندنا فالحمدلله علي ذلك .
الدعوة من خلال كتبهم المذهبية
فقد لاحظنا أن الهندوس يتأثرون جداً إذا تمت دعوتهم عن طريق كتبهم المذهبية وذلك فإن الكتب الهندوسية فيها من الحقائق ما تفتح الأعين مع إعتقادنا بأن الهندوسية ديانة وثنية مشركة تتأله كل القوى المادية والمعنوية ولا نجاة للبشرية إلا في الإسلام إلا أن الكتب التي يؤمنون عليها هي خير شاهد إلي ما ندعوهم إليه فتوجد فيها عقائد الإسلام الأساسية من توحيد العبادة لله الواحد وفيها بيان الرسالة والتفصيل عن اليوم الآخر وكذلك البشارات عن بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم. ولكن شاع في المجتمع الهندوسي الشرك وعبادة الأوثان والإعتقاد بالأفتاروالتناسخ بسبب بعدهم عن الكتب المذهبية الأساسية حتي قاموا مؤخراً بتأليف الكتب المذهبية وملؤوها بالشركيات وعبادة التماثيل تماشيا مع العادات والتقاليد المنتشرة في المجتمع الهندوسي، فاجتمع التوحيد والشرك معاً في كتبهم وأصبحت المصادر الهندوسية متناقضة بعضها بالبعض.
فإن تساءل أحد ويقول " ألا يكفينا أن ندعوهم من نصوص الكتاب والسنة بدل أن نخوض في غمار الكتب المذهبية للهندوسة التي لا أساس لها للصحة ؟ " فبالإجابة على هذا الإشكال أقول : إن هذه الطريقة لا ينبغي الإعتماد عليها كليا فهي كـ مدخل للتعريف بالإسلام لا الأساس. التي تساعد لكسب قلوب غيرالمسلمين وجذبهم إلى الإسلام عن طريق عرض الحقائق من كتبهم المذهبية التي يتدينون بها. ومن ثم يقدم لديه رسالة عالمية من خصائص الإسلام وشموليته للحياة الإنسانية والتعريف العام بالإسلام فكأن الداعية يستخدم الآيات الموجودة في كتبهم لإقناعهم بأن الرسالة التي أقدمها إليكم ليست نادرة وعجيبة بل هي موجودة عندكم سابقا. وهل لهذه الآيات لها أثر على علماء الهندوس والمتدينين من الهندوسية ؟
أترككم مع الداعية العالمى المعروف الدكتور ذاكر نايك كي يبين لنا أثرهذه الآيات علي غيرالمسلمين، فقد ذكر في أحد الحوارات " لما كنا في مؤتمر بومبائي وتكلمنا مع شخص هندوسي وقلنا له لا تتبعنا نحن بل اتبع كتابك واسْمع مايقوله عن الله تعالي وما يقوله عن محمد صلي الله عليه وسلم واتبعه وكانت المفاجأة لنا أنه في آخر الحديث أسلم ثلاثة بفضل الله تعالي" –
فعلي الدعاة العناية بهذه الطريقة إذا أمكن وإليكم هذه النصوص التي تم اقتباسها من الكتب الهندوسية كالتالى
أولا: آيات عن توحيد الربوبية والأسماء والصفات:
ثانيا: آيات عن توحيد العبادة لله الواحد
ثالثا: البشارات عن خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم
آيات عن توحيد الربوبية والأسماء والصفات:
(1) إِيْـكَمْ اِيْـوَمْ دُوِيْتِيَـمْ (شاندوگيا اُپنيشد باب6، فصل2، شق1) "هوالواحد لا إثنين "
(2) إيْكَـمْ بَرْهَمْ دُوْئتِيَهْ ناسْتِ نِيْـهَ نَا نَاسْتِ كِيْنـچنْ . (الله هو الواحد، لا اثنين، لا، لا، لا البته) هذه الكلمة من فيدا تسمي بـ "برهمْ ستْرا" لدي الهندوسية وهي بمثابة لا إله إلا الله ويمكن أن نترجمها بالإنجليزية فنقول: There is not God but Allah, One Without Second
(3) الإله هو الواحد لا إثنين و لا ثلاثة ولا أربعة ولا خمسة ولا ستة ولا سبعة ولا ثمانية ولا تسعة ولاعشرة هو (الله) وحده ) أثارو فيدا(13/4/16)
(4) ناكاسيا كاسيج جانِتا نا كادي پہ (لم يولد ولا مالك له ) (شويتاشواترا اُپنيشد باب6، شق9)
(5) ناسمدرے تسـتهاتي روپـم آسيا نا چكـسو ساپـياتي كاس كنائى نم (لايمكن رؤية شكله ولاتدركه الأبصار) (شويتاشواترا اُپنيشد باب4، شق20)
(6) يا رب! ذوالعظمة والقدرة المطلقة نضل بجهلنا فارحم علينا (ريج فيدا 7/89/3)
(7) لم يحط أحد علمه لا علواً ولا طرفاً ولا وسطاً ، ليس كمثله شيء وله شأن عظيم (يجرفيدا 32/2/3)
(8) ديومها أوسي (الله أكبر) (اتهار فيدا20/58/3)
(9) هوالله الواحد الذي خلق الدنيا والكون وهو الذي يقيم الساعة (ويدانْت 2/1/1)
(10) يُومامهْ جمْنَادِمْ،چَهْ وِيـْتِّي لُوكا مَهيشورَمْ ، أسَمُّو ديَهْْ مَـرْ تَيِشُو سَرْواپَاپَيْهِ پَرَمُچْيـَاتے (الذي يعرفني بأن لا فناء ولا نهاية لي وأنني رب عظيم للدنيا كلها هو العالم في الناس وهو ينقذ من جميع الذنوب والخطايا [كيتا 10/3]
آيات عن توحيد العبادة لله وحده :
(1) هو الواحد فاعْبده إياه (ريج فيدا 16/ 45/ 16)
(2) فلاتعبد غيره (ريج فيدا 8/ 1/ 1)
(3) الله (برميشور)هو الأول وهو المالك للخلق وحده، ومالك الأرض والسماوات، فأىُّ إله تعبد غيره؟ ) (ريج فيدا 10/ 121/ 1)
(4) الله (برميشور) هو الذي يمنح القوي الروحية والجسدية والذي يعبده الملائكة (ديوتا) أجمعون، فابْتغاء مرضاته تمنح السعادة الأبدية وتنهي الحياة الفانية.فمنْ تعبد غيره؟(ريج فيدا 10/121/ 2)
(5) فالذين يعبدون «سمبهوتي» (الأشياء الطبيعية) كالنار والشراب والماء يتخبطون في متاهات الظلام الحالك ، والذين يعبدون «أسمبهوتي» (الأشياء المصنوعة) كالأصنام والأوثان فهم أشد تخبطا في متاهات الظلام الحالك (يجرفيدا 32/ 3)
(6) هو الله وحده يستحق العبادة والإكرام ( آثارفيدا 2/ 2 /1)
(7) تَمِوَا شَرْنَمْ گََچهَّاسَرْوَ بَهاْوَيْنَا بَهاْرَتَا تَتْ پَراسَادَاتْ پَرانَمْ شَانْتِمِ اسْتهاَ نَمْ پَراپْسِيَسِي شَاشْوَتَمْ ”إستغذ باالله وحده يابْن بهارتا دائما، تجد السعادة (الدنيوية) والسلام الأبدي (الجنة) بكرمه ورحمته “ (كيتا : 18:62 )
(8) ولكن نتيجة من يعبد من أصحاب العقول السخيفة غيرالله تعالي محدودة (في الأغراض الدنيوية ) فإن من يعبد غيرالله يصل إلى غيرالله ومن يعبدني يصل إليَّ (كيتا 7:23 )

فإن قال لك الهندوسي "نحن نعرف هذه الآيات ولكن نعبد كرشنا أو راما لأن لأنهم نرلوا في صورة راما فقل له : يقول ويد وياس في ريج فيدا 7/32/23 " (يامالك!) ليس كمثلك في الدنيا ولم يكن في الأرض ولايكون" وكذلك ورد في شويتاشواترا اُپنيشد باب4، شق19 نا تاسـيا پرتـيـما آسـتي "ليس كمثله شيء " وكذلك ورد التصريح في كيتا7 /24 "أوَيَـكْـتََمْ وِيْكْـتِيْ مَاپَنَّـمْ مَّـنْ يَنْـتِ مَا مَهَ بُدَّهـاَيَهاَ پَرَمْ بـهاَ وَا مَـجاَ نَنْتُ مَـمَا وَّيِياَ مَـنُوتَّـمَمْ " أنا القادر المطلق الحي أدبر الكون بقدرتي فإن أصحاب العقول السخيفة يرونني بأنني أخذت شكل أنسان . ففي هذا النص رد على عقيدة الأفتار بأن «الله» نزل في صورة «راما» أو «كرشنا» مثلا.
فإن قال لك الهندوسي "هكذا وجدنا آباءنا وعلماءنا ونحن سلف لهم" فقل له يقول كيتا 16/24 تَـسْما چَّهاسْتَرَمْ پرامانَم تِے كارياكاريا وَيَاوَسْتِهي تَوگِياتْوَا شاسْتَرا وِدهانُوكْـتَمْ كرما كرْتُومِهاَرْهَسِي "الشريعة هي الميزان للفيصل بين الحلال والحرام، اعمل في الدنيا حسبما تم التوضيح في الفقه"
فإن قال لك الهندوسي " جميع الديانات سواء " فقل جاء في كيتا 18/ 66 سَرْوَ دهرْمَانْ پَرِيْـتْ يَجْياَ مَاميكنْ شرْنمْ ورجا أتركْ جميع المذاهب واستعذ بي، أنقذك من جميع الذنوب والخطايا، ولا تحزن.