2/28/2009

من شيهات عامة الهندوس حول الإله

الشبهة الثانية : كثيرا ما يقول لك الهندوس نحن نعبد «راما» أو «كرشنا» ومن شاكلهما من الآلهة لأجل أنهم أرشدونا إلي الخالق ؟
فأجب بإحدي هذه الأجوبة التالية.
(1) لو جاءتك رسالة من بيتك وجاء إليك حامل الرسالة حتي يسلمك رسالتك فماذا يكون تصرفك حينئذ ؟ أليس يكون همك الأكبر قراءة الرسالة وفهم محتواها؟ إلا أنك تشكر حامل الرسالة وتضيفه عندك لأنه بذل وقته وجهده لأجل إيصال الرسالة ولكنك بيد أن تفتح الرسالة تجعل حامل الرسالة معبودا لك وتصبح تعبده وتستغيث منه لأجل أنه جاء برسالتك، فهل يكون تصرفك معقولا؟ كلا ، فكذلك الله – ولله المثل الأعلي- إذا أرسل الرسالة عن طريقهم فاشكرهم واعبد الله وحده.
(2) لوجاءك شخص وبحث لك بنتا جميلة وتزوجت بها و بدأت تعيش معهاحياة سعيدة، فإذا عرضت عليك يوماما أن تذهب إلي هذا الشخص الذي كان سببا للجمع بينكما فهل تسمح لها الذهاب إليه ؟ وهل ترضي بمقالة زوجتك ؟ كلا، فكذلك الرسل قاموا بتبليغ الرسالة وانتهت مهمتهم بذلك ولكن حبهم وإحترامهم وإطاعتهم بإذن الله تعالي باق إلي قيام الساعة أما العبادة فلله الواحد فقط. ( سمعت هذه النقطة من الأخ الداعية الشيخ عبد القادر شاندا العمري)
(3) إذا سألت الحمّال عن القطار، وأخبرك عنه، فلك أن تشكر الحمّال وتركب القطار لا أن تحاول أن تركب علي الحمّال لأنه دلّك علي القطار. فقد لاحظت من خلال الدعوة الميدانية بأن الهندوسية تتطرأ في أذهانهم كثيراً من الشبهات المتعلقة بالألوهية لخفاء صفات الله سبحانه وتعالي من أذهانهم، وقد بينا في الحلقة السابقة بعض الشبهات ونستكمل في هذه الحلقة الشبهات الرئيسية الأخري ومن ثم نتطرق إلي النقاط الأخري لدعوة عامة الهندوس إلي الإسلام .
الشبهة الثالثة : نحن إذ نعبد التماثيل نهدف وراءه التركيز الذهني أثناء عبادة الله تعالي وعدم شرود الأذهان إلي الأشياء الدنيوية، وذلك فإن الله تعالي ليست له صورة فلا يحصل التركيز إليه كاملا إلا عن طريق مداومة النظر علي الصورالخيالية.
الجواب: هذا أمرعجيب ! فهل يتصور أن تنظر إلي الشجرة وتقول أنظر إليها للحصول علي التركيز إلي والدي، فلاعلاقة بين الشجرة والوالد؟ فمابألك بالله تعالي فأين هذه التماثيل الضعيفة وأين الله القوي العزيز المالك الملك ذوالجبروت والإكرام ؟ فهذا يركّز الأذهان أم يشرِّدها؟ ولوكانت عبادة الأصنام لأجل التركيز فقط لم يكن في نفوسنا الإكرام الشديد لهذه التماثيل من تغسيلهاوتزيينها بالصندل،وإلباسها من الألبسبة الغالية وصرف آلاف النقود عليها والتوجه لعبادتهامن الأماكن البعيدة، فهذه الأمور تدل علي أننا نري في التماثيل المنحوتة قوة الله تعالي.
ولنفترض مثلا لو أن إمرأة أخذت في بيتها صورة رجل وأصبحت تقبلها ظنا منها أنها صورة زوجها وفي الوقت نفسه دخل عليها زوجها ورأها تقبل هذه الصورة فهل هذه الفلسفة بأنها تعني زوجها تقنع الزوج من تقبيل صورة رجل آخر وتهدأ من غضبه ؟ كلا، فمابالك عن الله سبحانه وتعالي. أما قضية التركيز فهذا يتعلق بطبيعة الإنسان فربما يفكر الشخص عن قضية من القضايا حتي ينسي مايحدث حوله وعيناه مفتوحتان مع أنه ليس لديه صورة معنوية. هذا، والله سبحانه وتعالي لما أودع في الفطرة الإنسانية العبادة والإفتقار إليه فإنه أرشدهم عن كيفية العبادة عن طريق إرسال الأنبياء والرسل ولم يتركهم علي عقولهم وأهوائهم يتصرفون بها كيفما يشاؤون . وما حقيقة الإنسان إلا أنه ولد من قطرة ماء مهين، فما الهدف من خلقه، وما علاقته مع الخالق ؟ ومامصيره بعد موته ؟ فهذه الأسئلة لايستطيع الإجابة عليها من عقله وفهمه من غير هداية الله تعالي.والإسلام عالج هذه المشكلة بقوله صلي الله عليه وسلم " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وهذا ما يسمي الإحسان في العبادة في مصطلح المسملمين.
الشبهة الرابعة : التماثيل المنحوته تعود إليها الروح بعد قراءة التراتيل والأوراد عليها الجواب : هذا ليس إلا نتيجة للوهم لا علاقة له بالحقيقة، ولوسلمناجدلا بأن الحياة تعود إليها بعد قراءة التراتيل عليها فأصبحت تمشي وتتكلم وتتصرف كيفما شاءت ، وهل يقدر الإنسان إيجاد حياة ؟ فلم يدعي عالم من العلماء حتي الآن إعادة الحياة فيما لا حياة فيه، والحقيقة أن النفع والضر بمشيئة الله تعالي والإنسان يتوهم بأن ماحدث له من النفع سببه التعلق بتمثال من التماثيل . ولا تنخدع ما تشاهد وتراه علي شاشة التلفزيون من جريان الدموع علي خد التماثيل وتناثرالأزهار من أياديها فليس هذا إلا طريق للخداع وكسب النقود . وتأمل في هذه الآية الكريمة كيف أن الله يرد علي هؤلاء الأصناف من الناس: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ » [الحج: 73 ]

ليست هناك تعليقات: