5/14/2025

المهتدي عبد العزيز منشي رحمه الله تعالى

 

المهتدي عبد العزيز منشي رحمه الله تعالى توفي في 30 نوفمبر 2019 في مستشفى مبارك الكبير إثر النوبة القلبية عن عمر يناهز 64 عامًا، ودفنه عدد كبير من المواطنيين و الوافدين  في مقبرة الصليبخات بقلوب حزينة و عيون باكية، كان مساعد الداعية بلجنة التعريف بالإسلام باللغة البنجابية، ترك خلفه زوجتين، و ولدان (عمر وعثمان) وابنة. غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و إليكم نبذة عن قصة إسلامه:

عبد العزيز المنشي ولد في عائلة هندوسية في ولاية البنجاب الهندية، جاء إلى الكويت بحثًا عن العمل في بداية 2000 تقريبا، وهنا اكتسب وعيًا بالهدف من الحياة الذي هو رأس مال الحياة البشرية، تأثر بالإسلام بسبب قصة حدثت معه عن طريق جده، كان جده رجلا متدينا من الديانة الهندوسية وكانت لديه قلادة على شكل عُملة، والتي كان يحملها معه دائما، و في آخر لحظات من حياته سلمها إلى حفيده المنشي قائلا أن احترامها الدائم سيقضي جميع مشاكله و يصب عليه الخير الكثير، فحافظ المنشي على هذه القلادة، و كانت القلادة حفر عليها كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، و جده لم يكن على علم به فمات على الكفر و لم يتعرف على محتوى القلادة، و لما إستلم المنشي هذه القلادة من جده زادت رغبته إليها و بدأ يحافظ عليها.

في يوم من الأيام حمل المنشي هذه القلادة و ذهب بها إلى صديقه المسلم و أخبره عن قصة القلادة، فلما قرأها صديقه المسلم أخبره بأن هذه الكلمة هي كلمة الشهادتين لدى المسلمين، والذي تسمعه يوميا في الأذان خمس مرات، فحفظ هذه الكلمة و بالفعل بعد مجيئه إلى الكويت أستمع إلى كلمات الأذان وعندما سمع هذه الكلمة في الأذان يقول "أصبت بالصدمة" حيث أسمع في الأذان نفس الكلمة التي كنت أحفظها منذ زمان.

و القصة الثانية التي جعلته يحب الإسلام أن غالب السيخ من بنجاب متعودون شرب الخمرفقد اعتاد أن يشرب الخمر بصحبة أصدقائه السيئين حتى بعد مجيئه إلى الكويت، لكن صديقه الباكستاني أوصاه بلطف أن يترك شرب الخمر لأنه عادة سيئة، فتوقف عن شرب الخمر، و قد حاول أصدقاءه مرات استدراجه في الخمر مرة ثانية لكنه لم يلتفت إليهم، و هنا أصبح يتأثر بالمسلمين و كان يجلس مع أصدقائه المسلمين ويذهب إلى المسجد و كان يجد في نفسه سكينة وهدوءًا بعد دخوله في المسجد بيد أنه لم يكن أسلم آنذاك.

شاهده أحد أقربائه إرتياده إلى المساجد فنقل الخبر إلى الآخرين من أصدقاءه، فبدأوا يكرهونه، وكانوا يسخرون منه و يطعنون بأنه ترك دين آبائه وتبع دين المسلمين، و بما أن مسئول العمال في الشركة التي كان يعمل فيها من أقرباءه لما عرف عن اهتمامه بالإسلام بدأ يكرهه وربما يشتكى إلى المدير أنه لا يعمل بشكل جيد، و كان الهدف من وراءه تقليل اهتمامه بالإسلام، لكنه لم يبال بهم واستمر في البحث عن الحقيقة، و في النهاية إضطر أن يترك هذه الشركة وبدأ العمل في شركة أخرى بارتياح.

وكان سعيد صاحبه من باكستان يعمل مهندسًا في الشركة بعدما عرف رغبته في الإسلام أحضر له بعض الكتب باللغة الهندية من مطبوعات لجنة التعريف بالإسلام وأعطاها له لقراءتها، يقول: عندما قرأت الكتب استقرت حقيقة الإسلام في قلبي و اقتنعت به، و في أحد الأيام أحضرني إلى لجنة التعريف بالإسلام واعتنقت الإسلام هناك، وبعد ذلك بدأت في تعلم الإسلام من خلال حضور الفصول الدراسية الخاصة للمسلمين الجدد، و بعد دراستي الإسلام في الكويت لمدة ثلاث سنوات عدت إلى الهند واتصلت بزوجتي وأبناي عمر وعثمان و دعوتهم في دلهي و لقنتهم الشهادة، ثم جددت نكاحي بزوجتي ثم ذهبت إلى مسقط رأسي بالبنجاب.

لقد كان الأخ المنشي غيورا على إسلامه منذ أول إسلامه و كان لا يخاف في الله لومة لائم، فلما أخبر أسرته عن إسلامه آذوه و عيروه حتى أدموا إبنه عثمان و كان في ريعان شبابه و لكنه صبر و احتسب و لم ينقطع عن أسرته إلى آخر حياته.

و قبل وفاته بعشر سنوات تقريبا تزوج بالأخت المهتدية سارة و كانت تسكن معه في الكويت و الآن بعد وفاته غادرت الكويت و تسكن في الهند بين أهلها في كيرلا.

و الأخ المنشي بعد ما أسلم بدأ يحضر بانتظام الفصول الدراسية للمهتدين الجدد، حتى في أوائل عام 2013 تم تعيينه في لجنة التعريف بالإسلام كمساعد داعية، منذ ذلك اليوم إلى أن توفاه الله كان يعمل في قسم الدعوة في فرع العاصمة، و كان حريصا جدا في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام و كان يوزع المواد الدعوية عليهم و يزور غير المسلمين في مساكنهم و يدعوهم إلى الإسلام و قد أسلم الكثير من غير المسلمين على يديه كما قام بترجمة بعض المواد الدعوية وهي موجودة على مدونتة الدعوية على الإنترنيت. و كان الرجل ذو أخلاق فاضلة، يظل يضحك ويبتسم. صدقني، لو رأيته أحببته. رحم الله الفقيد و أدخله فسيح جناته.

 

ليست هناك تعليقات: