9/13/2009

أتعرف هذا الكتاب ؟

هذا الشهر الذي نحن فيه شهر كريم وموسم عظيم ، شهر الصيام والقيام ،شهر البركات والخيرات ،شهر العتق والغفران ، شهرالصدقات والإحسان ، شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران،شهر نزل فيه كتاب الله الأخير المسمي بالقرآن الكريم الذي هو دستور الهي من السماء الي الإرض .
أتعرف هذا الكتاب ؟ 
هذاالكتاب هو كلام الله الخالق الباري نزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام علي قلب خاتم النبيين محمد بن عبدالله الأمي الذي لايقرأ ولايكتب لهداية البشرية جمعاء . وهو موجود بين أيدينا باللغة التي نزل فيها لم يحدث فيه تغييرحركة حرف منه ولانقطة وذلك أن الله لما أنزله تكفل بحفظه بنفسه فقال (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) الحجر9 ثم أنزله الله سبحانه وتعالي من اللوح المحفوظ الي السماء الدنيا دفعة واحدة ثم من السماء الدنيا علي قلب النبي صلي الله عليه وسلم مفرقا علي مدي ثلاث وعشرين سنة حتي يثبت فوأد نبيه ويسهل حفظ من أراد الحفظ ويكون أدعي الي فهم من يسمعه . 
ويشهد التاريخ أن القرآن حفظ أول بأول في الصدور من قبل المسلمين ووكل النبي صلي الله عليه وسلم جماعة من أصحابه الأمناء الفقهاء حتي يكتبوا ما يتلقاه من ربه عن طريق الوحي ولم يرحل الي ربه الا والقرآن محفوظ في الصدور وعلي الجلود وغيرها . وقام بجمعه كاملا في كتاب واحد الخليفة الأول أبوبكر الصديق رضي الله عنه - وهكذا بقي القرآن متواترا ومكتوبا ومحفوظا في الصدور الي يوم القيامة وتعاقبت الأجيال جيلا بعد جيل تتلو كتاب الله وتتدارسه بينهم .فلو جئت الي آية من كتاب الله فذهبت الي أمريكا أو آسيا أو أفريقيا أو جئت الي صحراء العرب أو الي مكان يوجد فيه مسلمون لوجدت هذه الآية نفسها في صدورهم جميعا أو في كتبهم لم يتغير منها حرف- 
والقرآن لايدانيه أي كتاب عرفه البشر وفيه شريعة الله الخالدة التي يحتاج اليها البشرفي شتي نواحي حياتهم الروحية والثقافية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية والحقوق والواجبات والعقوبات والقوانين الشخصية والعامة وفيه أخبار عن غيب الماضي والمستقبل وفيه الحكم البالغة . وقد رفع من شأن المسلمين والمؤمنين بالله الي الأوج وأقاموا علي قوانبنه وهديه حضارة لم يشهدها التاريخ مثيل . لم ينتشر على سطح الأرض دين بالسرعة التي انتشر فيها دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سواء كان دينا سماويا أو أرضيا ، ففي مدة لا تتجاوز الربع قرن من الزمن انتشر الإسلام في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية ثم تتابعت الفتوحات بعد ذلك إلى أن وصلت إلى حدود الصين شرقا وجبال البرنس في فرنسا غربا كل ذلك بسبب أناس انطلقوا بتأثير القرآن فيهم ففتحوا البلاد ودوخوا العباد حتى انتشر الصيت الإسلامي في كل أنحاء العالم . 
وهذا الكتاب من أكثر الكتب قراءة، ملايين المسلمين يقراؤونه خمس أوقات في صلواتهم منذ نزوله حتي يومنا هذا ،ويزداد اشتياق المسلمين الي تلاوته في شهر رمضان المبارك ويقوم المسلمون رجالا ونساء بتلاوته ليلا ونهارا،وآلاف المسلمين يحفظونه بظهر قلوبهم ، وكان جبريل عليه السلام يأتي الي النبي صلي الله عليه وسلم في كل رمضان ويتدارس معه القرآن وفي السنة التي مات فيها دارسه مرتين ، ومن حرص بعض السلف علي تلاوة القرآن الكريم في رمضان أنهم كانوا يختمون القرآن الكريم في كل ثلاث ليال وإن الإمام الزهري كان يترك قراءة الآحاديث النبوية ومجالسة أهل العلم ويتفرغ لتلاوة القرآن الكريم بعد قدوم هذا الشهر- 
هل هذا الكتاب من صنع البشر؟ :
ان هذا الكتاب لايمكن أن يكون من صنع البشرلأن أسلوبه يفوق أسلوب البشروالعرب الذي نزل فيهم القرآن كانوا أهل فصاحة وبلاغة وشعر ونثر فجاء القرآن وتحداهم أن يأتوابمثله أوعشر سور مثله أو حتي سورة واحدة فقال تعالي في سورة البقرة آية 23 ( وان كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوشهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين) ولكن يشهد التاريخ أن العرب لم يستطع أن يأتي بمثله ولوسورة واحدة مع أنه كلام عربي مكون من حروف الهجاء. واستمر هذا العجز الي يومنا هذا - 
والنبي الذي نزل عليه القرآن كان أميا لايقرا ولايكتب وكان معروفا في العرب بالنزاهة والطهارة والصدق الأمانة حتي كانوا ينادونه بالصادق والأمين فمن أين لهذا النبي أن ينسب كلامه الي الله وهومتصف بالصدق والأمانةعند الناس ؟ وكيف أمكن له أن يأتي بهذا الكلام المعجزوهو أمي لايقرأ ولايكتب ؟ 
هذا، وان كلام النبي صلي الله عليه وسلم الذي يطلق عليه اسم " الحديث "يختلف أسلوبه تماما بتمام بأسلوب القرآن الكريم وكل من يقرأ القرآن والحديث يعرف بالبداهة أنهما ليسا كلاما لشخص واحد. وذلك أن الله اختار لكتابه أسلوبا يفوق أسلوب البشر تماماوهو فريد في كل شيء في نظمه وجرسه وموسيقاه وأسلوبه وتعاليمه وقد احتار أهل مكة وذهلوا عندما سمعوا الرسول صلي الله عليه وسلم يرتله. ولما سمع وليد بن مغيرة –ألد أعداء الإسلام- النبي صلي الله عليه وسلم يتلو القرآن الكريم تأثربه تأثيرا عجيبا حتي قال :(والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمورق وإن أعلاه لمثمر وما يقول هذا بشر )
إخبارالقرآن عن الأمور الغيبية: وقد تحدث القرآن عن أمور مستقبلية غيبية فأخبر عن هزيمة الروم من قبل الفرس في مدة معينة وحدث كما أخبر(أنظرسورةالروم 2-4) وقال "لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين " (أنظر سورةالفتح 17) وحدث كما قال –
القرآن والعلوم
كما أن القرآن الكريم تكلم عن العلوم الحديثة التي لم يصل اليها البشر الا في القرن العشرين ككروية الأرض ودورانها حول نفسها وحول الأرض : قال تعالي " وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون " (سورة الأنبياء 33) وحكمة خلق الجبال : حيث جعلها وتدا لاتميد بها فقال تعالي "وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم" (سورة الأنبياء 31) وقال "والجبال أوتادا" (النباء ) ابتداء الحياة من الماء : فقال تعالي "وجعلنا من الماء كل شيء حي" (الأنبياء 30) خلق جميع الأشياء زوجين: فقال تعالي "ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون" ( الذاريات 49) وأقل مدة الحمل : حيث أثبت القرآن بإمكان ولادةالجنين في ستة أشهروأيده العلم الحديث في القرن العشرين وتطور خلق الإنسان في رحم أمه والإشارة الي البصمات في الأصابع وغير ذلك من العلوم الحديثة فالسوال الذي يطرح نفسه ان هذه الأسرار التي عثر عليها العلم ا لحديث في القرن العشرين من أين جاءت في القرآن الكريم ومن الذي قصها لمحمد الأمي قبل أربعة عشر قرنا. وهذا أكبر دليل علي أن القرآن من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض" (الفرقان 6)
بعض أقوال غير المسلمين حول القرآن الكريم: 
(1) يقول السيد وليم ميور " لايوجد علي الأرجح كتاب آخر في هذا العالم بقي نصه بهذا النقاء علي مدي أكثر من اثني عشر قرنا من الزمن " حياة محمد 
(2) يقول الدكتور G.W.LIDZ " كثيراما يقال أن القرآن الكريم كاتبه محمد صلي الله عليه وسلم وأن جميع ما فيه أخذ من التوراة والإنجيل هذا خطأ فاحش أنا أومن بأن القرآن الكريم كلام الله الأحد " المركزالديني العالمي 
(3) يقول البروفيسور هربرت وايل " القرآن الكريم نظام الحياة الكامل ، لوطبق الإنسان العاقل تعليماته علي نفسه لوصل الي قمة الحياة الدنيوية والأخروية معا " 
بعض نماذج من تعليمات القرآن الكريم : 
(1) تبارك الذي نزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيرا (الفرقان ) 
(2) يا أيهاالناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم (الحجرات 13)
(3) يا أهل الكتاب تعالوا الي كلمة سواء بيننا وبينكم أن لانعبد إلا الله ولانشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله

هذا مجمل ما أمكن لنا عرضه في هذه النشرة عن القرآن الكريم فالرجاء منكم وأنتم أولواالفضل والنهي قراءة هذا الكتاب ومن جرب يجد تصديق ما قد ذكرنا

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الحمدالله