7/02/2011

علمتني الدعوة

بسم الله الرحمن الرحيم

· الحكمة
تعريف الحكمة
تستعمل الحكمة بمعني – العدل والحلم,
العدل: يمنع صاحبه من الوقوع في الظلم
والحلم: يمنع صحبه من الوقوع في الغضب
ختلف العلماء في مفهوم الحكمة علي أقوال كثيرة منها –
$ النبوة, القرآن و فهمه: ناسخه و منسوخة, و محكمه و متشابهه, و مقدمه ومؤخره, و حلاله و حرامه, و أمثاله
$ معرفة الحق و العمل به, الإصابة في القول والفعل, العلم النافع والعمل الصالح, خشية الله
$ وضع الشيء في موضعه, سرعة الجواب مع الإصابة
$ كل كلمة وعظتك و زجرتك أو دعتك إلي مكرمة أو نهتك عن منكر فهي حكمة
وصف الحكمة بالشريعة:
الحكمة عبارة عن العلم المتصف بالأحكام المشتمل علي معرفة الله تبارك و تعالي المصحوب بنفاذ البصيرة, و تهذيب النفس, وتحقيق الحق والعمل به و الصد عن إتباع الهوى والباطل, و الحكيم من له ذالك. (إمام النووي رحمه الله)
عند التأمل والنظر نجد أن التعريف الشامل الذي يجمع و يضم جميع هذه الأقوال في تعريف الحكمة هو – الإصابة في الأقوال والأفعال, و وضع كل شيء في موضعه.
الحكمة في كتاب الله نوعان: 1) مفرد’ 2) مقرونة بالكتاب. (مدارج السالكين)
فالمفردة كقواه تعالي: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )(النحل: 125)
و قوله تعالي: و هذا لنوع كثير في كتاب الله تعالي
الحكمة المقرونة بالكتاب: فهي السنة من: أقوال النبي e و أفعاله, و تقريرياته, و سيرته, كقوله تعالي: رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (البقرة: 129)
و قوله تعالي: لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (آل عمران: 164)
إذا الحكمة وضع القةل الحكيم والتعليم والتربية في مواضعها, و وضع الموعظة في موضعها, و المجادلة بالتي هي أحسن في موضعها, و مجادلة الظالم المعاند في موضعها, كما قال الله عز وجل: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت: 64)
و يوضع الزجر, والقوة , والغلظة, والشدة, والسيف في مواضعها, وهذا هو عين الحكمة. و قد قال أحكم الحاكمين لسيد حكماء والناس أجمعين يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (التوبة 73)
و كل ذالك بإحكام و إتقان و مراعاة لأحوال المدعوين, والأزمان, والأماكن في مختلف العصور والبلدان, وبإحسان القصد والرغبة فيها عند الكريم المنان. (مفتاح دار السعادة لابن القيم رحمه الله)
و من أراد منا البرهان العملي علي ذالك فعليه أن ينظر إلي ما كان عليه رسول الله e, ومعاملته لأصناف الناس, وهو النبي أعطاه الله من الحكمة ما لم يعط أحدا من العالمين. (ابن القيم رحمه الله)
óóóóóóóóóóóóó
أنواع الحكمة
الحكمة نوعان: 1) حكمة علمية, نظرية 2) حكمة عملية.
1) حكمة علمية, نظرية: و هي الإطلاع علي بواطن الأشياء, و معرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها, خلقال و أمرا, قدرا و شرعا.
2) حكمة عملية: وهي وضع الشيء في موضعه
فالحكمة النظرية مرجعها إلي العلم والإدراك, والحكمة العملية مرجعها إلي فعل العدل والصواب. ولا يمكن خروج الحكمة عن هذين المعنيين, لأن كمال الإنسان في أمرين: أن يعرف الحق لذاته, وأن يعمل به, و هذا هو العلم النفع والعمل الصالح, والذي دعا رسول الله e: أللهم إني أسألك علما نافعا و رزقا طيبا و عملا متقبلا...
الأمثلة
الحكمة النظرية والعلمية: أللهم إني أسألك علما نافعا – رب هب لي حكما – إني عبد الله آتاني الكتاب و جعلني نبيا – إنني أنا الله لا إله إلا أنا – فاعلم أنه لا إله إلا الله
الحكمة العملية: و عملا متقبلا – و ألحقني بالصالحين – فاعبدني –و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حيا – و استغفر لذنبك – فاتقون.
الأمور المهمة للداعية قبل الدعوة
1) أن يدعو الداعية علي بصيرة فيما يدعو إليه بأن يكون عالما بالحكم الشرعي فيما يدعو إليه , لأنه قد يدعو إلي شيء يظنه واجبا و هم في الشرع غير واجب, فيلزم عبد الله بما لم يلزمهم الله به, و قد يدعو إلي ترك شيء يظنه محرما و هو في دين الله غير محرم, وقد يحرم علي عباد اله ما أحله الله لهم.
2) أن يكون علي بصيرة في حال المدعو, فلا بد من مغرفة حال المدعو: الدينية, والاجتماعية, والإعتقادية, والنفسية, والعلمية, والاقتصادية حتى يقدم له ما يناسبه.
3) أن يكون علي بصيرة في كيفية الدعوة مع إخلاص النية في القول والعمل لكي يشعر المدعو بالفرح والسعادة و هذا لا يمكن إلا في حالة لإخلاص ...
أن يكون الدعية مخلصا في دعوته...ولا يحسبه وظيفة فقط, فعليه أن يدعو للمدعو بظهر الغيب في ظلام الليل و في الصلاة أن يهديه الله إلي الإسلام, وأن يشرح صدره للإسلام, كما ذكر في سورة المزمل: قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا
(نوح5-9)
أمثلة
1) أحد من الأخوة الباكستانية دعا زميله في العمل غير مسلم إلي الإسلام... و كان معاملة الأخ الباكستاني مع زميله حسنة... حثي أسلم الأخ .....بعد إسلامه أخذه الأخ الباكستاني إلي اجتماع الصوفيين في غرفة الظلام يصرخون فيه بأصوات غريبة لمدة ساعتين.. و كذالك سبب انتشار الإسلام في بعض البلاد هم الصوفيين لذالك نجد في تلك البلاد البدع والخرافات ما لم يعرفها الإسلام سابقا...
2) أحيانا يأتي إلينا غير مسلم يعرف نفسه بأنه مسيحي و ليس هو مسيحي... و نتكلم معه ساعات و هو يسمع و لكن ما يفهم شيئا... لذا يجب علي الداعية أن يعرف خلفية غير مسلم من خلال المكالمة مع طرح بعض الأسئلة...
3) إذا جاء إلينا غير مسلم نتكلم معه و لا نعطيه الفرصة ليتكلم و نكتفي علي طرح الأدلة فقط و هذا غير صحيح, نخاطب مع عقله و ننسي قلبه و هو المرجع لقبول الحق وإنكاره
· استغلال الفرص
القرآن: يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (يسف: 39)
سيرة الرسول e:
أرسلوا قريش عتبة إلي رسول الله, فجاء عتبة حتى جلس إلي رسول الله e فقال: يابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السلطة (المنزلة الرفيعة) في العشيرة, والمكان في النسب, و إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم, و سفهت به أحلامهم, و عبت به آلهتهم و دينهم, و كفرت به من مضى من آبائهم, فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها. قال رسول الله: قل يا أب الوليد أسمع. فلما انتهي عتبة من كلامه قال e: أقد فرغت يا أبالوليد؟ قال: نعم, قال e: فاستمع مني, قال أفعل, فقالe:
حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ
وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ (فصلت: 1-6).......
ثم مضي رسول الله فيها يقرئها عليه, فلما سمعها منه عتبة أنصت لها......وفي رواية أخري أن عتبة أستمع حتى وصل الرسول إلي قوله : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ
فقام مذعورا, فوضع يده علي فم رسول الله يقول: أنشدك الله والرحم, وطلب منه أن يكف عنه, فرجع إلي قومه مسرعا كأن الصواعق ستلاحقه, واقترح علي قريش أن تترك محمدا و شأنه, و أخذ يرغبهم في ذالك...
هذا الموقف من أعظم مواقف الحكمة التي أوتيها النبي e. فهو قد ثبت و صدق في دعوته و لم يرد مالا ولا جاها ولا ملكا, ولا نكاحا من أجل أن يتخلى عن دعوته, و قد اختار الكلام المناسب في الموضع المناسب و هذا هو عين الحكمة...
مرة جاء مهتدي مع صديقه غير مسلم وأجلسه عندي قائلا إنشاء الله سأرجع في نصف ساعة و ذهب, بدأت الكلام مع اغ غير مسلم عن أحواله في الكويت و أحوال الأسر’ في الهند ثم بعد ذالك دخلت في موضوع التوحيد بأسلوب غير مباشر فقلت له: هل تعرف ثلاثة أسئلة التي شغلت عقول البشر في القديم والحديث, قال: ما هي أريد أن أعرف فأجبت قائلا:
1) من أين جئنا؟
2) و لماذا جئنا؟
3) و إلي أين مصيرنا؟
بعد قليلا قلت له الإسلام هو الأجوبة الصحيحة لهذه الأسئلة الثلاثة, و قرأت الآية كجواب لأول سؤال:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ
كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (الحج: 1-5)
و ترجمت له الآية في اللغة التلغوية ثم قرأت الآية جوابا لسؤال الثاني:وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (الذاريات: 56-58)
و ترجمت له هذه الآيات , ثم قرأت الآية جوابا لسؤال الثالث: يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا (إنشقاق: 6- 12)
بعد ذالك طرحت عليه بعض الأسئلة و هكذا جري الكلام بيننا حتى رجع المهتدي أعطيت بعض الكتب للأخ , و قال الأخ و هو ينصرف: جئت مع الصديق بدون غاية و غرض و لكن تعرفت علي معبودي الحقيقي و إنشاء الله سأرجع....والأخ رجع بعد شهر و أسلم والحمد لله...
الدعوة بإزالة الشبهات
عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم النبي e المدينة, فأتاه فقال: إني سأسألك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي. فال: ما أول أشراط الساعة’؟ و ما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ و ما بال الولد ينزع إلي أبيه أو أمه؟ فقال رسول الله e خبرني بهن آنفا جبريل, قال ابن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة فقال رسول الله e: أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلي المغرب, وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت, و أما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له, و إذا سبق ماؤها كان الشبه لها. قال ابن سلام "أشهد أن لا إله غلا الله وأشهد أنك رسول الله...سبحان الله!
الأخ غير مسلم كان يحضر الفصول يوم الجمعة مع زميله المهتدي في العمل . والأخ دائما يسأل عن بعض الشبهات حول الإسلام... و هكذا استمر الأخ إلي شهرين يأخذ الكتب و يقرأ ويسأل... أخيرا اقتنع الأخ وأسلم بحول الله و قوته....
الدعوة بالقدوه :
كان النبي e أحكم خلق الله, فقد كان يتألف الناس ليدخلوا في الإسلام, ويصبر علي آذاهم, و يعفو عن إساءاتهم, و يقابلها بالإحسان, و له مواقف في الجود والكرم, والعفو والحلم, والرفق والعدل, والأمانة والصداقة...
1) موقفه مع ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة
2) موقفه مع الأعراب الذي بال في المسجد
3) موقفه مع الشخص الذي أراد قتله
4) موقفه مع ولد يهودي مريض
5) موقفه مع عجوزة التي تريد المغادرة لحفظ دينها
6) موقفه مع اليهودي زيد بن سعنه أحد أحبار اليهود – و كان زيد قبل هذا الموقف يقول: لم يبق شيء من علامات النبوة إلا و قد عرفتها في وجه محمد e إلا اثنين لم أخبرهما منه, يسبق حلمه جهله, و لا يزيد شدة الجهل إلا حلما. فاختبره بهذه الحادثة فوجده كما وصف فأسلم وآمن و صدق و شهد مع النبي e مشهد, واستشهد في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر...
· كنا نوزع التموين الشهري من اللجنة علي العمال والخدم و الذين يسكنون في الصحراء بعيدا عن المدينة لا لديهم ثلاجة ولا لديهم مكيف.... مرة زرنا الشاليهات و جدنا عدد من غير المسلمين فوزعنا عليهم التموين... وبعد ذالك نزورهم أسبوعيا حيث نجمعهم في بيت واحد و نتحدث عن أحوالهم العائلية والمالية....و ندعو هم إلي لإسلام بأسلوب مباشر و غير مباشر لثلاثة أشهر ولكن مهما حاولنا ما أسلم أحد.... فيوم من الأيام قمنا بطبخ بعض المأكولات الهندية و أخذنا الموافقة من كفيل الشاليه و زرنا غير المسلمين مع إخوان الجالية ....بعد السباحة والرياضة بسيطة جلسنا للغداء....أحد من إخوان الجالية كانت عادته الطيبة يطعم الطعام بيده الآخرين ...ففعل ما كان يفعله دائما... أطعم بيده غير المسلمين... فما مضت دقائق قال أحد منهم أريد أن أشهر إسلامي...فتعجبنا من قوله...منذ 3 أشهر نحاول و ما أسلم... واليوم يريد أن يسلم...ما الشئ الذي قاده إلي الإسلام ...فسألناه أجاب قائلا- كنت من طبقة المنبوذة في الهند و أمي ماتت في صغر سني منذ ذالك الوقت اشتغلت و كنت عطشا ن للحب الصادق... لما أطعمني الأخ بيده تذكرت أمي و قلت في نفسي ما الشيء الذي يجعل هؤلاء أن يزورونني و يهتمون بحاجاتي و يأكلون معي و أنا منبوذ...و أجبت بنفسي هو الإسلام...إذا لماذا التأخير فعجلت إلي ربي ليرضي مني....
· إخواني الأعزاء... فعلينا جميعا أن نفكر...أن اللجنة تنفق كثيرا... ولكن هل أنفقنا من مالنا... إذ لم ننفق من مالنا... ومن جيبنا فنتذكر أننا لن نأخذ منه فلسا واحدا إلي قبرنا و لكنه سوف نجده في قبرنا و يريحنا من وحشتنا.... رب نفقة نسينا ولكن الله لن ينساه أبدا..
حسن الختام
وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (التوبة: 105)
لا نجعل أفكارنا حصرا علينا....لتكن صدفة جارية لنا جميعا
و من باب التواصي بالحق و الخير فكلنا يستطيع أن يقوم بالدعوة إلي الله حسب استطاعته
وهي مسيرة علي من يسرها الله ...
كلنا يعاني من الحاجة في الضراء بعد السراء...كنت أزور(مع دعاة اللجنة) غير المسلمين في البر و آخذ معي الفواكه والعصائر و أوزع عليهم ..فوجدت منهم القبول والرضي بل كانوا يدعون للجنة علي اهتمامها لهم... و كان بعضهم مستغرب من نشاط اللجنة... ثم لما فهموا أن هذه كلها لوجه الله دعا في حق اللجنة وأصحابها... و قد رأيت في أعينهم معاني لن تضفها لوحة المفاتيح مهما حاولت.. فالحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات... والحمد لله الذي يهدي إليه من يشاء من عباده..
فثمرة هذه الزيارات في البر أسلموا أكثر من 10 أشخاص... و فال أحد الإخوة اسمه اوتوكورو سوباياه (اسمه الإسلامي – موسي) كنت أعتقد أنكم تزوروننا لأجل غرض دنيوي حينما عرفت أن هذه كلها لوجه الله لا تريدون منا جزاء ولا شكورا تعجبت.... وبدأت أقرأ الكتب حتى هداني الله إلي دين الإسلام ....اسلم الأخ و حسن إسلامه
· إخواني في الله! .... أشياء بسيطة ولكن لها تأثير كبير في قلوبهم... لا نعرف قيمة أفعالنا سواء الطيب منها أو السيئ إلا في أول ليلة في القبر يومها لن نجد أنيس ولا جليس و لا أما ولا أبا إلا أعمالنا.... لذالك قال الله جل و علا: · لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (صافات: 61

ليست هناك تعليقات: