يتلمس الملحدون الشبهات تلمسا لإثارتها على المسلمين.. وفي الغالب نجد أن أكثر هذه الشبهات لا علاقة له أصلا بوجود الخالق! ولهذا فإنني أنصح المسلم دائما عندما يثير عليه الملحد شبهة في دينه أن يكون متنبها ويقظا ويتساءل: وماذا بعد؟ هل قيام هذه الشبهة يناقض وجود الخالق؟ لا تدع الملحد يختطفك فتكون مدافعا في منطقة لا تحتاج فيها إلى دفاع! قم دائما بإعادة الملحد إلى أصل موضوع الإلحاد..
نعود للسؤال:
إذا كان الله يأمرنا بقطع هذا الجزء من الجلد فلماذا يخلقه أصلا؟ كيف يخلق شيئا لا فائدة منه ثم يطالبنا بالتخلص منه؟ ألا يبدو هذا ضربا من العبث؟
يقوم السؤال على فرضية مسبقة بأن خلق جزء من الجلد ثم الأمر بقطعه عند الولادة يدل إما على عيب مستمر في خلق البشر، أو تشريع لأمر يناقض الخلق! ومعلوم أن الحكم الشرعي في ختان الذكور عند الجمهور هو الوجوب.
مشكلة الملحد هي أنه يفترض وصول العلم إلى غايته في كل شيء.. فكم صدعوا رؤوسنا بأن الزائدة الدودية لا وظيفة لها، وأنها من مخلفات التطور، ثم اكتشفنا مؤخرا أن لها أكثر من وظيفة، والعصعص مثال آخر لذلك.. وكم أخذوا على القرآن ما ورد فيه عن علاقة القلب بالإيمان، فقالوا كيف لمضخة أن يكون لها علاقة بالتفكير؟ ثم اكتشف العلم أن في القلب خلايا مخية.. ابحث مثلا بعبارة (brain in the heart) لتجد بحوثا تثبت ذلك. فخلاصة القول هي أن النقاش على افتراض وصول العلم إلى منتهاه غير صحيح كما ثبت بالتجربة!
نعود لموضوع الختان.. احفظ هذا الجواب جيدا، لأن هذا الموضوع من أكثر الشبهات إثارة لدى الملحدين:
خلق الله سبحانه وتعالى جلدة الختان (القلفة) للجنين منذ أن كان في بطن أمه، حيث يبدأ تكون العضو الذكري بعد ستة أسابيع من بداية الحمل. ولهذا العضو وظيفتان: إخراج البول والتزاوج. ومن أجل قيامه بالوظيفة الثانية كان لابد أن يحوي نسيجا من الألياف العصبية المتشابكة شديدة الحساسية، وهي تكون في طور النمو خلال حياة الجنين في الرحم، وستكون بلا تلك القطعة من الجلد عرضة للاحتكاك في تلك المرحلة خصوصا مع الحركة المتواصلة للجنين داخل الرحم، فيؤدي ذلك إلى توترات عصبية وتنبه عام في الجملة العصبية مع أن الأجهزة العصبية لازالت في مرحلة التكوين والبناء، وهذه التوترات لجهاز لم يكتمل ستؤدي حتما إلى عرقلة نموه وتوقف نضجه.
ولهذا فإن اكتمال خلق هذا العضو وتكامله مع النظام العصبي يتطلب وجود هذا الجلد الذي يمثل حائلا وحاميا له عن الاحتكاك بكل ما يجاوره.. وبالتالي يستمر النماء المتكامل فيولد الجنين سليما صحيحا كامل البنية. فوجود هذه (القلفة) لم يكن عبثا كما يدعي الملحدون.
والسؤال الآن..
مادام وجودها ضروريا قبل الولادة وخلال مرحلة التكوين فلماذا يأمر الإسلام بإزالتها بعد الولادة؟ ما الضرر من بقائها؟
الجنين بالطبع لا يتضرر أبدا من وجود تلك القطعة من الجلد مادام في بطن أمه، لأن المحيط غير قابل للتلوث، ولكن بعد ولادته واكتمال أجهزته الحيوية، فإن تلك الأجهزة تبدأ بالعمل، ومنها الجهاز البولي.. وهذا يجعل المكان عرضة للتخرش والتعفنات والمشاكل الصحية المتعددة، ولا نريد الاستفاضة في شرح تلك المشاكل الصحية فهي شهيرة، ولهذا أمر الإسلام بالختان بعد الولادة لسببين واضحين: انتهاء الحاجة لتلك القطعة من الجلد بعد اكتمال النمو، والأضرار الصحية المترتبة على بقائها.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس من الفطرة: الاستحداد (حلق العانة) والختان وقص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظافر." رواه البخاري ومسلم.( منقول)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق