10/09/2009

الأفتار من أهم عقائد الهندوسية

من أهم ما يؤخذ علي الديانة الهندوسية أنها خالية من العقيدة الرئيسية يقول غاندي في كتابه ”هندو دهرم ” ( من حظ الديانة الهندوسية أنها تخلت عن كل عقيدة ولكنها محيطة بجميع العقائد الرئيسية والجواهر الأساسية للأديان الأخري ) والسبب يرجع إلي أنها تعتقد بتقديس كل جديد الا أن الجميع متفقون علي عقيدتين رئيسيتين وهي عقيدة الأفتار والتناسخ وهاتان العقيدتان عليها بناء أكثرالديانات المحرفة
عقيدة الأفتار : نزول الرب إلي الأرض لإصلاح الناس في صورة البشر
عقيدة التناسخ : هو رجوع الروح بعد خروجها من جسم إلي جسم آخر حسب الأعمال ومن العقائد المتفرعة عن هذه العقيدة
· عقيدة الكارما : هو قانون الجزاء
·عقيدة النرفانا : هي النجاة من دورات تناسخية متعاقبة لصلاحها في الدورات فيحصل لها النرفانا وتتحد الروح بالخالق
عقيدة الأفتار
أكبر الدعاة إلي هذه العقيدة سوامي ديانند سرسوتي صاحب كتاب ” ستيا رته بركاش“ و رئيس جماعة ” آريا سماج ” (تأسيس 1875م) و الأفتار معناه بااللغة السنسكرتية : النزول وفي الإصطلاح عند الهنادك : نزول الرب إلي الأرض لإصلاح الناس بصورة البشر يقول كرشنا : ( من أجل إنقاذ الأبرار، وإفناء الأشرار،ومن أجل إعادة إقامة شرعة الدين أهبط بنفسي دورة بعد أخري )
أقسام الأفتار

·بورن أفتار : أي النزول الكامل مثل أفتار راما وكرشنا
·أنشان أفتار : يرسل لغرض خاص مثل أفتار ”نرسنغ“الذي جاء لقتل ”هارن كشب“ فقط لساعات معدودة
· كلا أفتار : أدني من ”انشان أفتار“ مثل أفتار منو كشيب“
·أدهيا كاري أفتار: أدهياي كاري أفتار: يعطي قوة كقوة برهما ثم تزول عنه كشان ويد وياس عند تأليفه ” الفيدات“ و ” البران“
لماذا جاءت عقيدة الأفتار؟
ولكن السوال الذي يطرح نفسه لماذا جاءت عقيدة الأفتار لدي الهندوسية والجواب
أولا: لخفاء صفات الله تعالي عن الهندوس : حيث اختلطلت لديهم صفات الملائكة وصفات الله مع صفات الإنسان ولا سيما بعض خوارق العادات –حسب ظنهم- فماستطاعوا الخروج بالنتيجة الا القول بالأفتار
ثانيا: لإنكارهم الرسالة وخفاء حقيقة المعجزات والأمورالخارقة– حسب ظنهم-
كيف ترد علي عقيدة الأفتار؟
فلو جلس الهندوس لديك وهو يحتج بك علي قضية الأفتار وكثيرا ما يحدث ذلك فكيف تقنعه؟ فالجواب
1.قم بتعريف ذات الله من خلال سورة الإخلاص وبين الصفات الخمسة ( الله أحد، الله الصمد ، لم يلد، لم يولد، لاشريك له) بالمقارنة بصفات المخلوقين ثم بين عظمة ذات الله تعالي الذي خلق الإنسان من مني يمني وخلق السماوات السبع ومابينهماوالأرضين السبع ومابينهما ، وهو رقيب علي الإنسان في كل حين وآن وأنت تعتقد ذلك حيث تأبي فطرتك أن تعمل الفاحشةمثلا حتي في غرفة مظلمة وليس هذا الا لرقابة الله تعالي عليك ، فهل تظن بمن هذا شأنه أن يحتاج الي نزول الأرض بصورة البشر لإصلاح الناس
2.لنفترض مثلا لو قيل لك بأن الهواء أصبحت طيارة في لندن فهل تصدق ؟ لا لماذا ؟ لأنه لا علاقة بين الهواء والطيارة فصفة الهواء تختلف تماما عن صفة الطيارة فلا يمكن أن يختار هذا صورة ذاك . فكذلك فرق كبير بين صفات الخالق وصفات المخلوقين ولا علاقة بينهما بتاتا
3.إذا حدثت حادثة في منطقة من مناطق البلد فليس الأمير بحاجة للذهاب إلي مكان حدوث الحادثة للقضاء علي الخلاف بل يمكن أن يقوم بهذه المهمة الجنود والحكام وهذا بين مخلوق ومخلوق فكيف بين الخالق والمخلوق ؟ يقول غاندي في كتابه “أهمية الدعاء” ص 67 ( الله ليس بإنسان فالقول بأنه ينزل في صورة إنسان أو يأخذ الأفتار فليس هذا بصحيح بالكامل )
4.فلورجعت إلي الكتب الهندوسية تري بأنهاترد علي هذه العقيدة فانظرمثلا بهكوت كيتا أدهياي 7 أشلوك 24 ” أنا الواحد الأحد ، القادر المطلق،أحكم علي الدنيا بقدرتي ، فالذي يظن أنني آخذ صورة الإنسان فهو أحمق“
5.المعني الصحيح للأفتار يوافق الرسالة تماما في الإسلام فالعالم الهندوسي بندت رام شرما يعرف كلمة ”الأفتار” ( أوتار) بقوله ”الرجل العظيم الذي يذهب بالمجتمع من الحالة السيئة إلي النهوض“” كلكي أفتار ” ص 228 فدل علي أن الأفتار يكون رجلا عظيما الذي يقوم بإخراج الناس من الظلمات الي النور وهذه هي حقيقة الرسالة في الإسلام بل إننا إذا تأملنا في الكتب الهندوسية فإننا نجد ذكر الرسالة في الفيدا أنظر ريج فيدا 1-12-1 ” أكني دوتم ورني ماهي“ يعني نحن ننتخب أكني (إسم الرسول ) رسولا فقد فسرها بعض علماء الهندوس هذا الأشلوك بأن كلمة ”دوتن“ معناها الإله و ” أكني“ هو إله النار ولكن هناك نصا آخرفي نفس الفيدا يدل علي بشرية أكني وهو ” منوشيا سواكنمن“ يعني إنما أكني بشر (أنظر للتفصيل مقالات عالم هندوسي ”ستيا بركاش“ في جريدة ” كاتني ” الإسلامية )
وفي النهاية وضح أمامه حقيقة الرسالة في الإسلام وصفات الرسل فقل لهم مثلا إن الله تعالي لما كان متصفا بالصفات الكاملة لايوازي بها أي مخلوق آخر وكان مستويا علي العرش فالقول بنزوله في صورة البشركان قادحا في ذات الله تعالي والإنسان بطبيعتهم يميلون إلي العبادة والبحث عن الخالق فلم يكن الطريق الا أن يرسل الله رسلا من أنفسهم حتي ينيروا لهم الطريق فقد جرت سنة الله في أرضه أن يرسل الرسل والأنبياء لهداية البشرية جمعاءعبر القرون والأزمان الذين يبلغ عددهم حوالي 124000 والرسل جميعا كانوا من الأسرة الشريفة ،ومثالا في الطهارة والنزاهة يطرأ عليهم جميع الحاجات البشرية، وأيد هم الله تعالي بالمعجزات علي صدق الرسالة لا لإثبات الألوهية كإحياء الموتي وشق القمر ، و كانت دعوة جميع الرسل واحدة وهي توحيد العبادة لله تعالي يقول تعالي ” ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت “

ليست هناك تعليقات: