من الأخطاءالتي تتكرر لدى بعض الدعاة أنهم خلال ممارستهم للدعوة يحرصون إدخال المدعو في الإسلام وإذا لم يتم لهم ذلك يتحسرون ويتأسفون على الجهود التي بذلوها تجاه المدعو والتعريف به بالإسلام، ولو فكروا قليلا بأن الهداية من الله تعالى والدعاة ليسوا مكلفين بإدخال المدعو إلى الإسلام لأرتاحوا بكثير من العنت وهذا ما أريد إثباته في هذه الحلقة ، اليوم جئت إليكم بقصة المهتدي محمد على (دورجا براساد) من الجنسية النيبالية البالغ من العمر حوالى 50 سنة ، حيث هداه الله للإسلام قبل أربع سنوات وواظب معنا في الفصول الدراسية فتعلم كثيرا من أحكام الإسلام، والأخ منذ أن أشهر إسلامه دعا أسرته إلى الإسلام ولكنهم رفضوا بتاتا حتى زوجته لم تسلم حتى الآن ، ولما أن ولده الأصغر يعمل في إحدى الشركات بالكويت جاء به مرات عديدة حرصا منه على إسلامه فقمت بتعريف الإسلام لديه وبينت له عالمية الإسلام بالمقارنة مع الهندوسية والديانات الأخرى، ولكنه أصر على بقاءه على الهندوسية ولم يرض بالإسلام، وكانت لى جلسات عديدة معه حتى ظننت لعل الله لم يكتب له الهداية، فتركته وشأنه ، ولست أنا فحسب بل كانت للأخ إبراهيم (كدار نات خريل : من المهتدين المتميزين بلجنة التعريف بالإسلام الذي يعمل كداعية باللغة النيبالية ) جلسات عديدة مع الأخ فلم يقتنع ، ولكن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فالأمس لما رجعت من إلقاء خطبة الجمعة في مسجد عبد العزيز السند بكيفان إلى اللجنة في الساعة الواحدة تقريبا وتناولت الغداء في المطعم ثم جئت إلى الديوانية لأقيل حتى صلاة العصر وبينما كنت نائما في الديوانية إذ جاءني الأخ محمد على و وجهه يتهلل فرحا وسرورا ، سألته: ماذا حدث والساعة هذه ؟ فقال: سامحنى أستاذ! لم يكن لي أن أوقظك إلا أن ولدي الأصغر إقتنع بالإسلام وجاء معنا ليشهر إسلامه بين أيديكم، فقمت مباشرة وحمد الله عزوجل على أن شرح صدره للإسلام ، ثم لما جئت إلى المكتب رأيت بعض العرب وعددا من المهتدين منتظرين لمشاهدة مشهد إشهار الإسلام فجلست مع الأخ وطرحت إليه بعض الأسئلة فرأيت إقتناعا تاما فلقنته الشهادة أمام الجمهور كلمة كلمة ...
أشهد...... أن لا اله إلا الله.......... وأشهد....... أن محمدا ...... رسول الله
وما أن فرغت من تلقينه بالشهادة إرتج المكان بالتكبير ودموع الفرح....الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر .... رأيت أكثرهم يبكون فرحا وسرورا حتى أبوه لم يتمالك نفسه وأصبحت الدموع تنحدر على خديه ... اللهم ثبته على الإسلام !!!
المهم أننا حاولنابقدر ما نملك ولكن لم ننجح فيما أردنا لأجل أن الهداية بيد الله تعالى ليست بيد البشر فالداعية مكلف بالدعوة والتبليغ فحسب مصداقا لقوله تعالى إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ وقوله سبحانه : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق