12/15/2010

جاهل ركض المهتدي برجله وهو ساجد...فماذا حدث ؟

من الحكم والدرر الشائعة " الجاهل عدو نفسه ، فكيف يكون صديقاً لغيره" ولله در ما قال الشاعر عن الجاهل ( يصـــيب ومـــا يدري ويخطــي وما درى *** وهلا يــكون الــجهــل إلا كــذلكـــــا ) حقا الجاهل يضر نفسه فكيف ينفع الآخرين ولاسيما مجال الدعوة الذي يتطلب من الدعاة التأني والأسلوب الأمثل مع الحكمة والموعظة الحسنة.
أخي الداعية وأختي الداعية ! كتبت قبل أسبابيع حول جرح مشاعر المدعو وبينت قصة مهتد كيف أصبح يبغض الشخص الذي جرح مشاعره وأحاسيسه حتى قطع العلاقة معه مع التمسك بالإسلام الذي إختاره عن إقتناع تام واليوم جئت إليكم بقصة تبين كيف أن جرح مشاعر المدعو يجعله ينفر من الإسلام ويبتعد منه .
قبل الأمس زارني بلجنة التعريف بالإسلام خمسة أشخاص من المثقفين لغرض التعرف على الإسلام وكالعادة تعرفت على الجميع قبل بداية الحوار الدعوي فظننت أن ثلاثة منهم غير مسلمين على الديانة المسيحية والإثنين الآخرين مسلمان ، فذهبت بهم إلى الديوانية وشربت الشائي معهم ومن خلاله تعرفت على أحوالهم ثم بدأت أعرف لهم الإسلام عندما رأيت حرصهم للتعرف على الإسلام فمما قلت لهم:
(1) أننا نؤمن بعيسى عليه السلام والمسلم لايتم إيمانه إلا بالإيمان على عيسى عليه السلام .
(2) وليس عيسى فحسب بل نؤمن جميع الأنبياء الذين أرسلهم الله لهداية البشرية جمعاء على فترة من الرسل،
(3) وأن مثل عيسى كـ آدم خلقه من تراب فقال له: كن، فكان، فهو عبد الله ورسوله لم يقتل ولم يصلب بل رفعه الله إليه،
(4) إن الله هوالأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد (خمسة صفات أساسية لله تعالى)
(5) أنه ختم الرسالة بإرسال خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث إلى الأسود والأحمر
(6) إن القرآن هو المعجز بلفظه أنزله الله لكافة الإنسانية وتكفل بحفظه إلى يوم القيامة ...
(7) فالإسلام دينك والقرآن كتابك ومحمد صلى الله عليه وسلم رسولك.
وكانوا متفاعلين معنا في الحوار فواصلت الكلام ببيان بعض عقائد النصارى من التثليث والكفارة بالمقارنة مع العقيدة الإسلامية وفي النهاية سألت رأيهم حول الإسلام أو الشبهات التي في أذهانهم عن الإسلام فسألوا منى بعض الأسئلة فقمت بالإجابة عليها ، من بين تلك الأسئلة سؤال أحدهم : ما حكم الإسلام عمن إرتد عن الإسلام ؟ فلم أجب صراحة مع إعتقادي بقتل المرتد مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم"من بدل دينه فاقتلوه" رواه البخاري وإنما قلت: المسلم لا يتصور منه الإرتداد، اللهم إلا إذا لم يعرف الإسلام بحقه أما الذي ثبت الإيمان بقلبه لا يمكن أن يرتد أبدا... وانتظرت قليلا حتى أرى ردة فعله، فقال: إنما سألتك هذا السوال لأنني أسلمت قبل خمس سنوات ولم ألتزم الإسلام فماذا على ؟ فقلت: السبب؟ فقال : لما أسلمت عن إقتناع فرح من هذا الموقف المديرالعام للفندق وأعطاني ثلاث مائة دينار كويتي كـهدية فقبلته ولكن لم أسلم لأجل المال أو المساعدة المادية كما ظن أحد المصريين الذي كان يعمل معى في الشركة حتى حسد مني وبينما كنت أصلى يوما في المسجد رآني هذا الشخص فجاء إلى وأنا كنت في السجدة فركضني برجله من الوراء وقال: أيها الحريص! أسلمت لأجل أن تحصل على حظ من الدنيا، فاستحييت جدا في ذاك الوقت حيث ضربني من خلفى لما كنت ساجدا في المسجد حتى قمت من الصلاة وخرجت من المسجد بدون أن أنازع معه وأقول له شيئا، ومنذ ذلك الوقت كأنني تنفرت من الإسلام ولم أرجع إلى المسجد حتى الآن.....فماذا على ؟
لما سمعت هذه القصة أصبحت بعض الثواني كأنني لا شيء متعجبا من هذا الموقف الغريب الرهيب ثم قلت له : هذا رجل جاهل أحمق، لا يعرف عن الدين شيئا والجاهل عدو نفسه فما بالك أنت ، فأنت لم تدخل دين هذا الجاهل بل دخلت دين فاطر السماوات والأرض الذي هو دينك ودين الإنسانية جمعاء، ثم طرحت إليه سوالا بسيطا : ما رأيك إذا سبك أحد إذا نسبت نفسك إلى والديك؟ فهل تترك النسبة إليهما وتنسب نفسك إلى غير أبويك ؟ فقال: كلا، بل أتعامل معه بالشدة غيرة وحمية و حفاظا على نسبي، فقلت: أحسنت وبارك الله فيك، فكذلك الإسلام، ولدت علي دين الإسلام لأن كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه وأنت إخترت البوذية ، فكأن نسبتك إلى البوذية كانت نسبة إلى غير الدين الذي فطرك الله عليه فالإسلام هو مفقوداتك الغالية التي فقدتها قبل زمان وأصبحت تنكرعلي من يعرفها لك، ثم تعرفت علي هذه السلعة الغالية وأصبحت تحافظ عليها إذ جاءك شخص وسبك على إختيارها واقتناءها فهل تتخلى عنه ؟ كلا، فالإسلام هو دينك ليس دين المسلمين ولا العرب بل هو دينك أنت، فلو إخترت دين الشخص الذي سبك فكان لك وجها لترك دينه ولكن لم تدخل في دينه بل دخلت في دينك فلماذا تخليت عنه وتركت أمانتك على تحمق فلان وعلان؟ فاتضح له الحق و وعد أنه يلتزم الإسلام ويحضر عندنا في الدورس الإسبوعية حتى يتعلم الإسلام . والأخ إسمه " بي بي أدايا بيييريس" مديرالفندق من الجنسية السنهالية ولكنه يفهم اللغة الهندية فأصر على الإستماع إلى وعدم التحول إلى الجالية السنهالية .
وعلى هذا إنتهى المجلس على موعد اللقاء القادم ، وتم تذويدهم بالمواد الدعوية باللغة الإنجليزية حسب طلبهم بالتأكيد والتوصية على قراءتها، وما زلت على المتابعة بهم حتى جاء الموعد الثاني فجاء الأخ السنهالى مع زميله النصراني "بول عليا" من كلكته فجلست معهما فاقتنع الأخ فلقنته الشهادتين واختار لنفسه إسم "محمد" تيمنا بـ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، كما لقنت الشهادة للأخ السنهالى الذي سبق أن ذكرنا قصته وسمى نفسه " محمد عبد الرحمن" فقمت بتعليم بعض المبادى الأساسية ونصحتهما الذهاب إلى غرفتهما للإستحمام فذهبا ثم رجعا بعد ساعات فصليت معهما الظهر والعصر ونصحتهما أداء صلاة المغرب مع إخوانهم المسلمين في المسجد قرب الفندق.
أخي الداعية ! ماذا استفدت من هذه القصة وماذا تستنتج بها في حياتك اليومية كمسلم ولاسيما في مجال الدعوة ؟ أريد الإجابة منك . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخوكم في الله / صفات عالم محمد زبير التيمي
الداعية بلجنة التعريف بالإسلام باللغة الهندية

ليست هناك تعليقات: