اليوم ركبت تاكسي أجرة وبعد الجلوس في التاكسي بدأت أتحاور حسبما تعودت مع سائق التاكسي من بنجلاديش اسمه ميزان الرحمن ويبلغ عمره حوالى 30 سنة فقلت : لما أنك مسلم ماذا قدمت لدينك ؟ فقال: الحمد لله أصلي الصلوات الخمسة ،فقلت له : هل هذا يكفي ؟ فقال : صحيح لايكفي ، فقلت : هل تعرف أنك صاحب رسالة عظيمة وأنه لانجاة للبشرية إلا بها وأن الناس اليوم يتخبطون في ضلال وغواية ، فالمسئولية العظيمة على كل مسلم أن يكون داعيا إلى الله تعالى ، فقال: صحيح والله نحن مقصرون ، فقلت : هل أخبرك الطريقة السليمة للدعوة تلاءم وظيفتك كــ سائق ؟ فقال: أخبرني وأنا حاضر، فقلت: هل تستطيع أن تحمل معك بعض المواد الدعوية بجميع اللغات تعرف الإسلام أمام غير المسلمين وما عليك إلا أن تسأل من يركب معك من غير المسلمين حتى والمسلمين عن لغته ثم أعطه هدية منك وهذه الكتب توفرها لك لجنة التعريف يالإسلام مجانا، وبذلك يمكنك أن تكون داعية ناجحا.
وهنا تذكرالسائق القصة التي حدثت معه قبل ساعات وبدأ يقول لي : اليوم ركب في سيارتي أحد الإنجليز وسألني قبل الركوب كم الأجرة؟ فقلت : دينارين ، فقال: يمكن دينار ونصف ؟ فقلت : تفضل، فركب ، وسأل عن أسمي أولا، فقلت : ميزان الرحمن، فقال: يا له من إسم ، ثم قال: هل أنت تعبد الله تعالى ؟ فقلت : نعم أصلي الصلوات الخمسة، فقال: ماشاء الله ، ثم قال: هل تعرف عيسى عليه السلام ، فقلت : نعم ! هو نبي من الأنبياء، فقال: ولكن ينقصك شيء، ألا وهو أنك لاتهتم به كما ينبغى، ألا تعرف أنه مخلص لنا جميعا، ولد لأجل أن يصلب ويتركنا حيا طاهرا نقيا ، فقال السائق : هنا فهمت قصده من الحوار وسألته أنت مسيحي ؟ فقال : نعم ، فقلت أنت تدعوني إلى المسيحية ؟ فقال: ليس الأمركذلك، بل أنا أدعوك إلى النجاة والخلاص، فأخونا السائق كان له إلمام عن المسيحية إلى حد ما فبدأ يدعوه إلى الإسلام ويقول : نحن نؤمن بعيسى ولكن ليس مثلكم بل مثل ما كان عليه عيسى عليه السلام وكان إنسانا رسولا وفي القرآن سورة تسمى بـــ سورة مريم، أدعوك أن تقرأها ، بين الله فيها عن طهارة مريم وحقيقة عيسي عليه السلام ومعجزاته ، ....إلى أن قال.أدعوك إلى الإسلام ...وأضاف قائلا : لما نزل هذا المبشر أعطاني دينارين ونصف فقلت : اتفقنا بــ دينار ونصف وتعطيني دينارين ونصف ؟ فقال: هذه هدية مني، ولاتنسنا في دعائك، وأصرأن أخذ الدينار.
هذه هي القصة التي قص علي سائق التاكسي وهنا قلت في نفسي أنظر إلى جلد الفاجر وعجز الثقة ، كيف ينشط في نشر أباطيله ويستغل حتى فرصة الجلوس مع السائق المسلم لنشر التبشير في البلد المسلم، وأين نحن أزاء الباطل ، ثم انظر معاملة هذا المبشر مع السائق المسلم الذي رفض دعوته ولكن مع ذلك ترك أثرا في قلبه بإعطاءه دينارا إضافيا حتى يكسب قلبه وليس هذا فحسب بل زوده بــ بطاقتة التعريفية ، وكان مديرا تجاريا لإحدى أفرع الشركة الكبيرة بالإضافة إلى كونه مبشر.
أخي الداعية ! القصة هذه تحمل في طياتها معان كثيرة جدا تظهر جليا أمام من يتأملها،من أهمها أن مديرا تجاريا لشركة كبيرة لايتخلى عن ديانته بل يستغل فرصة الجلوس مع السائق ويبدأ يدعوه إلى المسيحية وعلى العكس من ذلك إذا كان مكانه مديرا تجاريا مسلما أخفى ديانته حتى لايعاب على كونه مسلما فما بالك يدعو إلى الإسلام ، أنظر الى الحالة السيئة التي وصلنا إليها الآن ونحن نحمل رسالة عالمية .
هناك تعليقان (2):
نعم...نحن جميعنا مقصرون في هذالأمر..و علينا أن نحاسب أنفسنا و أن نجتهد بقدر إستطاعتنا...قصة رائعة...جزآكم الله خيرا
اللهم وفقنا أن نكون دعاة إلى الله تعالى
إرسال تعليق