11/10/2019

حوار إذاعي حول مشروع "علمني الإسلام"



حدثنا شيخ صفات عن ثمار المعاملة الحسنة التي أمرنا بها الإسلام ؟

الإسلام دين المعاملة يأمرنا أن نعامل الناس معاملة حسنة، و من  ثمار المعاملة الحسنة طاعة الله والتقرب منه لأن حسن المعاملة من حسن الأخلاق وحسن الأخلاق من أفضل درجات التقرب إلى الله تعالى، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:   "إِنَّ الُمؤْمِنَ لَيُدْركُ بِحُسنِ خُلُقِه درَجةَ الصائمِ القَائمِ" (رواه أبو داؤد) فأنت إذا تحسن المعاملة مع الناس بالطبع  تحصل على عفو الله تبارك و تعالى ومغفرته و رضوانه. فتبسمك على وجه أخيك صدقة، و الكلمة الطيبة صدقة و عفوك عن الآخرين صدقة و طاعة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم و الحديث حسنه الألباني : أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف فى هذا المسجد شهرا ... فالمعاملة الحسنة عبادة عظيمة يغفل عنها كثير من الناس.
و من ثمار المعاملة الحسنة محبة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم و التأسي به، حيث أننا عندما نتخلق بالأخلاق الكريمة والمعاملة الطيبة لمن حولنا نقتدي بحبيبنا و قائدنا محمد صلى الله عليه و سلم وبخلقه الراقي الذي قال: إنما بُعثْتُ لأُتَمِّم مكارمَ الأخلاق والذي ذكره الله تعالى في كتابه الكريم بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]! وقد سردتْ لنا كُتُب السِّيَر ألوانًا مِن خُلُقه العظيم و المعاملة الحسنة مع كل إنسان، و استطاع بها أن يكسب قلوب الناس للإسلام و يقضي على جميع الشرور التي واجهته في أثناء دعوته للإسلام اللهم صل و سلم و بارك عليه
و من ثمار المعاملة الحسنة كسب قلوب الناس للإسلام  و ترغيب غير المسلم في الدخول في الإسلام، بل من أبرز العوامل المؤثرة في تقبل الناس لهذا الدين العظيم المعاملة الحسنة.
والتاريخ يشهد بأن الإسلام انتشر في ربوع العالم بالمعاملة الحسنة و الأخلاق الفاضلة نعم أعجبهم أخلاق التجار المسلمين وقيمهم الإسلامية فدخلوا في دين الله أفواجا و الحديث ذو شجون و نكتفي بهذا القدر

لديكم مشروع رائد بلجنة التعريف و هو مشروع "علمني الإسلام" حدثنا عن هذا المشروع؟
هذا المشروع يعني مشروع “علمني الإسلام” ؟  يعمل على تثقيف المسلمين الجدد وتعليمهم أمور دينهم،. عندما  يسلم شخص مباشرة يبدأ يستفيد من  هذا المشروع حتى يتعلم أمور دينه و لجنة التعريف بالإسلام تمتاز برعاية المهتدي بعد إسلامه و هذه الرعاية أهم مرحلة يمر بها المهتدي وتحرص عليها اللجنة لأنها مهمة جداً ولذلك أنشأت اللجنة الفصول الدراسية وفق منهج دراسي متميز ، موزع على عدة مراحل ومستويات، كل مستوى له منهج خاص يتم توزيع المهتدي كل حسب مستواه و يتم  تعليمه أمور دينه من الطهارة والصلاة  بالإضافة إلى الدورات الشرعية و التثقيفية المختلفة في العقائد والعبادات و المعاملات، وكذلك يتم تعليمهم اللغة العربية حتى يتمكنوا من قراءة القرآن الكريم وحفظه.
و هذه الدروس تكون في أيام الإجازة عادة نظرا لظروف المهتدين في إنشغالهم في دوامهم. و يتم متابعتهم بدقة و تدريسهم و إختبارهم و تخريجهم بعد كل أربعة أشهر و تحويلهم من فصل إلى فصل. لو تزوروننا مساء يوم الجمعة ترون المهتدين ماشاء الله مزدحمين في الفصول الدراسية، و كل داعية في فصله الخاص يلقي الدروس بلغته أمام المهتدين، و عندما يجتازون هذه الفصول يتأهل بعض الدارسين المتميزين منهم ليصبحوا دعاة في المستقبل. و عندنا مهتدون تخرجوا من هذه الفصول و أصبحوا دعاة إلى الله تعالى و قد أسلم على أيدي بعضهم آلاف الناس.

ماذا عن أهداف هذا المشروع ؟
مشروع علمني الإسلام” يسهل على المهتدي الجديد ممارسة الشعائر والعبادات الإسلامية من ناحية، ومن ناحية أخرى دمج المهتدي في مجتمعه الجديد من خلال تعليمه أمور دينه وما ينبغي عليه القيام به ليكون مسلما صالحا نافعا لدينه ووطنه. فمن أهداف هذا المشروع
تثبيت المهتدين الجدد على الإسلام.
تحصين المهتدين الجدد من الأفكار والمعتقدات غير الصحيحة.
تعليم المهتدين الجدد القرآن والعلوم الشرعية واللغة العربية.

ماذا عن أكثر أسباب دخول غير المسلمين للإسلام بلجنة التعريف بالإسلام ؟
هناك أسباب كثيرة لدخول غير المسلمين للإسلام بلجنة التعريف بالإسلام، منها التعرف على محاسن و جمال الإسلام بعضهم تأثروا  بالقرآن بعضهم تأثروا بالسيرة النبوية بعضهم قرأوا رسالة عن الإسلام و أسلموا، بعضهم صاحبوا المسلمين فأسلموا بعضهم دخلوا المسجد و شاهدوا كيفية عبادة المسلمين فأسلموا، و لكن السبب الرئيسي لدخول غير المسلمين للإسلام بلجنة التعريف بالإسلام المعاملة الطيبة والأخلاق الحسنة وإحصائيات اللجنة تقول بأن من أهم أسباب دخول غير المسلمين إلى الإسلام المعاملة الطيبة للكفلاء الكويتيين، فكثر الله أمثالهم، يقول الشاعر: أحـسن إلـى الناسِ تَستعبد قلوبهم *** فـطالما اسـتعبدَ الإنـسان إحسان.
هذا العدد الهائل من غير المسلمين الذين دخلوا في دين الله تعالى بلجنة التعريف بالإسلام ترجع قصصهم تسعين بالمائة إلى المعاملة الحسنة، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الكويت و شعبها الطيبون يتصفون بالرقي بالتعامل و محافظون على أخلاقهم الفاضلة و عاداتهم الحسنة  .

نود أن نستمع على قصص المعاملة الحسنة كانت بوابة الدخول للإسلام كونك داعية بلجنة التعربف بالإسلام ؟
عندنا قصص كثيرة تتعلق عن المعاملة الحسنة كانت بوابة الدخول للإسلام، كم من خادم هندوسي أو بوذي  جاءوا إلى كفلائهم حتى يشتغلوا عندهم والكفلاء تعاملوا معهم المعاملة الحسنة و لم يظهروا رغبتهم يوما أن يدخلوا في الإسلام و لكنهم لما لاحظوا التعامل الراقي من كفلائهم بعد أيام قلائل جاءوا إلى كفلائهم و قالوا: نريد أن ندخل في الإسلام،  نريد أن نتعرف على هذا الدين العظيم.
هذا المهتدي رنجيت من الجالية السنهالية فقد جوازه، و كان وقتئذ غير مسلم، رأه أخ كويتي متقاعد كبير السن جالس في مكان وهو مهموم و حزين، سأله عن سبب حزنه و همه فقال: فقدت الجواز، ولا أدري ما ذا أسوي؟ فساعده هذا الأخ حتى راح به إلى السفارة السنهالية و أخرج له جواز بديل و اهتم به و ساعده، هذه المعاملة الطيبة مع هذا الشخص البوذي دخل في قلبه حتى اتصل به يوما وقال له أريد أن أتعرف على الإسلام، فجاء به هذا الأخ الكويتي إلى الداعية والداعية قام بتعريف الإسلام لديه فأسلم الحمد لله و قص قصته و قال: هذا الأخ الكويتي هو الذي كان لي سببا أن أدخل في الإسلام، و سمى نفسه عبد الله وهو من المهتدين المتميزين بفرع العاصمة .
هذا المهتدي راجا شيكهر من الجالية التلغوية كان يشتغل في بيت كويتي في صباح الناصر و الأسرة كانت ملتزمة جدا، فكانوا إذا سمعوا الأذان راحوا الى المسجد للصلاة، و هذا يبقى في الديوانية وحده، ففكر يوما: لماذا أنا لا أذهب الى المسجد وهم يذهبون؟ بينما هو كذلك إذ مر يوما أمام لجنة التعريف بالإسلام فرأى أمام البوابة نشرة مجانية بلغته على استاند دعوي، فأخذها و بدأ يقرأ حتى دخل الإسلام في قلبه و أسلم و تغير تماما، و سمى نفسه عبد الله، و بعد أيام عديدة إتصلت زوجته الداعية و كانت أيضا تعمل في الكويت و قالت: أعطني نفس الجرعة التي غيرت زوجي أريد أن أكون مثله، ما الذي غيره لا أدري و لكن أريد أن أكون مثله، فأسلمت و حسن إسلامهما و ربا أولادهما تربية حسنة حتى أن بنته درست في المدرسة الدينية وحفظت القرآن. فالحمد لله على نعمة الإسلام.
قصة ثالثة و أخيرة قصة المهتدي مان باهادور دارجي (عمر) نيبالي الجنسية، كان يعمل في بيت أخ كويتي كخادم، فتأثر بالمعاملة الحسنة من الكفيل فأسلم هو و حضر عندنا و تعلم الدين و لما سافر إلى نيبال أسلمت زوجته مع الأولاد، ولديه ثلاث أولاد، و انظر إلى همته العالية قام بإلتحاق جميعهم في المدرسة الإسلامية لتلقى الدراسة الدينية ، ومن دواعي السرور أن الإبن الأكبر للأخ يدرس في جامعة الأزهر وهو في سنة التخرج و الإبن الثاني حفظ القرآن الكريم كاملا و يكمل دراسته الدينية في نيبال.   

صف لنا تعاون المحسنين معكم شيخ صفات ؟

الحمد لله الكويت بلد الخير الله يحفظها و يديم أمنها و استقرارها و شعبها الطيبين حريصين جدا في عمل الخير، و الله ما يقصرون، إذا كان عندهم خادم أو خادمة يحرصون أن يتعاملوا معهم المعاملة الطيبة و يرغبونهم للإسلام حتى يأتون عندنا و يحملون معهم الحقائب الدعوية للخادم أو الخادمة عندهم و عندما يدخلون في الإسلام يعطونهم فرصة للإلتحاق بالفصول الدراسية باللجنة حتى يتعلموا الدين و يثبتوا على الإسلام. و يبذلون كل غال و نفيس في نشر دين الله سبحانه و تعالى، و هذا كله في ميزان حسناتهم يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.   
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين  


ليست هناك تعليقات: