الحقيبة الدعوية

  تعد حقيبة الهداية من أحد أهم الوسائل الدعوية و من منطلق قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آيه ) أوجدت لجنة التعريف بالإسلام وسائل دعوية متنوعة ، من بين هذه الوسائل الدعوية حقيبة الهداية. والسوال الذي يطرح نفسه على ماذا تحتوي هذه الحقيبة؟ هذه الحقيبة تحتوي على كتب و نشرات و مواد مرئية وسمعية وترجمة لمعاني القران الكريم. وقد حرصت اللجنة على توفرها بأسلوب سهل ومبسط يوصل الرسالة بمنتهى البيان.

و من إيجابيات حقيبة الهداية من بين سائر الوسائل الدعوية أنك إذا أعطيتها شخصا سيأخذها و يجلس معها في وقت الفرصة و يقرأها لوحده و يتأمل فيها و يفكر عن محتواها بشرط أن تكون المادة قوية.  و نحن كدعاة عندما نقوم بتوزيع حقيبة الهداية نبين لمن يستلمها أهميتها، و نقول له إنها هدية غالية تغير حياتك و توفر لك حياة سعيدة لا يقابلها الدنيا و ما فيها.

المهم حقيبة الهداية تعتبر ركيزه أساسية في التعريف بالإسلام، و أنا بالذات لا حظت بلجنة التعريف بالإسلام أن حقيبة الهداية لها من الأهمية بمكان، وقد أسلم آلاف الناس عن طريق حقيبة الهداية. هذا المهتدي راجا شيكهر من الجالية التلغوية كان يشتغل في بيت كويتي في صباح الناصر و الأسرة كانت ملتزمة جدا، فكانوا إذا سمعوا الأذان راحوا الى المسجد للصلاة، و هذا يبقى في الديوانية وحده، ففكر يوما: لماذا أنا لا أذهب الى المسجد وهم يذهبون؟ بينما هو كذلك إذ مر يوما أمام لجنة التعريف بالإسلام فرأى أمام البوابة نشرة مجانية بلغته على استاند دعوي، فأخذها و بدأ يقرأها حتى دخل الإسلام في قلبه و أسلم ، و تغير تماما، و سمى نفسه عبد الله، و بعد أيام عديدة إتصلت زوجته الداعية و كانت أيضا تعمل في الكويت و قالت: أعطني نفس الجرعة التي غيرت زوجي أريد أن أكون مثله، فأسلمت و حسن إسلامهما و الآن بنته حافظة لكتاب الله تعالى. فالحمد لله على نعمة الإسلام. فانظر كيف هداه الله تعالى بسبب نشرة بسيطة أخذها من استاند دعوي.

و من أعجب القصص التي مرت في حياتي،  قصة المهتدي لوسيو دوريكو من ولاية غوا من جنوب الهند، نعم قصة إسلامه عجيبة، صديقه المسلم الذي كان يسكن جنب شقته مرة جاء إليه و أعطاه حقيبة الهداية من لجنة التعريف بالإسلام، لكن لوسيو فكر بنفسه أنا لست مسلما. لماذا أقرأ الكتب عن الإسلام... فلم يقرأها و لم يبال بها، مرت الأيام وهو لم ينظر إلى هذه الحقيبة إذ فكر يوما وكان يوم إجازة له خلني أشوف و أنظر ما فيها ، فأخذها و بدأ يقرأها كتابا كتابا فوجد طرحا ممتازا و كان في الكتاب أدلة عقلية يخاطب عقله و شعوره فتعرف على الإسلام أول مرة، و طلب من زميله أنه يريد أن يتعرف على الإسلام أكثر فأكثر فجاء به صديقه إلى لجنة التعريف بالإسلام فقمت بتعريف الإسلام أمامه حتى أسلم و حسن إسلامه و تخرج عندنا من الفصول الدراسية و تزوج بنتا مسلمة، الآن أسرته كلها مسلمة فالحمد لله على نعمة الإسلام .

و بالمناسبة أذكر قبل سنوات كان لي لقاء مع الشيخ المحدث الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي رحمه الله عميد كلية الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقا وصاحب كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل، هذا الكتاب موسوعة لجميع الأحاديث الصحيحة، وكذلك له مؤلفات عديدة في مجال الدعوة، و الشيخ كان سعودي الجنسية و هندي الأصل كان هندوسيا فأسلم في الهند و كان سبب إسلامه كتابا أهداه أحد الإخوة المسلمين فتعرف على الإسلام عن طريقه حتى أسلم، والكثير من الإخوة العرب ما يعرفون عن الشيخ أنه ولد هندوسيا ثم أسلم، المهم لما زرت الشيخ مع أحد الإخوة في بيته في المدينة  النبوية و جلست معه و استمعت إليه فسألته: يا شيخ ما هي أهم وسيلة دعوية في نظرتك؟ فقال: لو قامت المراكز الدعوية بطباعة الكتيبات الدعوية المشتملة على التعريف العام بالإسلام و بيان محاسن الإسلام و قامت بتوزيعها و نشرها بين الناس لكان هذا خدمة عظيمة للإسلام.

أما حقيبة الهداية بلجنة التعريف بالإسلام، فهي تحتوي على نوعين من المواد الدعوية: النوع الأول الحقيبة الدعوية لغير المسلمين و هي تخاطب شريحة غير المسلمين تعرفهم بالإسلام وتظهر مبادئ الإسلام ومحاسنه ما هو الإسلام؟ من هو محمد؟ و ما هو القرآن؟ و ما هي معتقدات المسلمين؟ و النوع الثاني حقيبة للمهتدين الجدد و الجاليات المسلمة يتعلمون من خلالها الطهاره والوضوء والصلاة و أحكام الدين الحنيف.

و من أبرز أهداف هذا المشروع التعريف بالإسلام لغير المسلمين في دولة الكويت، هذا العدد الهائل من غير المسلمين الذين يتواجدون بدولة الكويت لهم حق علينا أن نعرفهم بالإسلام، و حقيبة الهداية تلعب دورا كبيرا في تعريف الإسلام أمام غير المسلمين. و من أهداف مشروع حقيبة الهداية تعليم المهتدين الجدد، و قد تم إعداد الحقيبة الخاصة للمهتدين الجدد يتعلمون من خلالها تعاليم الإسلام. و من أهداف هذا المشروع نشر العلم الشرعي بين العمالة المسلمة الغير ناطقه باللغة العربية من خلال الكتيبات والنشرات والاشرطة بمختلف اللغات. و فهم تعاليم القران الكريم من خلال توفير تراجم القران الكريم وعلومه لجميع اللغات.

ولك أن تتخيل لو أسلم عن طريق هذه الحقيبة ولو شخص واحد، فكل ما يفعله هذا المهتدي منذ بداية نطقه الشهادتين إلى أن يلقى الله هو ومن كان سببا في إسلامه هو وذريته ومن تبعهم إلى يوم الدين تجد حسناتهم بإذن الله في موازين أعمالك مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله رواه مسلم  

و ختاما أقول إن الدعوة ليست حكرا على شخص دون شخص فهي مسئولية الجميع و أنت بنعمة وصلها لغيرك و نحن نوفر لك حقيبة الهداية من كتب و نشرات و مواد سمعية و مرئية بجميع اللغات.